هالة منير بدير تكتب: ماذا لو فاز بالرئاسة أحد الفلول أو أحد الــ ..... ؟!
شوفوا علشان الكلام في الموضوع ده بيجيب لي شخصياً توتر وأكيد بيعمل كركبة في بطن أي واحد خايف من المستقبل المبهم اللي داخلين عليه ومصر رايحة على فين والجو ده .. فإنت هتعمل إيه بجد لو صحيت من النوم الصبح لقيت الرئيس عمرو موسى ولا شفيق ولا عمر سليمان بعد ما قعد يقطَّف في وردة أترشح لأ ما أترشحش ؟! ..
العجيب أنه عندي إحساس قوي أنه لن يخرج التنافس عن هذين الاثنين : موسى وحازم صلاح أبو إسماعيل وهذا إذا لم يتدخل الطرف الثالث أو اللهو الخفي أو الأصابع الخارجية بالتلاعب بالنتيجة لصالح شفيق أو عمر سليمان ليكون الرئيس الجديد من زيتنا ودقيقنا ويضمن لنا الخروج الآمن ..
إذاً يكون السؤال عندئذٍ ماذا لو فاز عمرو موسى أو أبو إسماعيل ؟! الكثير سينتخبون عمرو موسى لأنه معلوم جيداً لهم منذ أيام مبارك وله من الخبرة السياسية التي ستجعل البلد تستقر بسرعة كما يظنون .. أما عن أبو إسماعيل فالخوف أكبر وأكبر لأن كل الدعاية الحالية باسم الدين وإرضاء الله ورسوله وتطبيق شرع الله ، كما فعل حزب النور السلفي في انتخابات البرلمان النزيهة الخالية من أي تزوير !! .. والأجمل وما يزيد توتر القولون العصبي هو تصريحات السيد عاصم عبد الماجد عضو شورى الجماعة الإسلامية أن التيارات الإسلامية لديها فرصة كبيرة بعيداً عن التيارات الليبرالية التي انسحبت من الجمعية التأسيسية للدستور لإفشال أي خطوة تصب في الاستقرار ( شايفين بيلعبوا على الشعب باسم الاستقرار ، الشعب اللي بيشتم في الثورة من أول يوم ، نفس اللي حصل أيام التعديلات الدستورية وقولوا نعم علشان الاستقرار ) وأن التيارات العلمانية ليس لها أي شعبية في الشارع .. يا أستاذ عبد الماجد إنت بتقول إيه ؟! ما تقول علينا بوذيين أحسن ولا هندوس .. أما شيء غريب زمان كانت الناس بتتقسم على حسب انتماءاتها الحزبية ( وفدي – إخواني – شيوعي ...) لكن الوقت انتخبوا الإسلاميين ولا تنتخبوا غير الإسلاميين ( خلاص كل من لا ينتمي لحزب الحرية والعدالة والنور مرتد أو من الخوارج ) !! .. ولا الشيخ برهامي اللي بكل استفزاز بيتحدى القوى المعترضة على الجمعية التأسيسية للدستور أن يحشدوا الشعب إذا استطاعوا لأنه عارف ومتيقن 100% إنه بحلقة واحدة على قناة الرحمة أو خطبة في جامع كبير ، 99% من الشعب الغلبان هيقول نعم في غزوة أشبه بغزوة الصناديق ...
لا أحسب كل بقايا نظام مبارك فلولاً فقط .. بل أحسب كل من نزع نفسه من دائرة اتحاد القوى الثورية فلولاً ليضع يده في يد المجلس العسكري ويترك إخوته في الشارع يطالبون وحدهم باستكمال مسيرة الثورة ووصفهم بالبلطجية .. فلولٌ كل من دلَّس باسم الدين ليصل لهدفه المنشود بالجلوس على كرسي وتولي منصب ليس من حقه يسرقه ممن هو أولى به ليبث تفكيره القاصر في عقول الناس ..
يا ناس الواضح إن ثورتنا المسماة ثورة الفيس بوك أصبحت فعلاً ثورة على صفحات الفيس بوك فقط إلا ما رحم ربي من نشاطات بعض القوى والحركات على أرض الواقع مثل 6أبريل وكاذبون وسلاسل الثورة وغيرها .. وبالرغم إن شدة هجوم أنصار الأخوان والسلفيين التي ظهرت في البداية خاصة مع حملة حسان للمعونة المصرية قد بدأت تنطفئ بعد تكرار ممارسات الأخوان والسلفيين وتصريحاتهم التي جاءت مخيبة لكثير من أنصارهم ، إلا أنني لا أشك أن على أرض الواقع وفي أول انتخابات لن يفقد الأخوان أصوات أنصارهم ومحبيهم باسم الدين إلا من انتخبهم لأنه لا يعلم غيرهم ، عندها يكون الرهان فعلاً على هؤلاء .. خاصة عندما وجدوا أن الأداء لم يرقى إلى وعود الجنة كما وعدوهم ..
لم أعد أريد أن أسمع عبارة : ( هِيَ مصر رايحة على فين ؟! ) لأني ببساطة اكتشفت أنها لا تتحرك من مكانها أصلاً لتروح وتجيء.. لا بترجع للخلف حتى نقول أهي بتاخذ عزم للأمام وهتنطلق ولا هي اتقدمت للأمام ونقول أهي هانت فات الكتير ما بقى إلا القليل .. كل اللي بيتعمل فيها أن الطرف الثالث اللي كلنا عارفينه طبعاً واللي هو " ....... يعني اللي بالي بالك "بمساعدة الأغلبية المشرفة لمجلس الشعب ماسكينها يُرجوا فيها ويخبَّطوها يمين وشمال أو " دايسين " عليها ب " البيادة " أو رافعين في وجهها كتاب الله على أساس إن إحنا الكفار وجايين ينشروا الدعوة وسطنا ..
ولو كان المرحوم جلال عامر عايش للوقت كان جاوبنا بحكمة أبلغ في السؤال ده من رده الشهير ( كنت اسأل قبل ما تركب !) بالذات إن فيه ناس كتير ركبت وهما فعلاً مش عارفين هي مصر رايحة بيهم على فين ، مثل الثوار اللي ركبوا في حب مصر وشجاعة جيل لا يخشى الموت والقهر وفي النهاية نزلوا في محطة الشهداء والمصابين اللي لسه ما خدوش حقهم ولازال الركوب مستمر من ثوار جدد لأنه ببساطة لم يتغير شيء ولم تتحقق ثورة .. ومثل أيضاً نواب مجلس الشعب " برلمان الثورة " اللي القليل منهم دخلوه باسم الثورة واللي أغلبه لما يحب يعلى " نغمة الشجاعة " يقولك الثورة لم تكتمل ولما يحب يِهدي اللعب " يصفق " لأي جعجعة ضد الثورة والثوار، ولما ما يعرفش يرد يقولك موتوا بغيظكم ، ولما تتأسس جمعية الدستور يقولك إحنا الأغلبية ، أهلاً الحزب الوطني الجديد ، أهلاً بالفلول ..