هالة منير بدير تكتب: عزيزي المقاطع .. كلمتين في ودنك

-  مقالي هذا مُوجَّهُ لكل من يرى مشاركته في الانتخابات اعترافاً بمسرحية في باطنها استفتاء على تقليد السيسي الرئاسة ، وأن حمدين صباحي أخطأ حين شارك فيها ، وسواء ما إذا تمت بطريقة نزيهة أو مزورة كما أفتى شفيق عند انسحابه من السباق لاعتقاده ب ( تستيف ) الصناديق للسيسي فإنه رئيس مصر ، فليكن هذا ، سَتُمَرَّر الانتخابات ، وسيكتمل العرس الديموقراطي وستذهب مصر إلى السيسي بشنطة هدومها ..

- الإعلام المُوَجَّه للحشد لانتخاب السيسي هو ما صنع من الإخوان وأكذوبة الجيش المصري  الحر حدوتة الأشكيف المخيف والشاطر عبد الفتاح السيسي ، يقصها قبل النوم كل يوم على مسامع المصريين ، هو ذاته الإعلام الذي روَّجَ عن سامي عنان قبل انسحابه أنه مرشح الإخوان كي لا يلتف حوله المرعوبون من البعبع ، هو ذاته الإعلام الذي أشاع أن الإخوان سيأيدون صباحي نكايةً في السيسي وهاهي مؤشرات انتخابات المصريين بالخارج توثق أن لا يد إخوانية ستلوث الصندوق ، هو ذاته الإعلام الذي يُغمض عينه عن عودة فلول مبارك وعن مشاركة سلفيي حزب النور الذراع الأيمن للإخوان ..

- " بعد مشاهدة حمدين أشعر بالخطر الشديد .. لابد من الحشد الجاد لانتخاب السيسي" هذه الجملة تكررت بأكثر من طريقة بعد حوار حمدين على cbc منذ أسبوعين ، حديث حمدين المسترسل المتناسق جذب الإنتباه مقارنةً بالسيسي الذي كان يراوغ أو يصمت دقيقة حداد قبل إجابة الأسئلة ، فكان لابد لهم أن يتقولوا التالي :

-    يقولون عن حمدين أن في كلامه إساءة لأجهزة الدولة ولا أدري إذا ما كانوا يعتبرون حديثه عن فساد في مؤسسات الدولة إساءة ؟! يقابله تحسس السيسي وأنصاره من كلمات مثل هيكلة الداخلية وتطهير المؤسسات !!
-    يرون في حملته وكأنها استعداداً لانتخابات اتحادات الطلاب ، لأن أعضاء الحملة من الشباب النشط الحيوي الذي يدعو لمرشحه بأبسط وأرخص الأساليب ، وليس من وجوه فلول مبارك القميئة التي تتسلق على أعضاء حملة السيسي والتي دفعت أعضاء الحملة الرافضين لانضمام الفلول لتقديم استقالاتهم في أكثر من منطقة ..
-    يلومون على حمدين أن الفقراء في الدرجة الأولة من أولوياته وينسون أحاديث السيسي عن التقشف وشد الحزام ومطالبة شباب الأطباء بالتحمل ، ومطالبة الطلاب بتوفير أجرة المواصلات من أجل مصر ، وتوعد من يتظاهر بمطالب فئوية بتنفيذ القانون بكل صرامة دون وعده بتحقيق ولو جزء من مطالبه ..
-    يقولون عن حمدين أن برنامجه الانتخابي مجرد كلام في الهوا ، ولا يلفت نظرهم البرنامج  السري الخاص بالمرشح الآخر الذي يعتبر الحديث عنه أمن قومي لا يجب الخوض فيه ..
وجدير بالذكر أن كثير من المواطنين القادرين على تمييز فعالية وأهمية البرنامج الإنتخابي والمحسوبين من المثقفين والنخبة ﻻ يعنيهم أصلاً وجود برنامج للتمييز والتفضيل بين المرشحين ، يتعهد به المرشح بتنفيذ كذا وكذا خلال مدى زمني محدد يحاسب عليه إذا لم يلتزم به ، لكن من الواضح أن السيسي ﻻ يفضل أن يقدم وعود ﻷنه ربما يعلم أنه غير قادر على الوفاء في المدد الزمنية التي يتوقعها منه ناخبوه ، المصريون ممن يؤيد البطل المغوار ﻻ يهمهم برنامج مكتوب أو مرسل أدراج الرياح ، لم ينزلوا استفتاءاً على الدستور بل نزلوا لدفع السيسي للترشح للرئاسة ، وسينزلون للتصويت له في الانتخابات ﻷنهم يتوسمون فيه ما هيأه لهم اﻹعلام عن انتصارات عبد الفتاح اﻷيوبي على الحملات اﻹخوانية السابقة وعن فتوحاته القادمة في أم الدنيا  ..

 عزيزي المقاطع : فلتعتبر الانتخابات استفتاءاً على المصريين ، أنت وغيرك ممن لن يعطيَ صوته للسيسي وسينتخب حمدين ، هم الأعداد التي تقدر الثورة على مبارك في25 يناير ، وتؤيد موجتها في 30 يونيو على مرسي ، هي التي تقدس الجيش دون أن تغني تسلم الأيادي للسيسي ، هي التي ترفض عودة دولة مبارك بكل ممارسات القمع منذ 3 يوليو ، هي التي لن تقف مع الإخوان في خندق واحد ، خندق المقاطعة ، هي التي لن تمشي في ركب اﻷغلبية الكاسحة المؤيدة لوزير دفاع تُهدى له مصر لمجرد أنه قام بواجبه وانحاز ﻹرادة شعب ..

انزل شارك .. صوتك لن يجعل فوز السيسي كاسحاً ..

للتواصل مع الكاتبة:

 

 

تعليقات القراء