هالة منير بدير تكتب: كرهتونا في السيسي ..!

 ما هو لمَّا وزير الدفاع يقول : ( إنتوا مش عارفين إنكم نور عينينا ولا إيه ؟!) لازم تكون النهاية الطبيعية قصيدة " نساؤنا حبلى بنجمك " ، الكلام  الناعم الحنين الذي لا محل له من الإعراب لازم يكون الرد عليه بطريقة مماثلة من قصائد خارقة لنطاق المتعارف عليه من مدح وثناء  ، للأسف المنافق كاتب القصيدة أعطى لمؤيدي مرسي الحجة لمعايرة كارهي الإخوان ، فعندما نذكرهم بفضيحة جهاد النكاح ؛ سيردون الصاع صاعين بالنساء الحبلى بنجم السيسي ، دائماً غباء بعضنا أفضل وسيلة لتقديم السلاح لعدونا وعلى طبق من فضة ..
 
لو هممت بوصف صاحب القصيدة السمجة لن تساعدني الكلمات المحترمة اللائقة ، كلمات القصيدة في مدح السيسي والثناء عليه إن دلت على شيء فإنما تدل على كم القرف الذي أصبح عليه فئة كبيرة من محبي الفريق الذين ينطبق عليهم " عُبَّاد البيادة " بحق ، بغشمهم يدفعون السيسي دفعاً لنهاية محتومة من كره الكثيرين ، دفاع غبي وقصائد وأشعار ومقالات مثيرة للاشمئزاز ، لو تكاتف الإخوان وأنصارهم على أفعال لبث الكراهية في حق السيسي لن ينجحوا نجاح معاتيه الرجل ، محبو السيسي لا يَفْرقون عن الإخوان المسلمين والمتأسلمين الذين تاجروا بالدين لأجل السياسة ، فكما تعالت الأصوات في وجه هؤلاء أن : ( كرهتونا في الدين ) ، تتعالى الأصوات الآن في وجه دببة السيسي بعد تلك القصيدة المسيئة لكل مصري ومصرية أن : ( كرهتونا في أم السيسي ) !! ..
 
كل هذا العشق والغرام لأنه أنقذهم من بعبع الإخوان ، عقول قاصرة لا تعي أنه لم يقم إلا بواجبه من انتزاع مصر من بضع مجرمين لم يريدوا حكمها إلا لغرس أرجل جماعتهم في مفاصل أم الدنيا ، ومن ثم يغضب صانعو الفرعون وماسحو الجوخ عندما نواجههم بتملقهم المريض للفريق ، نفضحهم أمام أنفسهم أنكم تصنعون إلهاً كما جعل الإخوان المرشد إلههم ، فيثورون أننا الطابور الخامس والخلايا الإخوانية النائمة ، واضح أن التفويض الذي طلبه السيسي عمل " تفويت " في عقول كثير من المصريين ..
 
تأتي هذه المأساة الأخلاقية بجانب مأساة إنسانية أخرى تدل على كمية الخطر الذي يحيق بالإنسانية في هذه الأوضاع البائسة ، ادخل على فيديو الطفل شهيد العمرانية الذي قتل برصاص خرطوش أثناء سير مظاهرة إخوانية ، الفيديو يظهر رجلاً يحتضن جثة طفل وقيل أنه الوالد وأنه من الإخوان ، اقرأ كم التعليقات التي تدل على مستوى الدناءة والدونية وتحجر القلوب التي أصابت كثيراً من الناس ، تمعن في كم الشماتة والشتائم في الرجل المقتول ابنه لأنه إخواني أو من أنصار مرسي ، وفي النهاية اتضح أن الرجل جار الطفل وأن أباه ليس من جماعة الإخوان المسلمين ولا من أنصار المعزول ..
 
في مثل هذه المواقف تتضح معادن البشر .. قصائد مدح لشخص وما تحويه من إهانات لنساء ورجال مصر تظهر المعدن الرخيص ، وتعليقات دنيئة على مشاهد الدم التي تظهر كم التشفي في الآخر المختلف سياسياً تظهر المعدن الصدئ ، كلها نذير خطر بأن بني البشر و فصيلة الآدميين مهددة فعلاً بالإنقراض ..
تعليقات القراء