علاء الدين العبد يكتب: الإخوان يا قاتل يا مقتول

أصبح واضحاً جداً أن ما تريده الآن الجماعات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان هو تشويه لصورة السيسي ، فقد أعلنوها حرب على مصر عامة وعلى السيسي (عدوهم الأول) خاصة ، وكأي تطور للحرب فقد تطورت إلى حرب إليكترونية غير مبالين بأي نتيجة ، وقد كَتَبْت من قبل أنه في حالة خروجهم من الحكم سوف يكون شعارهم ( يا قاتل يا مقتول ) ، وهذا ما يفعلونه الآن ، الغريب والذي أنا مقتنع به جداً أن تلك الفيديوهات المسربة للسيسي لن تؤثر في شعبيته بل ستزيدها ..
 
قد تكون جملة السيسي المذكورة في الفيديو عن الدستور صحيحة ، ولكنها ذُكرت في سياق سرده لواقعة نادى فيها البعض بتحصينه ورفضها هو ، وطبعاً تم قص ما قبلها وما بعدها ، وعليهم إن كانوا صادقين أن يأتوا لنا بدقيقتين قبلها وبعدها ، ولكن يبقى السؤال الأهم جداً : كيف تم التسريب ؟!! ولابد أن يجد ياسر رزق له إجابة .
 
هم  من قَبل رفعوا شعار يسقط حكم العسكر وانجرف وراءه الكثير حتى وجد الناس أنفسهم منحصرين في مرشح عسكري ومرشح ديني ، فانتخبوا مضطرين شخصاً اكتشفوا فيه بعد أيام قليلة أنه مجرد صنم لا حول له ولا قوة ، آلة تردد وتنفذ وتقرر وتتراجع فجأة وكأن بها خلل  ما  !!
 
لك أن تتخيل ما هو شعور جماعة عملت لأكثر من ثمانين عاماً من أجل الوصول للسلطة ، ثم فجأة تَحَقَّقَ لها هذا الحلم ، ولم يلبثوا أن يفيقوا منه حتى تَبَدَّدَ منهم كل شئ وهوى بهم إلى أسفل سافلين ، فماذا هم فاعلون ؟! ففي الوقت نفسه الذي يعلن فيه أبو المجد عن ورقة مصالحة نجد جماعة الإخوان المحظورة تنفي وتؤكد أنه لا مصالحة إلا بعودة المعزول ..
 
لقد بدأت الجماعة حملتها مبكراً وللمرة الثانية  ( لا لحكم العسكر ) ، ولكن بشكل آخريخدم نفس أغراضهم وهو استقطاب قطاع من المثقفين لا ينتمي إلى أي تيار ولكنه مازال يتبنى شعار لا لحكم العسكر ويطالب بمدنية الدولة ، فتقوم الجماعة بتعبئتهم لينضموا إلى صفوفهم ، تحسبا لترشح السيسي وفوزه بالرئاسة ، فإذا ما خرجوا وتظاهروا عليه لن يكونوا وحدهم  ، فيبدو المشهد  أمام جموع الشعب و أمام الحكومة أنه ليس الإخوان وحدهم بل قطاعات أخرى تتظاهر وتحتج ، هذا ما يجب أن نحتاط له جيداً ولا ننساق أبدا إليهم ، ونقدر المخاطر التي يرمون إليها ولو كنا ضد ترشح السيسي ، حتى يأتي من هو خارج سرب المرشحين السابقين للرئاسة ويكون جديراً بها .
تعليقات القراء