هالة منير بدير تكتب: ليمون الرئيس مرسي ..!!

في البداية أحب أن أُذَكِّر الجميع بأن الليمون اللي عصرتوه على نفسكم أثناء انتخابكم مرسي ما راحش هدر الحمد لله ، وإن شفشق عصير الليمون الذي وزعه المصريون داخل اللجان على منتخبي مرسي أصبح هنيئاً مريئاً بقرارات الرئيس أمس بإزاحة طنطاوي وعنان .. لذا واجبٌ علي الآن تقديم الاعتذار رسمياً للرئيس محمد مرسي لوصفي له بالإستبن أثناء فترة ترشحه للرئاسة باعتباره كان البديل للشاطر في حال خروجه ، ولكن عفواً فهذا اعتذار مشروط بمعنى أني قد أنتقده في قرار خاطئ قادم لا قدر الله ..
 لقد أثبت الرئيس الإستبن أنه ليس إستبناً لخيرت الشاطر ولكنه إستبن مصر الذي حل محل عجلاتها الخربة وبدأ في تعديل مسار الثورة بتحقيق هدف رئيسي من أهدافها وهو إسقاط النظام ، نعم الآن قد سقط النظام ، طنطاوي كان ركناً في نظام مبارك ظل بعد إسقاطها ما يقارب من العام والنصف وكان عثرة أمام قطار الثوار في تحقيق أهدافهم من بناء وطن نظيف على نظافة بعد إبادة كل رؤوس وجذور الفساد للنبتة " الشايخة " لنظام مبارك البائد ..
لقد اتخذ مرسي تلك القرارات الثورية من الإطاحة بالمشير طنطاوي بعدما كان تصريحه الواضح والصريح أثناء ترشحه للرئاسة بالإبقاء عليه وزيراً للدفاع ، مما أثار حفيظتي وحفيظة الكثيرين وجعلهم يتوجهون لانتخاب شفيق ، وما أذكره جيداً بالرغم من هذا التصريح الجريء المستفز لي شخصياً ولروح الثوار والثورة أني كنت أدعو وأشجع الجميع بانتخابه ولم أدعو بمقاطعة الانتخابات بالرغم أن جاءني هذا الهاجس لدقائق ، فخورة بقراري بتحكيم العقل وبتقديم مصلحة الثورة والنصح بانتخاب مرسي ، أتمنى أن يكون لدي هذا الشعور دوماً وأتمنى أن يتولد هذا الشعور للجميع ..  
رسالتي إلى كل من لم ينتخب الإخوان كرهاً أو تخوفاً أو جهلاً أو حباً في الفلول : لقد وضعنا الإستبن لمركبة مصر الذي سيسير بها حتى تعبر بر الأمان ، وإن كنتم لازلتم ترون في الإخوان مراوغة وخداع لتحقيق مصالحهم فعلى الأقل الرئيس الإخواني هو المنقذ حتى الآن فيكفي اتخاذه قرار إقالة رئيس المخابرات ومحافظ ومدير أمن شمال سيناء ورئيس الشرطة العسكرية اللواء بدين كقرار حاسم لكارثة استشهاد جنودنا على الحدود وإشرافه شخصياً على تطهير سيناء من بؤر الفساد والإرهاب والخروج عن القانون ..
وبالرغم من رؤيتي لاتخاذ مرسي لطنطاوي أو عنان أو كليهما مستشارين للرئاسة تكريماً لهما لا يستحقانه جراء ما حدث من كوارث أول ما أساءت لمشهد ومكانة جيشنا العظيم في الداخل والخارج فإني أنظر لهذا القرار أنه " البنج " أو المخدر حتى تبدأ النداءات بمحاكمتهما على الفترة التي قادا فيها شئون البلاد من سيء لأسوأ ، انتظر تقديم البلاغات ضدهما لمحاسبتهما عن فجائع عاشت فيها مصر لم تفق من إحداها حتى تصدم بالأخرى ، فترة عانت فيها مصر من الحداد ولبس السواد ، ومع ذلك تسمع الكثيرين يقولون : ( يكفي نبشاً في الماضي ولتدعنا منه لنتفرغ لبناء المستقبل ، متناسين أن دماء لم تجف بعد لازالت تطاردنا في صحونا وفي منامنا ، دماء تحزن معنا عند كل كارثة جديدة تقع تُهدر معها أرواح طاهرة ، دماء تفرح معنا عندما تلوح بوادر انتصار لتقف منتظرة عند ربها من بعيد لنثأر لها ..
لقد " بَل مرسي ريقنا " بهذه القرارات المفاجئة وخاصة قرار إلغاء الإعلان الدستوري المكمل ، يارب كمل على خير ويحدث التوافق الوطني لوضع دستور يليق بمصر ما بعد الثورة..
يبدو أن مائدة الإفطار الأخير التي جلس عليها مرسي وطنطاوي وعنان في سيناء كانت تخلو من عصير الليمون ، الآن لنشرب الليمون طوعاً وليس كرهاً ..
ملاحظة : شكراً للسيدة التي قمت بإرفاق صورتها بالمقال وبالهنا والشفا العصير (:

أصل المقال على مدونة "هالة منير بدير"

تعليقات القراء