هالة منير بدير تكتب: افتكر كويس يا سيسي

«اوعوا تفتكروا إن فيه حد بيحب بلده بجد ويلاقي رغبة من عدد كبير منهم إنه يِدِّي ضهره لِيهم .. محدش يقدر يعمل ده .. يارب يكون دا كويس ويكون ده خير يكون ده خير» .
 
هذه هي الإشارة التي أعطاها السيسي للمتسائلين الحيارى عن حقيقة وموعد ترشحه ، راجياً أن تكون الإشارة قد وصلت للجميع ، مطالباً إياهم بترك الأمور خلال الأيام القادمة إلى الإجراءات الواجب اتباعها في ظل وجوده كوزير دفاع بالإضافة إلى ظروف الوطن الصعبة الحالية .. إذاً هذا هو السبب وراء عدم ترشح السيسي بشكل رسمي للرئاسة حتى الآن ، وحالة ( هيترشح ، لأ مش هيترشح ، هيترشح ، لأ مش هيترشح .. !! ) التي أكدتها مصادر في الحالتين على مدار أشهر مضت .
 
السيسي لن يدير ظهره للمطالب الشعبية .. حقيقةً هو لم يقل ” الغالبية ” كما تناقلتها وكالات الأنباء ، ولكن لا أدري لماذا بدا السيسي متحرجاً في إعلانه الترشح بالإشارة ؟! حد استخدامه جملاً قصيرة متقطعة لم يذكر فيها أبداً كلمتي الترشح و الرئاسة ، ” محدش يقدر يعمل ده ” يعني : مايترشحش ، ” دا كويس ودا خير ” يعني : يترشح للرئاسة !!.. ربما تثاقلت كلماته لأنه لم يُرِد إقحام الجيش في السياسة كما وعد من قبل ، وكما أكد لواءاته أنه طالما لم يُرقَّى أو يتقلد منصب الحاكم فإن الوضع لا يُعد انقلاباً !! .
 
مؤمنون أن الجيش وطني شريف عقيدته الإخلاص والمسؤولية والتضحية بالدم لأجل الوطن ، ولم ننس ما قاله السيسي عن الخطر المعرض له الأمن القومي المصري ، ولم ننس فترة الأسبوع المهلة لإيجاد التفاهم بين القوى السياسية وبين مرسي ، ثم مهلة ال 48 ساعة ، وتحذيره أن الوضع سيتحول من خلاف سياسي إلى ديني ، ولم ننس رفض مرسي فكرة عرض نفسه عبر استفتاء شعبي يحدد مصيراستمراره من عدمه في منصب الرئاسة ثم طلب السيسي التفويض لمكافحة أو التصدي لإرهاب وعنف محتمل ، ولكن وحدة الصف الزائفة التي كانت بعد 30 يونيه بانضمام الفلول والخارجين عن القانون والمتزلفين والمتلونين لطابور الثورة والثوار ، في وقت طُرد أصحاب الثورة الحقيقين وتصنيفهم وتصفيفهم في طوابير العمالة والخيانة والتكفير ، وتجاوزات بدأت بالإعتقال العشوائي والحبس الإحتياطي مروراً بالتعنت ضد المعارضين أو المخالفين بحجة الحرب على الإرهاب ، وعدم تغيير سياسات الداخلية في تأمين ضباطها وجنودها وأفرادها ، وتفاقم الجريمة بشتى صورها والافتقار للأمن المنشود في كافة أنحاء الجمهورية ، وصولاً لتتبع المصريين بالخارج وقتلهم ، ويبقى من يرعب الناس من جديد بأن الاختيار هذه المرة ربما لو جاء خاطئاً سيكون كارثي ، وأن المستقبل سيتوقف على الشخص الذي سيختاره المصريون في الانتخابات المقبلة .
 
وكما ذكَّرتنا يا سيسي بما قبل 3 يوليو والقضاء على الفتنة التي كادت أن تشتعل ، نذكِّرك أن الناس كما يرون فيك منقذهم من الإخوان الإرهابيين ، ومنجد مصر من خطة التقسيم ، ينتظرون منك ألا تدير ظهرك لمن يتوسلون العيش الكريم والحياة الآدمية واللقمة الهنية والمسكن الساتر للعورات ، وانتظار مصر أم الدنيا كما وعدت ، وافتكر كويس وخلِّي بالك : أن ثورة قد تكون على أيدي المضربين عن أعمالهم كل يوم ، سواء سائقي الأتوبيسات أوعمال المصانع أو موظفي الدوائر الحكومية .. قد تكون بأيدي أمناء الشرطة الذين يقتنصهم الإرهابيون فرادى كل يوم ولا تَحرك لتأمينهم بوسيلة أو بأخرى .. أو على أيدي الآباء والأمهات الذين يُخطف أولادهن وبناتهن كل يوم لطلب فدية أو للسرقة أو بغرض الإغتصاب أو الإنتقام ، وافتقادهم الأمن بالرغم من تواجد قوات الداخلية والجيش في الشارع .. أو على أيدي أهالي المعتقلين الذين يُرمون في الحبس الإحتياطي أسابيع وشهور دون توجيه اتهامات أو تلفيقها بالباطل .. قد تكون على يد مرضى الجذام بالصعيد الذين تآكلت أطرافهم والمقدرة اعدادهم بالآلاف فقط في محافظة قنا ولا مستشفى لعلاجهم ولا أطباء يعاملونهم المعاملة الإنسانية اللائقة .. ..اوتكون على يد الملايين ممن أوقفوا علاجهم أملاً في علاج القوات المسلحة المنتظر تفعيله في ال 30 من يونيه ، بالرغم أنه ما زالت خطة العلاج تحتاج لبناء وتجهيز المستشفيات وتصنيع المزيد من الجهاز المعالج ولم يبقَ سوى أربعة أشهر ، وستقوم قيامتهم إذا ما اكتشفوا أن العلاج الفنكوش ماهو إلا ” فونضام “.. لن يعني الفقراء حينها إحباط المخططات الخارجية بتولي السيسي الرئاسة ، ولن ينعي حظهم وقتها استعادة مكانة مصر في الشرق الأوسط .. وافتكر أنك قلتها : ( هتخرجوا مرة تانية وتقولوا مع السلامة ) .
 
عَوَّلت على الشعب وأنه لا بناء إلا بكل المصريين ، وناشدتهم أن يضعوا أيديهم في يد بعض حتى لا يتحقق الخطر على مصر ، ويبقى الجميع ليخَوِّن بعضهم بعضاً أو يُكفره ، قلت بأن الجيش والشرطة يد واحدة ولقد بدأت الاحتكاكات بينهم في الشارع ، طالبت أن يراجع كل واحد موقفه والكل ثابت على موقفه ، مؤيدوك يرونك الملاك المنزل المرسل لحماية مصر ، ومعارضوك يرونك راعي الإنقلاب قاتل أولادهم وسارق أحلامهم .. وكما قالها عمرو أديب من قبل : ( إحنا شعب مابيسترش ، إوعى يابني تترشح للرئاسة ، إحنا شعب مابيقفلش المزلقان ) لا تنتظر التزام هذا الشعب ، الشعب ده بيهيص مع الهيصة ولما يتفض المولد نسَّاي وناكر للجميل بعد أن طالبك بإكماله، وستوضع في النهاية ضمن قائمة الرؤساء الذين مروا على مصر حينما نتباكى وننعي حظها العاثر في كل من حكموها .. يارب يكون دا كويس ويكون ده خير يكون ده خير ..
 
تعليقات القراء