هالة منير بدير تكتب: نعم ، نعمين ، 3 نعمات

استعانت بي ابنة خالي العزيز في مسألة عن الدستور وعن رأيي فيه ، وبما أنها طالبة جميلة في السنة الثانية كلية طب الأسنان والامتحانات على الأبواب وتقريباً ( من غير حسد ) مابتعملش حاجة غير المذاكرة لتجاوز اختباراتها إن لم تتوقف بسبب المظاهرات والاشتباكات أمام وحول وداخل لجان الكليات ، ولعلمها أني لا أتابع غير ما يدور على الساحة من أخبار وتطورات فجاءت استغاثتها بي وبأصحابها  كالتالي بعد أن سألتهم هم الآخرين عما إذا انتهوا من مذاكرتهم وقرأوا الدستور أم لا :
- ورايا امتحانات ومعرفش في أم الدستور ولا مادة ولا بشوف برامج وفي البيت عايزني أروح للاستفتاء ، إيه رأيك فيه ؟!!
-  قلتلها : أول حاجة في البيت عايزينك تروحي تقولي نعم أو لا ؟! ثاني حاجة : اعصري ليمون وقولي نعم .. J

-  قالت : هم أكيد عايزين نعم .. لكن في الآخر بابا قاللي : خلاص روحي حتى لو هتقولي لا ، وراح وجابلي رقم اللجنة ، بس أنا فعلاً ماعرفش عنه حاجة وهم شايفينه كويس ، بس أنا شايفة بما إنهم في ( الإعلام ) بيقولوا ( نعم ) يبقى الصح ( لا ) ..
-   قلتلها : شوفي ، لو قعدنا ركزنا في نقاط الخلاف اللي عليه ( واللي أغلبها كانت سبب في رفض دستور الإخوان ) يبقى لازم نصوت ب ( لا ) ونلطم على وشنا كمان ، ولكن لأني من هواة عصر الليمون فأنا لو هصوت هصوت بـ ( نعم ) علشان الإخوان نخلص منهم ، نفس مبدأ اختار مرسي علشان شفيق فلول ، إحنا الوقت في نفس المزنق ، دائماً خيار " المر والأمر منه " و " نص العمى ولا العمى كله " ، واعرفي إن (نعم) و (لا) هيوصولوا لنفس النتيجة ، لا هدوء في الشارع بل مزيد من العنف ، ليس كما يتوقع الغالبية أن العجلة ستدور والبلد ستستقر والأكلشيهات اللي بتترص وقت اللزوم دي ، لأن نفس تلك الأغلبية هي التي توقعت الخلاص بعد حظر الإخوان واعتبارهم تنظيم إرهابي ، أنا ممكن أقولك قاطعي وضميرك يبقى مرتاح أكثر كمن قاطع انتخابات الرئاسة ولكن بكده هانقل العنف من الشارع لداخل البيت عندك وسلميلي على خالو وطنط ....
-  قالت : أنها فكرت في ذلك أيضاً ( لم أتأكد هل فكرت بالتصويت بنعم أم بالمقاطعة ) ولكني استشفيت أنها ستصوت بنعم لأنها قالت : ( أن أي حاجة عليها خلاف ممكن تتغير بعد ذلك ) ..
-   عندها رددت وقلت : نعم هم وعدوا بتعديل مواد الخلاف في الدستور بعد ذلك ، إحنا المصريين دائماً مع مبدأ ( خلِّيك مع الكذاب لغاية باب الدار ) ولا بنوصل لأي باب ، ولا الكذَّاب بيبَطَّل كذب .. ثم استأذنتها في نشر الحوار وقلتلها : ( لو مش عايز نذيع قول ماتذيعش ) ، فوافقت ..
الجميل في الموضوع أنها وأصحابها من شباب صغير واعٍ متنورٍ يتخذ قراره بجدية بعد قراءة متأنية وفهم عميق ومناقشات واستعراض نقاط الخلاف ، ويأبى أن يعترض أو يؤيد ويصوت ب " لا " أو ب " نعم " تلبية لرغبات الأسرة أو تلقيناً من وسائل الإعلام التي تشتت أكثر من أن تكون نبراساً يُهتدى به ، وعلى خلاف كثيرين مما يفوقونهم سناً وخبرة ممن يروجون للتصويت بـ " نعم " على أنها مساوية للوطنية والوقوف بجانب الجيش والدليل على حب مصر ، وأن من ينتوي أو يفكر أو يتخيَّل أنه سيصوت بــ " لا " فهذا دليل على الخيانة ومعاداة الجيش وكره الوطن ، يعني من حفرة نعم تدخل الجنة إلى دحديرة لا خيانة للوطن .. لا أملك في النهاية إلا أن أدعو الله أن ينقذ مصر وأهلها من تلك الدائرة المفرغة التي ندور فيها ثلاث سنوات مستمرة  ، ويوفق لها رئيساً يجعل مصر الحالية مصراً كما تستحق  ..
مفارقات على هامش المقال :
1.  تم القبض على بعض الشباب الذين قاموا بوضع ملصقات تدعو للتصويت بـ (لا) على الدستور ، لا أظن هذه الواقعة حدثت في عهد الإخوان ..

2.   استخدام أطفال أيتام للدعاية السياسية للسيسي في مؤتمر ( السيسي رئيس بأمر الشعب ) ، حدث استخدام الأطفال في السياسة في عهد الإخوان ولازالوا بإشارات رابعة ولكنهم لم يلبسوهم فساتين صيفي في عز البرد ..

تعليقات القراء