علاء الدين العبد يكتب: لا تحمل السيسي والأمن فوق طاقته

ستتكرر قلة أدب وسفالة بعض طلبة الأزهر الذين لم تنفع معهم لا تربية دينية في المدارس الأزهرية ولا تربية في البيت ، إذا ما استمر أداء ورد فعل الجهات الأمنية معهم ، وكذلك رد فعل كل من  شيخ الأزهر ورئيس الجامعة بهذه الليونة والنعومة الزائدة التي لا أرى لها أي مبرر ..
 
وستتكرر أحداث كنيسة العذراء بالوراق إذا ما لم يصدر رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء قانوناً سريعاً وفعالاً بعقوبة الإعدام لتهريب السلاح ، وعقوبة السجن المؤبد لتجارته ، وعقوبة لا تقل عن عشر سنوات لمجرد حيازته ، وأن تكون محاكمتهم أمام المحاكم العسكرية ، وأن يصدر الحكم في فترة وجيزة حتى يكون العقاب رادع ..
 
تلك الأحداث تعبر وبشكل واضح عن وجود خلل كبير في المفاهيم بين الشعب المصري ، سواء كانت مفاهيم دينية أو أخلاقية نتيجة سنوات طويلة عاشها  في جهل و فقر ومرض ، ثم فجأة وجد هذا الشعب العالم قريباً منه من خلال الفضائيات والانترنت ، فاكتشف بألم ومرارة حجم الفارق ، وكم التغيرات من حوله ، وحين قامت الثورة اعتقد أنها هي السبيل الوحيد له ليعوض ما فاته ، ولأن الأحداث كانت متلاحقة وسريعة جداً ؛ تشتَّت أهدافه وتداخلت أفكاره ، فارتبكت خطواته ، واختل توازنه ، فوجدنا هذا التنوع  الفريد و العجيب بين جميع طوائفه وفئاته حتى داخل الأسرة الواحدة .. ربما  كان هناك عامل وحيد يجمعنا ونشترك فيه من قبل و بدون أدنى اتفاق مسبق أن مبارك ورجاله هم الصخرة الوحيدة التي تقف في سبيل  تحقيق أحلامنا لمستوى معيشة أفضل ولو نسبياً ، ولم يُدرك الكثير من الشعب البسيط أن بيننا من هم يتفقون معنا في الهدف فقط وليس في الغاية ، خاصة إذا ما استخدموا شعاراً لن يستطيع أحد أن يرفضه ، والا أصبح معارضاً لدينه وهو : ( الإسلام هو الحل ) ، فكانوا كخلايا سرطانية كامنة سرعان ما انتهزت ضعف وهزال جسد المريض فانتشرت في سائر أعضائه بشتى الطرق ، تنشر سمومها في خلاياه وتبعثرها بقوة ، تارة مستخدمين تفسير الدين على أهوائهم مستغلين جهل البسطاء ، وتارة بإثارة الرعب وزعزعة الأمن والتلويح والتذكير بأيام مبارك ..
 
وبرغم كل ذلك إلا أن هذا الشعب المريض الضعيف الهزيل الراغب في الحياة دفعته إرادته بفطرته أن يبحث عن ملاذٍ وملجأٍ له يأويه ويعافيه ، فكان له كل العذر في إصراره على الإلتفاف حول السيسي والدعوة له للترشح ، فما رأوه في عام واحد أنهك قواهم وأحبط أحلامهم التي انتظروا تحقيقها سنوات طويلة ، حتى باتت أحلامهم كلها العيش بأمان وبأقل قدر من الكرامة ، ولم يعد لدى الشعب القدرة مرة أخرى لتجربة جديدة محفوفة بالمخاطر تحت قيادة ضعيفة كادت أن تدفع وطن بحجم مصر إلى مصير مجهول ، وبات معلوماً لديهم أن كل من ينتمي إلى تلك التيارات التي تسمى بالإسلامية لا أمان ولا مصداقية لها بعد أن كشفوا عن وجههم القبيح الدموي .
 
تلك التيارات لا تدرك أنها إلى زوال ، ولأنه علينا أن ندرك أن هدفهم هو ارباك الدولة وتشتيت قوتها وإمكانياتها واستنزاف مواردها ؛ أقول لرئيس الوزراء : انتبه أن أداء حكومتك الحالية كأداء فرقة موسيقية نَظَر أعضائها ضعيف ، ومايسترو يبدو أن سمعه أيضاً ضعيف ، فمهما كانوا ماهرين في العزف سيكون اللحن نشازا ، ثم  حين يغضب الجمهور ويكسر المسرح يلقون باللوم على الجمهور !! ..
 
فلا تحمل السيسي والأمن فوق طاقته 
تعليقات القراء