علاء الدين العبد يكتب: لاتكن طيبا يا شيخ الأزهر

 

كتبت من قبل في الأيام الأولى للثورة منتقداً تصريح شيخ الأزهر حين صرح بحرمة الخروج على الحاكم ، لأني حسب اعتقادي لن يكون الرجل شيخ وعالم فاضل وجليل ليس فقط بعلمه ولا بمنزلته بين الشيوخ ولا بمنصبه ولكن حين يُسَخِّر ذلك العلم في سبيل إعلاء كلمة الحق وليس تسخيرها لفصيل سياسي وألَّا يخشى في الله لومة لائم ..
 
بعد الثورة تنازل الشيخ الطيب عن كامل رواتبه التي تسلمها منذ تعيينه بمنصب شيخ الأزهر و حينها تساءلت لماذا ؟ هل هي كفارة عن تصريحه السابق ؟ لا يكفي ذلك ولا تحتاج كلمة الحق من أعلى منصب بالأزهر للتنازل عن راتبه ، بل نحتاج منه أن يُعيد دور الأزهر الذي سُلِب منه واكتفى بالصمت ، نريد من الأزهر أن يطل من جديد على العالم العربي والإسلامي كما كان منارة يفخر بها جميعُ المسلمين على الأرض .. ولكنه للأسف لم يفعل !!
 
لم يتحرك الأزهر طوال السنوات الماضية وترك الساحة تعج كل يوم بمن أسموهم " دعاة إسلاميين " فاحتلوا المشهد الديني وتنوعوا في صور عديدة كل منهم كنجوم أفلام المقاولات ، والأزهر مستكين ومستريح ولا يتمسك  على الأقل بحقه وحق شيوخه في الظهور على الشاشات  الحكومية ، ولا أدري كيف لم ينتبه أنه أصبح واجباً عليه منذ زمن أن يغير من أسلوب خطابه الديني .
 
 ولما كان هؤلاء " دعاة الدين " حصروا برامجهم في الإجابات عن شرعية نتف الحواجب والواصلة والمستوصلة وتعليم الوضوء وكأن المصريين حديثوا العهد بالإسلام ، ذلك نتيجة لضعف الجرعة الدينية سواء في المدارس أو المساجد والتي هي أيضاً من مسئولية الأزهر ، كان السبيل ممهداً جداً لظهور قنوات دينية  نعلمها جميعاً الآن ونعلم أغراضها السياسية ، ونعلم كم أفرزت لنا من صور مسيئة للدين وللإسلام .. لماذا صمت الأزهر ؟  أليس من حق  الأزهر أن يشرف على هذه القنوات ويراقب ما يبث فيها ويكون له حق المنع والسماح للضيوف أو لمن يوجهون حديثهم الديني للمواطنين ؟؟
 
أليس من حق الأزهر أن يكون هو الجهة الوحيدة التى من المفترض أن تحدد إذا كان هناك ازدراء للأديان أم لا ؟؟ لكنه للأسف هو نفسه يتعرض للإزدراء ولا يبالي ولا يرد إهانته فماذا ينتظر سوى مزيد من الخسة والدناءة باسم الدين من تلك القنوات !!
 
للأسف شيخ الأزهر مسئول عن هذا التطاول عليه لأنه لا يحرك ساكناً ، ربما يكون له عذره أيام مبارك وندم عليه ، لكن لا أقبل له عذراً الآن ، فما يمنعه ؟؟
 
أعتقد أنه آن الأوان أن يكون لشيخ الأزهر رد فعل يؤكد تمسكه بدور الأزهر ، وأن الأزهر سيظل مستقلاً لا يسيطر عليه فصيل ديني متطرف يستخدمه لخدمة أغراضه السياسية .
 
أما هذا الصمت من شيخ الأزهر كما يفسره البعض يرجع لما يتمتع به  من مكانة علمية عالمية تمنعه  من إقحام شخصه في معارك سياسية ، أقول له أن مجرد احتمالية ضياع هوية الأزهر في ذلك الوقت بالذات وما سيصاحبها من دخول وجوه تسئ للإسلام هو أخطر وأهم بكثير من أي مكانة شخصية ،  وأن الصمت والسكوت كما يتم تفسيره بالحكمة ، يكون أحياناً كثيرة أيضاً  دليلاً على الضعف وقلة الحيلة ، وهذا لا نرضاه لشيخ الأزهر  ..
 
 
تعليقات القراء