علاء الدين العبد يكتب: شفيق .. ثم مبارك حر طليق ..‎

 في الوقت الذي دخلت فيه المريضة لإستئصال ورم خبيث  منتشر في جسمها من 30 سنة      ، كان الأطباء بغرفة العمليات كل منهم يعد العدة مع فريقه ولم يتقبلوا فكرة أن يكوّنوا كونسلتو طبي لعلاجها وكل منهم تمسك برأيه وإنحاز له وكل منهم عمل نفسه شجيع السيما وأمهر جراح    ، وهو أحق من غيره ليسجل عملية الإستئصال بإسمه فقط وحين إلتفتوا للمريضة إكتشفوا أنها إختفت أو ربما فضلت أن تبقى يورمها طوال العمر  ...

 

 

 حالة القلق التى انتابت الناس الآن من نتيجة الانتخابات ، فكرتني بحالة القلق التى عشناها وعاشها المصريون جميعاً أيام الثورة والناس كانت بتنتظر المخلوع هَيِتنحى ولا هَيْتَنَّح ؟؟ ..

 

 وحمدنا الله أنه  أزاحه وعائلته من طريق شعب مصر للنهاية بعدما أمهله كثيرا ولكنه لم يُهمله أبداً فكانت عاقبته أسوأ ما يكون ، لذلك تفاءلنا كثيراً وآمنا جميعاً أن القادم لمصر خير بإذن الله فقط ..

 

لا أُخفي عليكم كيف كنت مؤمن وعلى يقين تام بعكس من حولي  أنه راحل بلا أدنى شك ولكن إذا سألتني لِمَ سأخبرك أني كنت على يقين أن الله لن يقبل أن يستمر هذا الظلم بعدما عَبَّر عنه وخرج له كل أطياف الشعب وجاءوا إلى التحرير من كل فج عميق ..

واجتمعوا على كلمة واحدة ودعاء واحد فاستجاب الله ..

 

ولكننا ما لبثنا أن اكتفينا بخروج المخلوع وركزنا في جني المكاسب

جميعنا وليس الإخوان فقط .. لا أستطيع أن ألوم الإخوان على ذلك  فانتخابات مجلس الشعب والرئاسة أثبتت أنهم أكبر فصيل منظم ويدرك تماماً ما يفعله ، وهم يرون أن من مصالحهم أن يجنوا حصاد سنوات ظلموا فيها لذلك فهم يدافعون عن حقوقهم من وجهة نظرهم .. 

 

 في المقابل نسينا أو أغفلنا  أن هناك أيضاً فصيل مهم وقوي يبحث لنفسه عن ملاذ ومأمن وهم الفلول أو من كان يتبع ويتعيش على فساد النظام القديم وهم أيضاً فصيل قوي ومتغلغل في جميع مصالح الدولة الحكومية من خلال وكلاء الوزارات ومستشاريها الذين هم في الواقع من يدير الوزارة وليس الوزير ..

 

 متغلغلون أيضاً في كثير من القطاع الخاص الذي يتحكم في أقوات قطاع كبير من العمال البسطاء الذين لا يعنيهم كثيرا غير الحفاظ على لقمة العيش وخير مثال على ذلك حين تم قفل مصنع سيراميك أبو العينين والتهديد بتشريد 5800 عامل حتى تدخل المحافظ والحاكم العسكري ..

 

وبمعنى آخر وبكل وضوح هؤلاء لن يتركوا رئيس يأتي من الثورة إلا ويفشلوه سواء أمنيا أو إقتصاديا ..

 

 المرشحون  للرئاسة (المؤثرون ) هم فقط خمسة أشخاص ينقسموا إلى 1ـ فلول (أحمد شفيق ) 2 ـ نصف فلول (عمرو موسى  ـ هكذا أعتبره )، 3ـ إسلاميين (مرسي ) 4 ـ نصف إسلامي ( أبو الفتوح ) 5ـ إشتراكي أو ناصري ( حمدين صباحي)  ، برغم احترامي لهم جميعا إلا أنهم جميعاً فاشلون ..

فاشلون  بالتأكيد حين لم يتوقعوا هذه النتيجة ولم يحسبوا لها حساب ويصروا على العناد والمكابرة ويتصور كل منهم أنه الحصان الرابح والفائز وليس بحاجة أن يتحد مع آخر ولا يقبل كل منهم أن يضحي في سبيل عدم تفتيت الاصوات وفي سبيل حبهم لمصلحة مصر فهم فاشلون .. 

 

 

 

حين يصرح د/ أبو الفتوح الآن (سنقف صفاً واحداً ضد رموز الفساد وستعود مصر قوية ) فهذا فشل ذريع يدل على أنانية مطلقة وانعدام لأي حس سياسي  إذ أدركتم ذلك متأخراً جداً فأنتم جميعا ليس لديكم حس سياسي ولا رؤية وأنتم جميعاً المسئولون عن النتيجة وأحمد الله أني كنت محق أني لم أشارك في انتخاب أي منكم ..

 

 

فاشلون لأنهم إرتضوا أن يخوضوا أنتخابات رئاسية بدون ما يتم تحديد صلاحية الرئيس ..

فاشلون لانهم إنشغلوا بمنافسة بعضهم البعض ، وانشغل مؤيديهم بالسب في بعض وتركنا هؤلاء يعملون بسرعة وتنظيم مدروس فكانت النتيجة ما وصلنا إليه من ( لوي ذراع الثورة ) إما الإخوان أو شفيق !!

وكأني اسمع مبارك يقول إما الإستقرار أو الفوضى !!

 

ولم أكتب مرة واحدة أؤيد أحد من المرشحين لكني أعلنهابكل وضوح لمن أراد أن يحسم أمره ، لن أتحالف مع الشيطان فلن أنتخب شفيق ، لن أختار  من كان مبارك مثله الأعلى ..لن أختار من يتأسف على نجاح الثورة ..لن أنتخب من لن أطمئن بوجوده على مستقبل أولادي ، لن أنتخب من إستهان بدم المصري .. ولن اختار مرسي ليس لاني ضد الإسلام ولكنى ضد من باع الميدان مبكرا وضد من غير مبادئه وضد من إستغل سذاجة المواطنين البسطاء لكسب أصواتهم وإستغلال حاجتهم ، سأظل مقاطع حتى أرى من أثق أنه يعمل فقط وبإخلاص من أجل مصر ..

 

 

كتبت من قبل في 12 مايو مقال بعنوان
" هل يكون أحمد شفيق رئيس الغفلة.. "  

وشرحت لماذا شفيق وليس غيره ؟؟ لكن لابد أن أذكر  أن لنجاح شفيق ميزة هو أنه سيعيد للثورة روحها من جديد وبكل قوة  لكن إذا حدث ذلك هل سيعيد الأطراف نفس السيناريو بنفس أخطائه ؟؟ ..

 

 أولا : هل سيحمي المجلس العسكري شفيق أم يقف مع الثورة ؟

ثانيا : هل سنسمع من مشايخنا الرسميين شيخ الأزهر والمفتي حرمة الخروج والتظاهر وكذلك من مشايخ السلفيين ؟؟

ثالثا:هل سيخرج الإخوان إلى الميدان ويضحوا بالبرلمان ؟؟

رابعا: هل سنعمل معاً ولا شعار يرفع غير شعار "مصر للمصريين"؟؟

 

لا أتمنى أن نضيف عدد جديدا من الشهداء والمصابين (بلا ثمن ) ثم نلوم الشعب المسكين على خياراته ونحن لم نستطيع أن نتفق ونتوحد على كلمة واحدة مصر فقط .

 ايها المرشحين إتحدوا حتى لا تضيفوا فشلا جديدا  قبل أن نرى مبارك حر طليق ..

 

المقال على مدونة الشرح النفيس في فن التنفيس

 

تعليقات القراء