أحمد عبد الجواد يكتب : الحسن وحازم

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى مقارنات بين ما فعله الحسن بن على رضى الله عنه، وما يحدث اليوم على أرض الواقع من أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، ومن الشيخ نفسه.

وموقف الحسن بن على رضى الله عنه يبدأ من الحديث الشريف أن رسول الله رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلى، فَجَاءَ الْحَسَنُ فَرَكِبَ عَلَى ظَهْرِهِ ، فَوَضَعَهُ وَضْعًا رَفِيقًا ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ ضَمَّهُ إِلَيْهِ ، وَقَبَّلَهُ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صَنَعْتَ بِالْحَسَنِ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ ، سَيُصْلِحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " .

وبالفعل هذا ما تم حين ترك ولاية المسلمسن إلى معاوية بن أبى سفيان ليحافظ على توحيد المسلمين، وحتى لا يجرهم إلى حرب فيما بينهم، هذه هى أخلاق الحسن الذى تربى على فكرة العمل للإسلام وللمسلمين فكرة العمل للجميع وللمصلحة العامة بعيدًا عن الأهواء الشخصية.

هذا ما يجب الانتباه له فى هذه اللحظة الحاسمة أن العمل واللعب كله يجب أن يكون للوطن، لا لشيء آخر، يجب أن نبتعد عن الاستهزاء بالأشخاص ومهاجمتهم، لأن هذا من شأنه أن يضيع وقتنا وطاقتنا دون طائل من ورائه، ماذا سنستفيد من فكرة كسر الرمز التى انتشرت جدًا بعد الثورة؟

أعتقد إنها كانت فكرة مقبولة أيام المخلوع وأيام الانتفاضة ضد المجلس العسكرى، لكن لا يجب أن يكون هذا هو شغلنا الشاغل أن نكسر أى شخص يتخذه أشخاصًا آخرين رمزًا، لقد عانينا كثيرًا من فكرة الرمز والتعامل معه باعتباره من المقدسات، لكن الآن يجب أن نعيد فكرة الرمز المقدس مرة أخرى، إنه الإنسان فى كلياته وفى مضمونه وفى حريته التى يجب أن تتوافر له، هذا هو رمزنا ومقدسنا القادم الذى يجب أن نلعب له، لا أن نصدر طاقتنا السلبية لكل من حولنا فى الاستهزاء والتجريح، وبالتالى ندعو من يدعمون الآخر – المشتوم – أن يردوا هنا ستضيع طاقتنا بلا طائل، ما بين شتم ورد وانفعال.

الآن نعود إلى فكرة المقارنة المجحفة بين الإمام الحسن والشيخ حازم، علينا أن نعى أولاً أن المقارنة يجب أن تتم على المواقف فقط، بعيدًا عن الشخصيات، حتى ولو صدّر لنا الإعلام المؤيد للشيخ أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – جاء فى المنام لأحد المشايخ ليخبره أنه راضٍ عن الشيخ، المقارنة بعيدة كل البعد عن شخصية حفيد الرسول الكريم وعمله وحياته للأمة، وبين الشيخ حازم الداعية المعروف، ولنا أن

نشهد له أنه أيام حرب غزة الماضية كان من أشد المؤيدين لفكرة العصيان المدنى فى مصر للضغط على مبارك حتى يقوم بفعل أى شيء، لكن هذا لا يشفع له فكرة عدم وجود بينة على نفى أمركة والدته، أو على ما يفعله أنصاره من تهديدات باعتبار أن الأمر إسلامى ويجب أن يخضع لفكرة الإسلام المتمثلة فى الشيخ حازم فقط.

أعتقد أن سيدنا أبى بكر الصديق – رضى الله عنه – اختاره الصحابة، وسيدنا عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – اختاره أبو بكر ورضى عنه الصحابة، وسيدنا عثمان – رضى الله عنه - كان من ضمن اختيار الصحابة، وسيدنا على – كرم الله وجهه – كان بإجماع الصحابة الموجودين فى المدينة فى ذلك الوقت، أيها الناس البيعة إن أردتم البيعة لن تكون إلا بشهادة صالح عن صالح، ومؤتمن على مؤتمن، فأين هم؟

تعليقات القراء