علاء الدين العبد يكتب: يا سادة يا أفاضل لا تقتلوا الجيزاوي .. !!

توالت الأحداث تِباعاً الأسبوع الماضي ما بين حرائق عديدة  ودخول وخروج مرشحين الرئاسة و اجتماعات المجلس العسكري  للجنة الدستور ، وعودة المليونيات ومن يشارك ومن لا يشارك ومن مع ومن ضد أبو إسماعيل  حتى اكتمل المشهد المأساوي وختم بالقبض على الجيزاوي ، فشعرت كما شعر الكثير بحالة من الإرتباك وإنعدام الوزن و حالة من  (التوهان) بين الصواب والخطأ..

لم أكن أحب أن أكتب عن الجيزاوي وآثرت الصمت وتابعت على مدار الأيام الماضية كل ما كُتب وكل المناقشات على الفضائيات وبالطبع لأنني  لا أقبل إهانة أو ظلم لأي مصري فلا أقبل أيضاً إهانة تصدر من مصري لأي شخص خاصة أن يكون عربي ، ولا أقبل تبادل أفظع السباب والشتائم والسخرية و(المعايرة ) ..

كل من يظن أنه يساعد الجيزاوي بالسب والهجوم على السعودية هو للأسف مثل ( الدُبه ) التى قتلت صاحبها ، هل من المنطق أن تظن أنه حين  تتظاهر أمام سفارة دولة أو تعمل على حجز سفيرها سوف تفرج على متهماً ما مهما كانت النتائج ؟؟ طبعاً لا .. لأنها سوف تكون بذلك أرست قاعدة ولن تستطيع تلك الدولة بعد ذلك أن تقبض على أحد لو تم ضبطه بأي مخالفة ، وإلا فكيف سيتم التفريق بين حالة وأخرى لو تكررالوضع ؟ ..

حتى نكون متفقين مبدئياً فأنا لا أدين الجيزاوي وليس عندي ما أستطيع أن اُبرأه إذا ما استبعدنا تلفيق القضية ..

ولكن لا نكون أذكياء إذا مرت علينا تلك الحوادث ولم نخرج منها بدروس مستفادة  ..

دعنا نفترض أن الجيزاوي شخص آخر تماماً وأنه لم يكن قد رفع قضايا ضد السعوية هل كنا سنتحرك ونهاجم بهذه الصورة ؟؟ طبعاً لا .. !! ومن هنا فإن هذا الهجوم منبعه فقط هو ما تم التصريح عنه أنه صدر ضده حكم بالحبس والجلد ، ولا نعرف مصدر ذلك الخبر أين تم الإعلان عنه وما هي صحته ؟ ..

للأسف كل ما تم مناقشته وذكره إعلامياً وصحافياً وتم تداوله على صفحات الفيس بوك من عدم قبوله منطقياً وهو موضوع الوزن و كيف خرج من مطار القاهرة ( وأعيد وأذكر أنني لا أدين ولا أُبريء الجيزاوي ) وأيضاً للأسف كل ما ذكرته زوجته مع خالص التقدير لها ولكني أحاول أن أتناقش معكم  بهدوء ونوع من المنطق  كل ذلك لا يعتد به قانونياً و لا يكُوِّن أدلة براءة للمتهم و لم يتم مرة واحدة أن يعتد بذلك في أي قضية حين يكون أمام جهة القبض حالة من التلبس ، حتى القول كيف يكون وهوالمحامي الذي يعرف القانون ويقوم بذلك فهو أيضاً ليس دليل براءة و لعلنا نعرف جيداً أن من يقوم بتجارة الأعضاء البشرية هم الأطباء و أن جزء كبير ممن يساعد ويروج بيع الأدوية المخدرة هم الصيادلة ..

لابد أن ندرك أن الخاسر الأكبر من كل ما يحدث هو الجيزاوي نفسه وعلينا إن أردنا الوصول للحقيقة فيجب علينا أن لا نستثني أي إحتمال ونضع في الحسبان جيداً أنه هناك بالتأكيد مستفيد مما يحدث من بلبلة بين البلدين وربما هذا المستفيد استطاع بنجاح أن يختار بعناية أحمد الجيزاوي ويزج به ..

إن ما يجب أن نعيه فعلاً أن من أهان الجيزاوي في المقام الأول هو مسئولينا بالخارج ، بلدنا هي من رخصتنا وأهانتنا ، لعلنا نذكر أن إسرائيل في صفقتها الأخيرة إستبدلت أسير واحد بألف من الأسرى الفلسطينيين ، إذا أردتم أن تتظاهروا فتظاهروا أمام وزارة الخارجية ، إن حكوماتنا كانت ومازالت تتعامل معنا كالرقيق الذين يصدروهم للحصول على العملة الصعبة ، هل نسينا طلب عصام شرف من المجلس الإنتقالى بعودة المصريين للمشاركة في تعمير ليبيا ، كذلك فعل وطلب الجنزوري من رئيس وزراء العراق ..

حتى تصريح حمدين صباحي ، حين قال لوأني رئيس الجمهورية لأرسلت وزير الخارجية بطائرة ليحضر الجيزاوي وكذلك تصريح أبو الفتوح ليكون المعاملة بالمثل ويكون للسعوديين كفلاء بمصر , للأسف تصريحات جانبها الصواب ، ليس ذلك الذي يحفظ كرامة المصريين ، يا سادة يا أفاضل كرامة المصري مهانه على أرضه فاحفظوها في مصر أولاً ، احفظوا كرامة المصري في اقسام الشرطة وفي السجون والمستشفيات ، احفظوا كرامة المصري التى تنهار أمام السائح منذ دخوله المطار ومتابعته للزائر ومد إيده له بدءاً  من العامل عند  وصول الحقائب ومروراً بعامل وموظف الجمارك وأمين الشرطة ، يا سادة احفظوا كرامة المصري وطالبوا بفتح ملفات الفساد ليعود إلى البلد ثرواتها ولا يمن عليها أحد ..

يا سادة يا أفاضل احفظوا كرامة المصريين بالخارج فيكفي أنهم تغربوا عن أهاليهم وعائلاتهم ويعاملوا أسوأ معاملة بالداخل والخارج واسألوا وزير السكان لماذا يفرق بينهم في أسعار بيع الأراضي ، إسالوا وزير التعليم لماذا يفرق بينهم وبين المصريين في إلتحاق أبنائهم بالجامعات الحكومية  ؟! ..

 

لا بد أن أذكر أنني  كذلك  ألتمست العذر لكل من أساء بالسباب من الطرفين و عذرهم في ذلك هو الصمت التام الذي جاء للأسف من الحكومات والمسئولين ..

ربما يكون الخروج الأمثل للبلدين من تلك الأزمة أن يتم التبادل بين مصريين وسعوديين سجناء ومتهمين و لتحاكم كل بلد مواطنيها بما ترى من جهات التحقيق فيها إن كان مذنب أم برئ ..

ربما يكون حادثة الجيزاوي نعمة على المصريين بالخارج لكي يتم مراجعة حقوق المصريين بالخارج  وجميع مشاكلهم ..

ويكون درس مستفاد وبداية جديدة لسفاراتنا بالخارج أن يؤمنوا أن دورهم الحقيقي هو رعاية مواطنيهم بالخارج وليس تحصيل رسوم التصديق ..

 

المقال على مدونة الشرح النفيس في فن التنفيس

تعليقات القراء