أوهام تخفيضات الجمعة البيضاء.. المواطن ضحية العروض الزائفة

 

الجمعة السوداء (بالإنجليزية: Black Friday) وتسمى أحيانًا في الوطن العربي بـالجمعة البيضاء، هو اليوم الذي يأتي مباشرة بعد عيد الشكر في الولايات المتحدة وعادة ما يكون في نهاية شهر نوفمبر من كل عام، ويعتبر هذا اليوم بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد. في هذا اليوم تقوم أغلب المتاجر بتقديم عروض وخصومات كبيرة، حيث تفتح أبوابها مبكرا لأوقات تصل إلى الساعة الرابعة صباحًا. بسبب الخصومات الكبيرة ولأن أغلب هدايا عيد الميلاد تشترى في ذلك اليوم، فإن أعدادًا كبيرة من المستهلكين يتجمهرون فجر الجمعة خارج المتاجر الكبيرة ينتظرون افتتاحها. وعند الافتتاح تبدأ الجموع بالتقافز والركض كلٌ يرغب بأن يحصل على النصيب الأكبر من البضائع المخفضة الثمن.

الجمعة البيضاء
وعلى الصعيد الآخر فإنه يطلق عليه فى مصر الجمعة البيضاء وقام التجار بتفعيلها على مدار كل جمعة من شهر نوفمبر وليست آخر جمعة فقط ، من أجل استمرار عملية رواج البيع ، بالإضافة إلى الإعلان على مواقع التواصل الاجتماعى وعروض للتوصيل المجانى وتخفيضات كبيرة على مختلف المنتجات ، ولكن هناك بعض من التجار يقومون بعمل تخفيضات وهمية تحافظ على هامش الربح الخاص بهم ، وهو عكس ما يحدث بالخارج.
ولا تتوقف التخفيضات على المحلات والمولات التجارية فقط ، بل امتدت أيضا لتشمل المواقع التسويقية

«انتظروا عروض الجمعة البيضاء»..»خصومات تصل إلى 70 %».. «اشترى قطعتين والثالثة مجانا».. جمل تسويقية وعروض وإغراءات جميعها تهدف إلى جذب الزبون وتحقيق أعلى نسب مبيعات فى هذا اليوم،فما بين مستهلك يود الحصول على أفضل العروض وأكثر المنتجات عددا وجودة وبين أصحاب محلات كل ما يسعون إليه هو تحقيق أعلى نسبة بيع والحصول على أكبر ربح..فما بين عروض كبيرة وتخفيضات هائة لكافة المنتجات وبين غياب وعى المواطن يقع المستهلك فى فخ العروض الوهمية والخصومات الكاذبة ليجد أنه ضحية جشع بعض أصحاب المحلات وأنه نادرا ما يحصل المواطن على عرض جاد واستفادة حقيقية وسط الحرب الهائلة والمنافسة الشديدة بين أصحاب المحلات .حيث أن المكاسب التى تحققها المتاجرفى الجمعة البيضاء تعوض خسارتها وحركة الركود التى تشهدها الأسواق أغلب السنة

آراء بعض أصحاب المتاجر

نتمنى أن تصبح كل الأيام مثل «الجمعة البيضاء». فالإقبال على المحلات يكون كبيرا وأحيانا تنفد البضاعة على بعض السلع وإن كانت نسب البيع فيه فى السنوات الماضية ومع بداية معرفة المواطنين به فى مصر أفضل من السنة الماضية،مشيرا إلأى أن الأهم بالنسبة لنا هو الدعاية التى تتحقق خلال هذه العروض لأن اسم المحل يتردد من خلال العروض التى يقدمها وهى الفائدة الأولى والأهم بالنسبة لى.
ويؤكد أن التخفيضات تكون أعلى نسبة على الموديلات الأقدم بعض الشىء أما الموديلات الحديثة فنسب التخفيضات عليها تكون أقل بعض الشىء وذلك حفاظا على منتجاتنا.

قالت شروق محمد وتعمل بإحدى الصيدليات أننا بدأنا العروض من منتصف الشهر الحالى وستستمر عروض الجمعة البيضاء حتى آخر الشهر، وجميع المنتجات التجميلية والخاصة بالأطفال تشهد عروضا كبيرة تصل إلى أكثر من 70%.
وتشير إلى أننا نشترك كل عام فى الجمعة البيضاء لما تحققه من مكاسب كبيرة كما أنها تروج لبعض المنتجات التى يصعب بيعها فى الأيام العادية من خلال التخفيضات.

آراء المواطنين

المواطنون فكان لهم رأى مختلف عن أصحاب المحلات،فالبعض يرى أن التخفيضات غير حقيقية ويؤكد آخرون أن التجار يخدعون المستهلك بأسعار مضاعفة ومنتجات جودتها رديئة،وأن العروض أصبحت عملية «نصب « ليس أكثر..فتقول رانيا هانى طالبة: عندما بدأ تطبيق فكرة «البلاك فراى داى «فى مصر كنا ننتظر العروض بفارغ الصبر وكان الجميع يتهافت عليها، أما الآن فأغلب العروض أصبحت «زائفة «وقد تعرضت لموقف شخصى فى عروض العام الماضى وقمت بشراء قطعتى ملابس فى التخفيضات لأكتشف بعد انتهاء العروض أننى تكلفت فى سعر القطعة أثناء العرض أكثر من سعرها بدون التخفيض!،وعندما لجأت إلى المحل لأسترد نقودى أبلغونى أن القطع كانت داخل العرض ومدة الاسترجاع خلال 3 ايام فقط.

ويؤكد أحمد فهمى ـ مهندس ـ أن أغلب المنتجات التى تكون نسب العروض عليها كبيرة إما موجودة فى مخازن المحلات ويتم عرضها على أنها جديدة ليكتشف المستهلك الخدعة التى تعرض لها بعد الشراء أو أن أصحاب المحلات يضاعفون المبلغ الموجود على المنتج لتحقيق مبلغ مضاعف.
ويؤكد أن على المستهلك أن يكون لديه الوعى الكافى حتى لايقع فريسة لأصحاب المحلات والعروض الوهمية وأن يتأكد من سعر المنتج قبل العروض وبعدها.

ويقول د. صلاح الدسوقي، خبير اقتصادى، أن هناك فرقا كبيرا بين الوضع التجارى فى الدول الأوروبية ومصر خاصة فى «البلاك فريداى» التى تكون فى شهر نوفمبر من كل عام، وذلك لأن فى الخارج يكون الهدف من التخفيضات عند نهاية الموسم هو الرغبة فى تصريف جميع السلع المتبقية بشكل كامل لتوفير نفقات التخزين والحفظ وتحسين الوضع المادى أكثر،ويضيف الخبير الاقتصادى أن العكس تمامًا يحدث فى مصر حيث إن معظم التجار يستخدمون مبدأ الفهلوة ويستغلون ذلك الحدث من كل عام لأجل زيادة الأسعار وعمل تخفيضات وهمية، ولا يفكرون فى أن الخصومات ستفيدهم بل هم يريدون الاستفادة أكثر وأكثر، لذلك لا نجد تخفيضات حقيقية بل تكون وسيلة لجذب المستهلك والتغرير به،ويؤكد الدسوقى أن التاجر يظن أنه يستفيد بشكل فورى ولكنه لا يعلم أنه لن يستفيد على المدى البعيد حيث إنه لن يستطيع الحفاظ على العميل بعد ذلك، علاوة على أن بعض المواقع الإلكترونية للبيع بدورها أيضًا تستغل تلك التخفيضات الوهمية وذلك يدل على وجود درجة كبيرة من الجشع المبالغ فيه من جانب التجار وعدم وجود ممارسة تجارية سليمة، لافتًا إلى أنه لابد من تدخل حكومى فى ضبط الأسواق والتخفيضات الوهمية وأن تخضع لرقابة حقيقية لأن التلاعب فى هذا الأمر يُعتبر غشا تجاريا الذى يعاقب عليه القانون ويجرم مثل تلك الممارسات.

«حماية المستهلك» يحذر

حذر جهاز حماية المستهلك جميع الشركات التى تعلن عن تخفيضات خلال ال « بلاك فراى داى» من عدم الالتزام بالضوابط القانونيه وسياسة الاستبدال والاسترجاع وأن تكون العروض حقيقية وبعيدا عن خداع المستهلكين، ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القانونية.
وأكد د.راضى عبد المعطى رئيس جهاز حمايه المستهلك أن هناك إجراءات استباقية ينفذها الجهاز لضمان عدم تعرض المواطنين للخداع والغش، حيث تم رصد الشركات التى أعلنت مشاركتها فى موسم التخفيضات وتم الاجتماع بها ضمن خطط الجهاز الاستباقية لضبط الأسواق والحفاظ على مصالح المستهلكين.

وعلى جانب آخر وجه رئيس الجهاز رسالة أخرى للتجار ومقدمى الخدمات بضرورة الالتزام بالضوابط المنصوص عليها بقانون حماية المستهلك رقم 181 لسنه 2018، وتقديم السلع والخدمات للمواطنين بجودة عالية ومنحهم فاتورة واضحة مدونا بها كافة بيانات السلعة باللغة العربية والامتناع عن أى ممارسات سلبيه تضر المستهلك.
وقال عبد المعطى إنه فى حالة عدم الالتزام بالقانون يحال المخالف إلى النيابة العامة لاتخاذ شئونها طبقاً لنص مواد قانون حماية المستهلك.
ويهيب رئيس جهاز حماية المستهلك، بجموع المستهلكين ضرورة التأكد من صحة وحقيقة العروض قبل الإقبال على الشراء، ولفت إلى أن الجهاز شكل غرفة عمليات لمتابعة الأسواق والعروض المعلن عنها للسلاسل التجارية والمحال والمواقع الإلكترونية، والتصدى للمخالفين من التجار المتلاعبين والعروض الوهمية المعلن عنها للمستهلكين بغرض تضليلهم.

وأوضح عبد المعطى أن طرق التواصل مع الجهاز متعددة سواء من خلال الخط الساخن19588، أو رقم الواتس آب (المواطن رقيب) 01281661880 وأيضاً من خلال الموقع الإلكترونى للجهاز WWW.CPA.GOV.EG أو على صفحته بالفيسبوك (الصفحة الرسمية لجهاز حماية المستهلك بمصر)

تعليقات القراء