«مومياء سيدنا يوسف معروضة بالمتحف المصري» .. زاهي حواس يرد .. ونظرية الـ «8 أدلة» لأحمد عثمان تجتاح السوشيال ميديا

الموجز - إعداد - محمد علي هـاشم 

منذ اكتشاف مقبرة «يويا» في وادي الملوك عام ١٩٠٥ وهي تثير جدلاً بين الباحثين المتخصصين في علم المصريات، حول تشابهه مع النبي "يوسف" عليه السلام، عدد من الباحثين تحدثوا عن هذا التشابه الكبير في المواصفات الأنثروبولوجي، تحديدا في منطقه الأنف المعقوف وحجم الرأس، كذلك في الاسم والألقاب.. فهل «يويا» هي مومياء النبي يوسف؟

الباحث الأثري "سيف العراقي" قال في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»: «إنه ذكر في القرءان الكريم نبي الله يوسف قال لفرعون (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)، فقد أخذ "يويا" نفس ألقاب "يوسف" عليه السلام مثل "حامل أختام الملك" و"سمير الملك" و"الأب المقدس للملك" و"الحكيم" و"المشرف العام على المواشي المقدسة بأخميم"، وهي نفس المناصب التي تقلدها "يوسف"، وهنالك شخص وحيد في مراحل التاريخ القديم أخذ لقب "أبا الفرعون" الذي نسبه "سفر التكوين" بالتوراة للنبي "يوسف" عليه السلام.

وأضاف «العراقي» أنه تم عمل دراسة بين اللقب الذي حصل عليه النبي "يوسف" عليه السلام واللقب الذي حصل عليه الوزير"يويا" وزير الملك "أمنحتب الثالث" من الأسرة "١٨"، أنه في ١٢ فبراير ١٩٠٥ اكتشف عالم الآثار الانجليزي "اتيودور ديفزب" في وادي الملوك بالقرب من "مقبرة رمسيس الثاني عشر"، و«تحتمس الرابع» مقبرة صغيرة تتكون من غرفة واحدة بلا رسوم على الجدران.

اتضح أن هذه المقبرة تعود لـ"يويا" وزوجته "تويا" وكانت المقبرة سليمة لم تمتد إليها يد عابثة سوى أنه على ما يبدو أنه بعد دفن المومياء مباشرة دخلها سارق، ويبدو أن كل ما أخذوه هو الخاتم من أصبع مومياء "يويا"، وهذا الخاتم له علاقة بالنبي "يوسف" حسب ما ورد في القصة الدينية في التوراة، «أنه عندما استطاع "يوسف" تفسير حلم فرعون الخاص بالسبع بقرات عينه الملك وزيرا له وأعطاه ثلاثة أشياء "خاتم الملك" وهو دليل على تقلده لمسئوليته الجديدة في تولي شئون المالية، ومخازن الفرعون، كما أعطاه الفرعون العجلة الحربية الثانية التي كانت لديه، وعقدا من الذهب الخالص».

في مقبرة "يويا" يوجد الدليل على سرقة الخاتم، والعقد الذهبي والعجلة موجودان، وقد ذكرت التوراة أن النبي يوسف عليه السلام تزوج من امرأة مصرية عند تعيينه في مركزه الجديد، وبفحص مومياء "يويا" وزوجته "تويا" التي ترقد بجواره هناك شبه إجماع بين علماء الآثار على أن "يويا" لم يكن مصريا، وهناك من يقول بأنه من أصل سامي، وهذا يتضح من أنفه وتكوين جمجمة المومياء، حسب «العراقي».

ويؤكد أنه أجمع العلماء أن زوجته مصرية تماما، ففي «سفر التكوين والإصحاح 45»، يقول: «وقد جعلني أبا الفرعون»؛ وازدادت أهمية «يويا» باعتلاء هذا الملك على العرش، فقد تزوج الملك الجديد أطايب ابنة وزيره «يوسف»، وبسبب هذا الزواج حصل على لقب «أبا الفرعون» فقد صار «يوسف» أبا لزوجة الملك الجديد، وهو «أمنحتب الرابع» الذي خلف والده في حكم مصر ويتضح أيضا من بعض الدراسات التي أجريت مؤخراً من أن يويا أو «يوسف» قد مات في سن متأخرة كما تذكر كتب التاريخ، وما زالت المومياء حتى الآن تحمل من الجلال والروعة والرهبة ما يدل على أن صاحبها كان في شبابه وسيم الطلعة.

ويلفت الباحث الأثري إلى أن القرآن والتوراة أكدا أن سيدنا يوسف عين في مركز مهم في مصر القديمة وهو ما يبدو أنه يكاد يكون متطابقا تماما مع الشخصية التاريخية للوزير «يويا» كما أن قصة السبع بقرات والسبع سنابل التي لم يستطع أحد تفسيرها لفرعون سوى «يوسف» تتفق مع قصة الوزير «يويا»، كما أن اسم «يويا» لم يكن له معني في المصرية القديمة، كما أن اختلاف الكتبة المصريين في طريقة كتابته أدي إلي الاعتقاد بأن صاحبه كان أجنبيا ولما كانت الأسماء المصرية تنسب الإنسان للإله الذي يعبده، فإن الاسم الذي لقب به المصريون هذا الوزير «يويا» تنسبه إلي «يهوه» إله العبرانيين، فهو «يوسف ابن يعقوب» وهذا ما أكده المشرح" باليوت سميث " عام ١٩٠٥  بعد أن قام بتشريح مومياءه بأن أصوله ليست مصرية.

وواضح أنه من شكل الأنف أنه ذات أصول سامية، فقد أجابت التوراة عن سر التشابه بين اسم "يويا " وإسم سيدنا"يوسف " وأصل كليهما ايهواب وهو اسم الله عند العبرانيين ولماذا دفن ايضا بين ملوك مصر في وادي الملوك وهو ليس ملكاً بل وزيراً وتم تحنيط أيضا مومياءة بالطريقة الملكيه وفي حالة جيدة جدا.

لقد عاش يوسف عليه السلام في "أون" وأنجب ولديه "منسيا وافرايم"، وقال إنه أطلق على ولده البكر اسم منسيا لأن الله أنساني تعبي في بيت أبي وأطلق على الثاني اسم افرايم لأن الله جعلني مثمرا في أرض مذلتي، فقد عاش سيدنا يوسف عليه السلام في مدينة «أون» أقدم مدن الأرض، وتعلم في جامعتها القديمة القراءة والكتابة باللغة الهيروغليفية والحكمة والفلسفة والفلك.

فإن «أون» نفسها التي تحدثت عنها التوراة هي مدينة الحكمة والفلسفة والأديان منذ فجر التاريخ المكتوب وفيه حمل اسما مصريا جديدا هو «صفقات فعنبح» وفيه تزوج من أسنات ابنة فوطي فارع كاهن أون وفيه أنجب ابنيه منسيا وافرايم.

زاهي حواس يرد 

الدكتور زاهي حواس، أشهر علماء الآثار، رفض هذا الكلام جملة وتفصيلا، مؤكدا أنه مجرد تخريف لا صحة له على الإطلاق.

وقال حواس لمصراوي: هذه التخاريف أطلقها أحد الباحثين المصريين المقيمين في الخارج، إذ كيف يتم تحنيط جثة سيدنا يوسف وهو نبي الله، ثم كيف نجده في مقبرة ضمن مقابر الفراعنة الذين يرسمون على جدرانها أنهم ينتظرون الصعود إلى الدار الآخرة وغيرها من التفاصيل التي لا يجوز أن تنطبق على نبي من أنبياء الله.

مقبرة يويا وتويا، مجموعة مثيرة للجدل تخص اتنين من رجال الدولة في الاسرة الثامنة عشر في عهد امنحتب الثالث، وزير وزوجته، الوزير يويا وزوجته تويا، وهي مجموعة ذهبية لا تقل اهمية عن مجموعة توت عنخ آمون الشهيرة.

ويعود سبب إثارة الأمر من جديد، إلى اختيار المجموعة الأثرية يويا وتويا لتحل محل آثار توت عنخ آمون، بالمتحف المصري الكبير.

غريب في وادي الملوك: مومياء يوسف الصديق في المتحف المصري

في عام 1987، قام الباحث المصري أحمد عثمان بإصدار كتاب باللغة الإنجليزية أثار ضجة كبيرة بين علماء المصريات، حمل عنوان “غريب في وادي الملوك.. حل لغز مومياء مصرية قديمة”، قدم عثمان في هذا الكتاب نظرية جديدة تتعلق بشخصية سيدنا يوسف عليه السلام، حيث قال بإن يوسف هو ذاته الوزير يويا وزير أمنحتب الثالث.

وبعده بعدة سنوات، أصدر المهندس وعالم المصريات الشهير الدكتور سيد كريم كتابا بعنوان “إخناتون” أعاد فيه طرح هذه النظرية مستندا إلى ما أورده أحمد عثمان ومضيفا عليه بعض التفاصيل الجديدة.

واستند كل من أحمد عثمان وسيد كريم إلى مجموعة من الأدلة التي اعتبرا أنها تؤكد نظريتهما، ويمكن اختصار هذه الأدلة في السطور التالية:

1- التشابه الكبير بين اسمي “يوسف ويويا”، فيويا اسم غير مصري، وهو ما كان سببا في اختلاف الكتبة المصريين في طريقة كتابته، حيث كتب بأكثر من طريقة منها “يويا”، “يا”، “يايي”، “يو”، “يويو”، “يايا” وغيرها من طرق الكتابة التي اعتمدت على طريقة النطق، وفسر أحمد عثمان اسم “يويا” بأنه منسوب إلى “يهوه” إله العبرانيين الذي جاء منهم بنو إسرائيل.

2- أطلق الملك أمنحتب الثالث العديد من الألقاب على “يويا”، منها: الأب المقدس لسيد الأرضين وحامل أختام الملك والأمير الوراثي والممدوح كثيرا في بيت الفرعون والمشرف على ثيران الإله آمون، وأهم هذه الألقاب هو لقب “أبا الفرعون”، وهو نفس اللقب الذي ورد في التوراة أن ملك مصر أطلقه على النبي يوسف، حيث تقول التوراة في سفر التكوين عن سيدنا يوسف “إنها إرادة الله التي جعلته يأتي إلى مصر ليصير (أبا الفرعون)”.

3- بحسب التوراة، عندما قام يوسف بتفسير حلم الفرعون الخاص بالسبع بقرات، أهداه الملك ثلاث أشياء كمكافأة له، خاتم الملك وعجلة حربية وعقدا من الذهب الخالص، وهي نفس الأشياء التي عثر عليها في مقبرة “يويا” حيث عثر على عقد ذهبي ملكي وعجلة حربية، بينما أظهرت عمليات فحص ودراسة المقبرة أن أحد اللصوص دخل المقبرة عقب عملية الدفن بوقت قصير وقام بنزع الخاتم من يد يويا.

4- من المعروف أن سيدنا يوسف جاء من آسيا أي أنه من أصل سامي، ويقول أحمد عثمان وسيد كريم أنه بعد فحص مومياء “يويا” وزوجته، أجمع علماء الآثار على أن يويا لم يكن مصري الأصل بسبب تكوين جمجمته وأنفه المعقوف، بينما اتفقوا على أن زوجته كانت مصرية تماما، وهو نفس ما أشارت إليه التوراة من أن سيدنا يوسف تزوج من امرأة مصرية كانت تدعى “أسنات” وهي ابنة “فوطي فارع” كبير كهنة أون، في إشارة إلى أن أسنات هي نفسها تويا.

5- تشير التوراة إلى أن النبي يوسف توفى بعدما بلغ 110 سنة، وهو نفس ما تؤكده الفحوصات التي أجريت على مومياء يويا التي أظهرت أنه مات في سن متأخرة، فيما يقول سيد كريم أن ملامح المومياء “تحمل من الجلال والروعة ما يدل على أن صاحبها كان في شبابه وسيم الطلعة” في إشارة إلى ما كان يتمتع به سيدنا يوسف من جمال.

6- خلو جدران مقبرة يويا من أي رسوم، حيث كانت تزين مقابر المصريين عادة رسومات تمجد الآلهة المصرية وتتعلق بتصورهم عن الحياة الآخرة، وهو ما لم يكن يعتقد فيه النبي يوسف لأنه يؤمن بالله الواحد إله بني إسرائيل.

** اقرأ أيضا: 8 أدلة ترجح أن رمسيس الثاني هو “فرعون موسى”

7- سلامة مومياء يويا، حيث تعد واحدة من المومياوات النادرة التي لم يصبها أي شيء من التحلل أو التلف أو الكسور، نتيجة حفظها وتحنيطها بشكل سليم وبعناية فائقة، في إشارة إلى أن سلامة المومياء دليل على أنها مومياء نبي وليست مومياء بشر عادي.

8- دفن يويا في وادي الملوك، وهو أمر غير معتاد أن يتم دفن وزير مهما علا شأنه وسط الملوك، حيث اعتبر كل من أحمد عثمان وسيد كريم أن مجرد دفنه وسط الملوك دليل على مكانته الاستثنائية، وهي نفس المكانة التي كان يتمتع بها نبي الله يوسف في مصر أثناء حياته.

تعليقات القراء