تصدوا لهجوم جوي وبحري كاسح وأذلوا العدو .. تأسست أول «قوات خاصة» في العالم في مصر وهذه هى أشهر عملياتها في العصر الحديث

الموجز

تقرير هام نشرته وكالة سبوتنيك الروسية حول أهمية امتلاك الجيوش المختلفة لنوعية خاصة من القوات .

ألا وهى القوات الخاصة ، والتي تختلف أسمائها بإختلاف مهامها ، كما يطلق على "دورات تدريب" هذه القوات مسميات مختلفة .

مهما كانت قوة الجيوش لكنها دوما تحتاج إلى معرفة نقاط ضعف العدو لتحقيق الانتصار بأقل قدر من الخسائر بين صفوفها.

ويتطلب معرفة نقاط ضعف العدو اختراق خطوطه الأمامية والتسلل إلى عمق أراضيه بعدد محدود من الجنود المحترفين، الذين يمكنهم استطلاع مواقعه وجمع المعلومات عن قواته وتنفيذ مهام نوعية للتأثير على معنويات جنوده قبل المواجهة الكبرى، إذا تطلب الأمر.

ويطلق على الجنود القادرين على تنفيذ تلك المهام "القوات الخاصة"، التي تعد نخبة الجنود في أي جيش والأكثر تدريبا وإلماما بفنون القتال المختلفة.

وتختلف كفاءة القوات الخاصة من جيش إلى آخر، وفقا لطبيعة التدريب ونوعية المهام المستهدفة من عملهم، كما تختلف كفاءة تلك القوات باختلاف وحداتها داخل الجيش الواحد.

وتمتلك دول كبرى مثل روسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تاريخا طويلا في تدريب وحدات القوات الخاصة، التي تمتلك مهارات لا مثيل لها في الجيوش الأخرى.

وأصبحت الصين، القوى العظمى الصاعدة، تبنى قوات خاصة تلبي متطلبات أهدافها الاستراتيجية، وهو ما يجعلها تتدرب على تنفيذ مهام في أي مكان حول العالم، بحسب تقرير عن القوات الخاصة نشرته مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية.

تمتلك الجيوش الكبرى أعدادًا ضخمة من الجنود وعتاد عسكري هائل يمكّنها من اجتياح مدن بأكملها في وقت قياسي، لكنها دوما تحتاج إلى معرفة نقاط ضعف العدو لتحقيق الانتصار بأقل قدر من الخسائر بين صفوفها.

ولفتت المجلة إلى أن الصين بدأت تطوير برامجها الخاصة بامتلاك قوات خاصة ضخمة عقب نزاعها الحدودي مع فيتنام عام 1979.

 

قوات الصاعقة في تاريخ الجيش المصري

يرجع أصل تسمية فرقة الصاعقة إلى الملك رمسيس الثانى الذي كون فرقة من الحرس الخاص.

مهمته الاستطلاع والهجوم وعرفت باسم الصاعقة  ، وقد كان الفريق جلال هريدي أول من أنشاء فرقة الصاعقة في القوات المسلحة في العصر الحديث سنة 1955 م .

من عمليات الصاعقة المصرية

معركة شدوان

أهم العمليات التي قامت بها قوات الصاعقة ضد الإسرائيليين هي معركة شدوان وكانت في شهر يناير 1970. وشدوان عبارة عن جزيرة صخرية منعزلة مساحتها تقريبا 70 كيلو متر وتقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وعليها فنار لإرشاد السفن وتبعد عن الغردقة 35 كيلو متر وعن السويس 325 كيلو متر، وتؤمنها سرية من الصاعقة المصرية، ورادار بحري.

قامت القوات الإسرائيلية بهجوم ضخم على الجزيرة ليلة الخميس 21/22 يناير شملت الإبرار الجوي والبحري والقصف الجوي الذي استمر لعدة ساعات على الجزيرة وضد بعض موانئ البحر الأحمر التي يحتمل أن تقدم المعونة للقوات المصرية وقد استمر القتال لمدة 6 ساعات كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية.

وقد تمكن الإسرائيليون بواسطة قواتهم الجوية من إصابة أحد القوارب المصرية في الجزيرة واعترف الإسرائيليون بوقوع 150 من جنودهم بين قتلى وجرحى بينما أكد المصريون أن خسائر الإسرائيليين كانت أكبر من المعلن عنها.

وقالت وكالات الأنباء وقتها أن من بين القتلى الإسرائيليين ضابطين هما الملازم إسحاق كوهين (24 عام)، والملازم إسرائيل بارليف، وقالت وكالات الأنباء في حينها أن بقية أسماء القتلى لم تعرف.

وفي الثامنة والربع من صباح 23 يناير صدر بيان عسكري مصري أذيع فيه:«العدو بدأ في الساعة الخامسة صباحا هجوما جويا مركزا على جزيرة شدوان.. وقد تصدت وسائل دفاعنا الجوي لطائراته وأسقطت طائرة منها شوهد قائدها يهبط بالمظلة في البحر وما زال الاشتباك مستمرا حتى ساعة صدور هذا البيان.»

وقد استخدم الإسرائيليون قواتهم الجوية المكونة من طائرات الفانتوم وسكاي هوك الأمريكية الصنع للهجوم على بعض القوارب المصرية التي كانت تتصدى له في المنطقة وأصاب واحدا منها إلا أن وسائل الدفاع الجوي المصري أسقطت له طائرة أخرى، وقد أنزلت القوات المصرية بالقوات الإسرائيلية خسائر جسيمة في الأفراد لا تقل عن ثلاثين بين قتيل وجريح (طبقا للمصادر العسكرية المصرية) وتمكنت وسائل الدفاع الجوي المصرية من إسقاط طائرتين للإسرائيليين إحداهما من طراز ميراج والأخرى من طراز سكاي هوك.

وبعد قتال عنيف ومرير استمر 36 ساعة كاملة خاضته قوة مصرية صغيرة اضطرت القوات الإسرائيلية التي تقدر بكتيبة كاملة من المظليين للانسحاب من الأجزاء التي احتلتها في الجزيرة.

وكان الإسرائيليون قد أعلنوا مساء ليلة القتال الأولى أن قواتهم "لا تجد مقاومة على الجزيرة" إلا أنهم عادوا واعترفوا في الثالثة من بعد ظهر اليوم التالي أن القتال لا يزال مستمرا على الجزيرة.

وفي اليوم التالي للقتال (الجمعة) اشتركت القوات الجوية في المعركة وقصفت المواقع التي تمكن الإسرائيليون من النزول عليها في شدوان وألقت فوقها 10 أطنان من المتفجرات في الوقت الذي قامت فيه القوات البحرية بتعزيز القوة المصرية على الجزيرة.

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي حاييم بارليف، أن الجنود المصريين يتصدون بقوة للقوات الإسرائيلية ويقاتلون بضراوة شبرا شبرا للاحتفاظ بالجزيرة بأي ثمن.

وشهدت المعركة بطولات من العسير حصرها، وبلغ من عنف المقاومة المصرية أن القوات الإسرائيلية لم تتمكن طوال 36 ساعة من الاقتراب من القطاع الذي يتركز فيه الرادار البحري على الجزيرة.

تعليقات القراء