قبيل الإعلان عن «صفقة القرن».. تفاصيل الفرصة الأخيرة لحل القضية الفلسطينية.. من خطاب السادات بـ «الكنيست» إلى مؤتمر «مينا هاوس»


الموجز
في عام 1991، أدلى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بتصريحات تم تناقلها عبر وسائل الإعلام العربية والعالمية، والتي زعم فيها عدم تمسك الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بالقضية الفلسطينية.
وقال عرفات في خطابه نصاً: "لو أن السادات تمسك بالدولة الفلسطينية، في خطابه فى الكنيست كان الموقف العربي اختلف".
وأضاف الرئيس الفلسطيني الراحل: "خليني أذكركم، أنا عايش هذه اللحظة، لما بنقرا مذكرات دايان، بيقول لقد أقنعت الرئيس السادات بأن يشطب الفقرة الخاصة بالقضية الفلسطينية فى خطابه فى الكنيسيت، وتوالت الأحداث، وحق تقرير المصير تم التنازل عنه في كامب ديفيد".
هل تخلى السادات عن القضية الفلسطينية في خطابه بالكنيست؟
بعد 30 عاماً من العداء العربي الإسرائيلي، فاجئ الرئيس السادات العالم أجمع بزيارة تاريخية إلى مدينة القدس ليلقي خطاباً بالكنيست.
وبعد الانتصار العظيم الذي حققته القوات المسلحة المصرية الباسلة في حرب 1973، ألقى الرئيس لسادات خطاباً بالكنيست فى حضور قادة الدولة الإسرائيلية، أبرزهم مناحم بيجن رئيس الوزراء، وأفرايم كاتزير رئيس الدولة، وأعضاء الحكومة، والحاخام الأكبر، وأرييل شارون، وموشى ديان وزير الدفاع، بالإضافة إلى جولدا مائير رئيسة الحكومة الإسرائيلية.
وقال الرئيس السادات نصاً: "أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فليس هناك من ينكر أنها جوهر المشكلة كلها، وليس هناك من يقبل شعارات رفعت فى إسرائيل تتجاهل وجود شعب فلسطين".
وأضاف السادات: "إن قضية شعب فلسطين، وحقوقه المشروعة، لم تعد موضع تجاهل أو إنكار من أحد، بل لا يحتمل عقل أن يفكر أن تكون موقع إنكار، إنها واقع استقبله العالم غرباً وشرقاً بالتأييد فى مواثيق رسمية، ولن يرضى أحد أن يصم آذانه عن دويها، أو يغمض عينها عن حقيقتها التاريخية".
وثائق إسرائيلية تقلب الطاولة
أفرجت إسرائيل، في فبراير عام 2018، عن عدد من الوثائق تتناول خطاب الرئيس السادات التاريخى فى الكنيست، حيق وصفت زيارة الرئيس المصري الراحل إلى الكنيست بأنها "ألقت بحجر فى المياه الراكدة للقضية الفلسطينية".
وكشفت المذكرات أن الجنرال أفيجدور بن جال، قائد المنطقة الشمالية، صرح عقب لقاءه السادات: "أعترف بأن هناك قضية فلسطينية وسيكون التاريخ شاهدًا على ذلك فى نهاية المطاف، ويجب أن يحصل الفلسطينيون على دولة، يمكن لنا تأجيل ذلك لبعض الوقت، لكن ليس للأبد، ويجب أن يكون هناك حل عن المشكلة الفلسطينية".
كما كشفت الوثائق عن تصريح هام لأحد أهم القادة العسكريين الإسرائيليين، يوري سيمتشوني.
وقال سيمتشوني إنه "لابد من الاعتراف بوجود الفلسطينيين"، مضيفاً: "حتى قتلهم يتطلب الاعتراف بوجودهم، نحتاج هذا الاعتراف ثم بعدها نتناقش هل يحق وجود دولة لهم أم لا".
Israeli military archive reveals split among generals over Sadat’s historic 1977 visit - Israel News https://t.co/8HvD9oct0F
— Syedmajeedullah (@Syedmajeedulla3) February 25, 2018
الفرصة الأخيرة
وبعد عودة السادات من القدس، دعا الرئيس المصري الراحل كافة أطراف القضية الفلسطينية إلى مؤتمر "مينا هاوس" بالعاصمة القاهرة.
وكان الهدف من هذا المؤتمر هو عقد أول مباحثات سلام مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بالإضافة إلى عدد من الوفود العربية الأخرى.
ولكن ماحدث هو أن المؤتمر لم يحضره فقط سوى الوفد الإسرائيلي والأمريكي، حيث قرر المسئولون الفلسطينيون فجأة عدم الحضور للمؤتمر، بجانب الأطراف العربية الذين قرروا عدم المضي قدماً في المفاوضات.
بعدها، طلب الرئيس السادات عقد قمة عربية لتوصيح الصورة كاملة للقادة العرب بشأن زيارته لإسرائيل والهدف منها، إلا أن القمة لم تعقد، ليضطر الرئيس المصري الراحل المضي قدماً في مفاوضاته حتى توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 التوصل إلى اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل.
وعلّق السادات على ذلك قائلاً إنه لن يستطيع التفاوض نيابة عن أشخاص يرفضون التفاوض من الأساس.
https://youtu.be/InR1W_AAXUU?list=PLocdhrdl2_JIy7obEpaGjVhaaccL7EsqX