بين الحمى والسعال وضيق التنفس.. كيف نفرّق بين الإصابة بفيروس كورونا والإنفلونزا الموسمية؟

الموجز  

قبل عام 2020، ربما لم تكن لتشعر بالقلق حول شعورك بدغدغة في الحلق، أو بضيق في الصدر أو في التنفس، إلا أنه ومع انتشار فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض "كوفيد-19"، فإن الأمر اختلف كثيراً.

ومع ظهور أقل المؤشرات على وجود علة في الجهاز التنفسي، فإنها كفيلة بأن تثير التساؤلات في ذهنك حول ما إذا كانت هذه إصابة بفيروس كورونا، الذي تحول إلى وباء عالمي خلال الأشهر الماضية.

التمييز بين كورونا والأمراض الأخرى 

نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عن الدكتورة عائشة جها، مديرة معهد هارفارد للصحة العالمية سابقاً، قولها إنه من الصعب عليها كطبيبة أن تتمكن من مجرد النظر شخص ما تحديد ما إذا كان مصابا بفيروس كورونا أم بالإنفلونزا.

وأكدت عائشة، التي تتولى حالياً منصب عميد مدرسة الصحة العامة التابعة لجامعة براون، أنه من المهم عدم القفز إلى نتائج إذا ما بدأت تشعر بالإعياء، مؤكدة ضرورة معرفة السمات المميزة للأمراض الشائعة وكيف أنها تختلف عن "كورونا"، بحيث يمكن اتخاذ الإجراءات المناسبة.

كورونا

وقالت الصحيفة إن فيروس كورونا يعد مرضاً شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي، وينجم عن نمط من الفيروسات (فيروس كورونا - فيروس تاجي) يدعى "سارس - كوف - 2" SARS - CoV - 2.

وأضافت أن هذا الفيروس يعتبر من أقرباء فيروس البرد العادي، ومع هذا فإن تداعياته المحتملة أشد خطورة بكثير، منها دخول المستشفى، وحدوث مضاعفات دائمة، والوفاة.

- السمات الرئيسية: فقدان حاستي الشم والتذوق (في غياب أعراض احتقان الأنف)، والحمى والسعال وضيق التنفس وألم في العضلات.

- الأعراض المحتملة الأخرى: احتقان الحلق، والإسهال واحتقان وسيلان الأنف، وقشعريرة وارتجاف، وآلام صداع، وإرهاق، وفقدان الشهية.

الإنفلونزا

تعتبر الإنفلونزا عدوى شديدة تصيب الجهاز التنفسي تسببها فيروسات الإنفلونزا إيه أو بي أو سي influenza A، B، or C virus. وعادة ما يستمر موسم الإنفلونزا داخل الولايات المتحدة من أكتوبر حتى مارس، بينما تبقى الإنفلونزا طوال العام.

- السمات الرئيسية: الحمى، وآلام العضلات، والسعال.

- الأعراض المحتملة الأخرى: احتقان الحلق، والإسهال، واحتقان وسيلان الأنف، والقشعريرة والارتجاف، والصداع، والإرهاق، وفقدان الشهية.

- الاختلاف عن فيروس كورونا: الإنفلونزا لا تسبب شعوراً بضيق التنفس.

البرد العادي

وهو عبارة عن عدوى تصيب الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي يمكن أن تسببها أي من مئات الفيروسات المختلفة - بما في ذلك فيروسات كورونا - coronaviruses أو فيروسات أنفية rhinoviruses. وعادة ما تكون الأعراض بسيطة وتزول في غضون أسبوع.

- السمات الرئيسية: احتقان وسيلان الأنف، والسعال، والتهاب الحلق.

- الأعراض المحتملة الأخرى: الحمى، وآلام العضلات، والإرهاق.

- الاختلاف عن فيروس كورونا: البرد لا يسبب ضيق التنفس ولا آلاماً في الجسم أو قشعريرة أو فقداناً للشهية، وعادة لا يسبب الحمى.

الحساسية الموسمية

الحساسية الموسمية ليست فيروساً لكنها تنجم عندما يستجيب جهاز المناعة لمادة غير بشرية غير ضارة، مثل لقاح الشجر، كما لو كان تهديداً خطيراً للجسم.

وعادة ما تكون الحساسية موسمية وتستمر ما بين أسابيع وشهور، حسب مسببات الحساسية الموجودة في الهواء (العفن المادة الشائعة المسببة للحساسية في الخريف والشتاء).

- السمات الرئيسية: سيلان الأنف، وحكة في العين والعطس، والاحتقان.

- الأعراض المحتملة الأخرى: فقدان حاسة الشم بسبب الاحتقان.

- الاختلاف عن كورونا: لا تسبب الحساسيات الحمى ولا السعال ولا ضيق التنفس ولا آلام العضلات ولا الإسهال ولا القشعريرة ولا الصداع والإرهاق ولا فقدان الشهية.

الربو

تنتج عن التهاب في القصبات الهوائية، الأمر الذي يزيد من صعوبة التنفس، ما قد يثير قلق البعض من أن يكون ذلك مؤشراً على الإصابة بفيروس كورونا.

وتقول الدكتورة عائشة إن الإنسان يمكن أن يصاب بالربو جراء إصابته ببرد أو إنفلونزا، لكن تبقى هذه حالة منفصلة.

- السمات الرئيسية: صوت صفير أثناء طرد الهواء بالقوة، وصعوبة في التنفس، وضيق في الصدر، وسعال مستمر.

- الأعراض المحتملة الأخرى: يمكن لنوبة ربو حادة التسبب في ضيق مفاجئ وحاد في التنفس وضيق في الصدر وتسارع نبضات القلب وتعرق وازرقاق لون الشفاه والأظافر.

- الاختلاف عن فيروس كورونا: لا يسبب الربو الحمى أو الآلام في العضلات أو التهاب الحلق أو الإسهال أو احتقاناً أو فقداناً لحاسة التذوق أو الشم أو سيلاناً في الأنف أو قشعريرة أو ارتجافاً أو صداعاً أو إرهاقاً أو فقدان للشهية.

استشارة الطبيب

وتؤكد  المديرة السابقة لمعهد هارفارد للصحة العالمية أن على الأشخاص الذين يشعرون بأي من تلك الأعراض الاتصال فوراً بالطبيب وإخطاره بأي أعراض مثيرة للقلق، خاصة تلك المرتبطة بفيروس كورونا أو الإنفلونزا، حيث قد يحتاجون فقط إلى إجراء اختبار والحصول على علاج.