هالة منير بدير تكتب: إنتَ بتطبِّل في المِتْطَبِّل .. ؟!

قد أطيق عدواً يراوغني وأُبدع في الدفاع عن نفسي ضده ، ولكن منتهى الاشمئزاز أن يستهتر صديق بعقلي ويعاملني باستخفاف ..

اتفق المِسَحَّرَاتِي وزوجته أن يفترقا كُلٌ بطبلته في شارع مختلف ليوقظا الناس للسحور اختصاراً للوقت وليوقظا أكبر عددٍ ممكن في أقصر وقت ، فقام الرجل بالتطبيل في شارع قامت زوجته بالتطبيل فيه من قبله فوجدها تجري وراءه صارخةً : " إنتَ بتطبِّل في المِتْطَبِّل ؟!! " ..

قصة ليست شهيرة ولكنها تليق جداً أن أرويها في وسط هذه الأحداث المؤسفة ، قصة تشبه الواقع الأليم من أننا نظل نائمين على آذاننا حتى تسقط المصيبة ثم نندد ونشجب ونستنكر ثم نوعد ونتوعد ونهدد ثم نُمَلِّي الناس بأخذ الثأر وكأننا فعلاً " بِنْطَبِّلْ في المِتْطَبِّلْ " طول العمر " بِنْطَبِّلْ " ونقول تعديل معاهدة كامب ديفيد في بنود نشر القوات المصرية على حدود سيناء ، ومع ذلك يسقط قتلى من المصريين دون أخذ ثأر أو أخذ اجراءات تحفظ دماء في المستقبل !! ..

طول عمرنا " بِنْطَبِّلْ " ونقول إن فيه أنفاق يـأتي منها الضرر على مصر أكثر من جلبها المنفعة لقطاع غزة ومع ذلك لا حراك !!

طَبِّلنا على الإعلام المصري يضع القليل من الملح في عينه مع إني أفضل أن يقتنصهم " قناص العيون " في أعينهم التي لا تستحي أن تعرض الرقص والطبل والأغاني ومصر لابسة الأسود على ولادها اللي اتقتلوا غدر !!

طَبِّلنا من زمان وقلنا ما ينفعش الرئيس والمشير يحضر الاحتفال بتخريج كلية عسكرية وما يحضرش جنازة عسكرية ، وعيب الرئيس يلف في الأقصر وما يروحش دهشور !! ..

ما هذه التصريحات البائسة الهزيلة لفخامة وجلالة رئيس جهاز المخابرااااات العامة المصرية ؟؟!! ..

هل هذا ما يُسمى عذر أقبح من ذنب ؟ قال إيه : ( أنهم كانت لديهم المعلومات التفصيلية عن الحادث ولكنهم لم يتصوروا أبداً أن يقتل مسلم أخيه المسلم !! ) وأن مرتكبي الحادث ينتمون إلى جماعات تكفيرية منتشرة في غزة وسيناء !! يا صلاة النبي أحسن .. يبقى كسبنا الصلاة على النبي .. ما هو لو كنتوا اتفرجتوا على رأفت الهجان أو كنتوا بتابعوا مستر كرومبو كنتوا عرفتوا أنهم مادام جماعات تكفيرية يبقى هيكفروا اللي على مزاجهم ، ومادام كفروا اللي على مزاجهم يبقى الجنود الشباب اللي زي الورد دول في نظرهم كُفَّار يعني دمهم حلال ، يعني لو طلعوا عليهم وهم بيطوفوا حوالين الكعبة هيصفُّوا دمهم برضه !! وبعدين يرجع يقولك إن إحنا جهة جمع معلومات وليست جهة تنفيذية !! يبقى كسبنا الصلاة ع النبي تاني !! والمحصلة إن إحنا اشترينا البنادق لكن لسه مطلعنهاش م العلب لغاية لما الحرامية هجموا علينا !! .. قالوا لنا في الأمثال : " عدو عاقل خير من صديق أهبل " ..

منتظرين إيه ؟! قيادات عجوزة جار عليها الزمن ، وأكل عليها الدهر وشرب ، تصحو وتنام في مأمن حراس مدججين بالسلاح ، تاركين شباب يستشهد وهو صائم وساجد لله !! .. فين القادة والجنود اللي كانوا بيأمنوا وزارة الدفاع من أتباع أبو إسماعيل ؟؟ ما تبعتوهم هناك في نقط التفتيش والكمائن وبالمرة ابعتوا معاهم شوية البلطجية اللي كانوا بيطلعوا على الناس بالسيوف والسنج يمكن يعرفوا يتعاملوا مع الإرهاببين دول !! ..

 أنا باستغرب إن قيادات جيش واستخبارات دي تبقى تصريحاتها ، منتهى السُخف والاستهانة بعقول الناس ، منتهى التهاون بدم شباب مازال على أعتاب الدنيا لم يفرح بزواج أو بأبناء أو حتى بطبيخ أمه في رمضان ..

الآن امشي يا مسحراتي وصحي الناس إن عشرات من جماعات إرهابية تقدر تدخل حدودنا وإحنا قاعدين ماسكين الملاعق في إيدينا ، تدخل تصفي ولادنا علشان تسرق مدرعتين تدخل بهم إسرائيل ، هيحرروا فلسطين على حسابنا ، هنشارك بدمنا غصب عننا ، من غير استئذان ولا خطة ولا اتفاق ، هنشارك ناس هم أنفسهم مختلفون فيما بينهم عمن وكيفما وبمن يكون الانتصار على إسرائيل ..!! وإن تعددت السيناريوهات إذا كان المهاجمون من قطاع غزة أو من القاعدة أو من إسرائيل وعاملة فينا " زومبة " مع الفلسطينيين أو من بلاد الواق الواق أنا عايزة أعرف إلى متى يكون هذا الحال حدود مستباحة في الخارج وأوضاع مستباحة في الداخل ؟؟!! ..

طَبِّلْنا في كل الشوارع بكل النغمات والإيقاعات وهمسنا وصرخنا ولكن دون إجابة !!

ولكن لا تعترضوا على الذي " يِطَبِّلْ في المِتْطبِّل " لأنه سيكون الحال هكذا دوماً أو على الأقل إلى زمن بعيد !! ..

 

أصل المقال على مدونة هالة منير بدير

تعليقات القراء