أيمن مسعود يكتب: الشعب الجاهل الغبى المتخلف!!!


إذا عرضت على شخص وردة وسكينًا فاختار السكين على الوردة، فإنك حتمًا ستصفه بالجاهل والغبى والمتخلف! فالإنسان الذى كرمه الله وحمله فى البر والبحر ورزقه من الطيبات وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً.. هذا الإنسان يسعى إلى الراحة والرفاهية ويحب الحياة ولا يلقى بنفسه إلى التهلكة وهو يعرف عاقبة اﻷمور!
المصريون اختار أغلبيتهم "نعم" فى استفتاء مارس 2011، وشاركوا قبلها فى الثورة ولو بالدعم والتأييد، ثم ضللهم الساسة والنخبة بأكاذيب واتهامات.. وشتتهم الثوار بدعوات أرهقت الثورة بمطالب متصاعدة لم تتخذ لها أساليب محددة لتنفيذها على أرض الواقع.
وصلنا بعد فترة إلى مصطلح "حزب الكنبة"! هذا المصطلح الذى قصد به مطلقوه أن يستفزوا به رفقاءهم فى الميدان ليشاركوهم ثورتهم ثم ما لبثوا أن نسوا سبب إطلاقه وأصبح علمًا على كل من لم ينزل الميدان فى أحد أيام المليونيات المتعددة التى تنت بعد ذلك!
أسألكم سؤالاً واضحًا: من الأحق بوصف الجاهل والغبى والمتخلف: المواطن المصرى البسيط.. أم النخبة التى تفاوضت مع المجلس العسكرى صاحب القرار فى البلاد ولم يقدموا شيئًا يشعر به المواطن فى حياته أو حتى على المستوى السياسى والاقتصادى والاجتماعى؟؟
هل نحاسب المواطن على عجزنا فى إقناعه بما نريد؟ هل يكون المواطن مضطرًا إلى تسليم عقله لمجموعة تفترض فى نفسها الوعى والإدراك الأعلى والحقيقة المطلقة ويصبح المواطن غير مؤهل للديمقراطية بسبب جهله وتخلفه؟!!
علينا أن نناقش هذا الشعب باعتباره صاحب الحق الأصيل فى هذا البلد.. وعلينا أن نطرح فكرنا دون أن نتفرغ للهجوم على الآخرين..
المصريون ليسوا إخوانًا وليسوا سلفيين.. إنهم مسلمون من حقهم أن يأخذوا من كل الاجتهادات الفقهية السابقة ولهم أن يجتهدوا فيها بشروط الاجتهاد وبإعمال العقل كما أمر الله تعالى فى كثير من اﻵيات بالتدبر والتفكر والتعقل!
المصريون ليسوا صليبيين من أبناء لويس.. إنهم مسيحيون بكل ما تعنى الكلمة من تسامح ومحبة وإخاء!
المصريون ليسوا كارهين لشرع الله.. إنهم ضد هيمنة رجال الدين وضد أن يدعى أحد أنه يحكم باسم الله!
المصريون ليسوا منحلين أو فجرة يحلمون بالتعرى فى الشارع ليعرضوا أجسامهن وأجسامهن على الأرصفة.. إنهم يحترمون مجتمعهم ولا يتحدون قيمه وأعرافه!
المصريون ليسوا جهلة.. إنهم مخترعون فى مجالاتهم.. بأقل الإمكانيات يصلح السباك أصعب الأعطال.. ويقف الكهربائى والنقاش على حبل ليتم عمله.. ويذاكرون على ضوء الشمعة فى بلد يحترف قطع الكهرباء فى أيام الامتحانات...
المصريون ليسوا أغبياء.. ولينظر كل واحد منكم فى بيته ليرى كم هو مخترع كبير فى توفير أماكن من فراغ وتوصيل الأسلاك والاختراعات الصغيرة!
المصريون ليسوا متخلفين.. ولن أدافع عنهم بالتاريخ الفرعونى أو غيره.. وإنما بالتاريخ الحديث الذى استطاع بعضهم رغم كل هذا الضغط أن يحصلوا على نوبل وأن يساهموا فى نهضة العالم مثل زويل والبرادعى ومجدى يعقوب وإبراهيم درويش وفاروق الباز ومشرفة ومصطفى السيد وكثيرون غيرهم!
المصريون هم الأصل فى هذه المعادلة.. واتهامهم بهذه الاتهامات لا يعكس إلا صورة صاحبها.. والذى يتجرأ على وصف المصريين بهذه الصفات أو بغيرها مما يحمل إساءة للمصريين لا بد أن يقدم للمحاكمة.
أرجوكم.. لا تسمحوا لأنفسكم أو لأى شخص أن يصف الصريين أو من يخالفونكم فى الرأى حتى بهذه الصفات أو إحداها.. اجعلوه مجبرًا على شرح رأيه دون اتهامات.. واعلموا أن الاتهامات المطلقة والسب المباشر لا يعكسان إلا أخلاق صاحبهما!

تعليقات القراء