علاء الدين العبد يكتب: صندوق الثورة الأسود
زمان كان الخبر بيكون واحد و بيرسله مصدر واحد وكان المتلقي ملايين كل واحد منهم بيفسر الخبر على هواه ، فما بالك لما يكون الخبر واحد لكن المرسل أصبح أكثر من مصدر ، والمتلقي مازال بالملايين مما أضاف إلى تعدد تفاسير المتلقين بحسب نوع المرسل وليس نوع الخبر .. زمان كان عندنا إعلام الدولة فقط ( مصدر واحد) الآن عندنا 100 قناة و 100 برنامج و100 مذيع أو صحفي تحول إلى مذيع ، إذا كنت بتحب مثلاً إبراهيم عيسى وشايفه صادق ومعارض حقيقي ومخلص للثورة فستتلقى الخبر منه وتتفاعل معه بكل ثقة ، أما إذا كنت تكره عبدالرحيم على ، و تصدق أنه تابع لأمن الدولة ومن الفلول ، حتماً ستشك في الخبر أو المعلومة هذا ما قصدته ..
سعدت جداً بالفيديوهات التي ينشرها كل يوم برنامج الصندوق الأسود مع الإعلامي القدير ونجم الشاشات الفضائية / عبدالرحيم علي ، وأتحدى لو كان هذا البرنامج يذاع في شهر رمضان بعد الفطار مباشرة لَحَقَقَّ أعلى نسبة مشاهدة ، و لترك النساء والرجال والشباب والبنات والأطفال والشيوخ ، من شمال مصر وجنوبها وشرقها وغربها جميع المسلسلات بما فيها مسلسلات فاتنة الأجيال غادة عبدالرازق و تفرغوا لبرنامج الصندوق الأسود لما فيه من حكايات شيقة وعرض مثير ..
مما أسعدني أيضاً أن البرنامج ذكرني ببرامج كاتبي المفضل و الصحفي الصدوق صاحب الشخصية المستنيرة و العقلية الفذة ذو المصادر الخاصة جداً ، وخاصة حين كان يتحدث مع عمرو الليثي في برنامج ( في الميدان ) الذي كان يذاع على قناة التحرير ويتحدث فيها عن العلاقة بين المشير ( طنطاوي) والرئيس ( مبارك) كاتبي المفضل بالطبع ، هو مصطفى بكري ..
برنامج الصندوق الأسود ، أعاد لي نفس الشعور و هو أن البلد ما زالت بخير و برغم كل ما حدث وما يحدث من عنف تشعر معهما أن مبارك مازال موجود بيننا ، وأن أجهزة أمن الدولة كانت شغالة بكفاءة عالية ولا قعدت في البيوت ولا حاجة ، شكرا جزيلا لهما على كل ما يقدمونه و طبعا سيذكر لهما التاريخ ذلك ويسجله في سجلاته .
لكني أهمس في أذن الأستاذ الجليل / عبدالرحيم علي ، و أقول له متسائلاً و ربما حائراً : أني لاحظت أن كل من حولي من أصدقاء و الذين يصدقونك ، و يتبنون الآن فكرة أن 25 يناير كانت في الأساس مؤامرة ، هم جميعا للأسف كانوا رافضين لها حين قامت لكني ربما كنت قد نسيت في ظل الأحداث التي مرت ، أما الإعلاميون الذين يتحدثون الآن عنها كمؤامرة ، أحب أذكرك أن حينها خرست ألسنتهم ولم يستطع أحدهم النطق بغير أنها ثورة ، و كثير منهم ابتعدوا عن الشاشة تماماً مثل هناء السمري ، حتى سيد على ، تراجع واستنكر وتنصل من حلقته التي استضاف فيها امرأة تدعي أنها تدربت خارج مصر وتقاضت مبالغ ونسب الموضوع إلى معد البرنامج ، لذلك انتبه جيداً إلى معدي البرامج لديك ، وأحب أذكرك أن رموز الحزب الوطني الشريف جداً فعلوا كما فعل الإخوان وقاموا بالهروب من مصر ..ولكن للأسف حين سألني أصدقائي عنك وعن موقفك أيام الثورة لم أستطع أن أفتي أو أكذب ولكني قلت لهم لم أكن أعرفه قبل الثورة ..
ولكني لم أستطع أن أكتم شهادتي و قلت لصديقي الذي يسألني دائماً عن رأيي فيما تبثه من فيديوهات ، لو هتختزل 25 يناير في مصطفى النجار و تختزل 30 يونيو في محمود بدر فانتبه لأنك ببساطة تهين نفسك وتهين الشعب المصري كله ..
ثم سألت صديقي : هل مصر ضعيفة لهذه الدرجة أن يبيعها هؤلاء .. لا تبخسوا حجم وقدر مصر ..
أخيراً ، أتمنى من أي شخص يكون قريب من الأخ / عبدالرحيم علي الإعلامي القدير والمتميز ، يرجوه أن يبحث لنا عن طريق مصادره الخاصة جداً والمتميزة ، ربما يجد لنا أسباب سقوط الطائرة المصرية المنكوبة عام 99 ويذكر هل كانت مؤامرة أم قضاء وقدر ، وعلى فكرة كان من بين ركابها أكفأ ضباط الجيش ، الله يرحمهم ..