علاء الدين العبد يكتب: هل باسم يوسف أهان السيسي ؟!

فوجئت بجدل شديد على صفحات الفيسبوك تتحدث عن حلقة باسم يوسف الأولى بعد عودة برنامجه ، هناك من يتهمه بأنه عميل أمريكي وأن الحلقة مليئة بالتهديدات الأمريكية ، وأنه يضع السم في العسل ، وأنه يسأل إنت بتحب السيسي ولا الجيش ، وطبعاً قصده الجيش كويس لكن السيسي خائن ، وهناك من ينادي بحملة شعبية لوقف برنامجه وقائمة من الاتهامات لا حصر لها ..
 
أقول لكل من كتب عن حلقة باسم أمس  ، مع خالص احترامي لكم ، إلا أنني اكتشفت أننا شعب يستحق أعلى وسام في البحث عن الخلافات وإلقاء التهم والتخوين لكل من يختلف معنا ولو جزئياً ، نعيب على الإخوان هذا الفكر والعيب فينا مليان ومش عارفين ، يبدو أن ذلك جينات فينا كمصريين وأخشى أن تنموَ وتستوطن في عقولنا ، من هو باسم يوسف الذي سيستطيع أن يحول حب الناس في السيسي مهما فعل ؟ هذا على اعتبار أنه أهانه !!  
 
إذا كنت تعتقد أن باسم يوسف ببرنامجه هو الذي أسقط حكم الإخوان فلك الحق أن تعتقد أنه يناهض السيسي وهذه مشكلة يجب أن تبحث لها عن حل بمعرفتك ..
إن هذا التهويل الشديد والتعويل الكبير على برنامج يوسف وتأثيره على الجمهور المتلقي لهو تهوين من حجم السيسي و حجم حب الناس له ..
 
السيسي نفسه في حديثه المنشور مؤخراً بالفيديو و في اجتماعه مع الضباط أقر بوجود سلبيات في الجيش ، من ضمن ما قاله و تحدث عنه باستفاضة وقدم له حلول كقائد مُدرك أبعاد المشكلة هو نوع التعامل بين أفراده بين الضابط وزميله وبين الرتب العليا والرتب الأصغر، فهل السيسي بذلك يهين الجيش أو ينتقده ؟!!..
السيسي نفسه صرح أنه حين كان مديرا للعمليات ، قام اللواء رئيسه في العمل وسبه  وما كان رد السيسي إلا أن قال له ربنا يسامحك يا أفندم !!
أتمنى لو كنا فعلا بنحب السيسي أن نتعلم منه مهارة إدارة الخلافات ..
 
ما معنى أن تنتظر عودة باسم يوسف ، هل كنت تحب مشاهدته قبل 30 يونيو و تحب ما يقوله عن الإخوان ، أم كنت ترفضه وترفض أسلوبه ؟ هذا يفرق كتير جداً في تكوين رأيك عن الحلقة الجديدة .. لابد أن نتذكر أن أسلوبه ساخر وقد سخر من الجميع قبل ذلك ، لا يجب أن نقيمه كمحلل سياسي ،  هو ينقل لنا ما يتم تداوله في الشارع مع اسقاطاته مدعمة ببعض الفيديوهات الحقيقية ، ليس شرطا أن تعجبني كل فقراته سواء في حلقاته الماضية أو الحلقة الجديدة ولكن يعنيني أنه يرصد لي فيديوهات لم أشاهدها من قبل وتقييم عودته لا يجب أن يكون من الحلقة الاولى.
 
ربما نستطيع أن نقول الآن أن مصر تحولت من بلد الألف مئذنة إلى بلد المليون زعيم ، وبرغم ذلك أراه  طبيعي ومتوقع جداً بعد سنوات طويلة من الكبت السياسي الذي انفجر مع ثورة يناير ، فأصبحنا نتكلم أكثر كثيراً مما نسمع أو نعمل  وربما لا نستمع أساساً إلا لصوتنا وحدنا ، و يجب أن يكون عندنا قدر من الشجاعة أن نعترف أن الكثير منا إن لم يكن جميعنا قد أصابه هذا الداء ، تخيلنا لأيام معدودة  قليلة في يناير 2011 أننا متحدون وما لبثنا أن انقسمنا حين ألقى مبارك خطابه ، وحين ذهب مبارك اكتشفنا أننا جميعا في مفترق طرق كل يوم يزداد و يتسع ، تكرر مشهد الإنقسام  مرة أخرى عند حكم المجلس العسكري ، ثم عدنا من جديد لنبدوَ شبه متفقين عند حكم الإخوان ، ولم نلبث أن اختلفنا من جديد عند أسلوب فض الميدان ، وبعيداً عن سوء النوايا  أرى الجميع معذورين فالأحداث متلاحقة وسريعة تبدو في كثير من الأحيان ضبابية ، فيصيب أحدنا ويخطئ الآخر في رصدها وتحليلها وحكمه عليها ، ومنا من يعود سريعاً ليصحح نفسه و منا من يُصر ، وأعتقد أننا لسنا في حاجة لمزيد من الإنقسام بسبب حلقة باسم يوسف بل علينا أن نتجاوز نقاط الإختلاف ونبحث عن نقاط الإتفاق مهما كانت قليلة وصغيرة ونعظمها وننميها بيننا ، فلا وقت أبداً لاحتدام الخلافات طالما كانت النوايا صادقة ..
أخيرا ما رأيك لو كانت الحلقة كلها تتحدث عن السيسي وتغني للسيسي ؟؟
تعليقات القراء