علاء الدين العبد يكتب: التعليم كالماء والهواء ..ملوث

لا يجب أبداً أن يقتصر كشف الهيئة على طلاب الكليات العسكرية بل يجب وربما كان من الأولى أن يتم تطبيقه على طلاب كليات التربية أو أي كلية سيكون خريجوها من (المعلمين )وخاصة معلمي  المرحلة الإبتدائية ، على أن تصل فيها وقوع الوساطة إلى حد الجريمة ، وأن يشمل كشف الهيئة أيضاً على  اختبارات ذكاء و اختبارات صحة نفسية بشرط أن يحققوا فيها معدل طبعاً يتعدى معدل ذكاء الدلافين ، وإن كنت أرى أن تلك الاختبارات لابد أيضاً أن تتم على المرشحين لتولي المناصب العليا أو القيادات ، خاصة إذا تعلق الأمر بعقول أجيال من أولادنا يتوقف عليهم مصير وطن بأكمله ..
 
الأهم من ذلك أيضاً أن يكون لدى الشخص الرغبة في أن يصبح (معلماً ) وليس (مدرساً )  فرق كبير بينهما ..
 
قرار السيد وزير التعليم بإعفاء طلاب المدارس الحكومية من المصاريف إذا كان ذلك يأتي ضمن خطته لتطوير التعليم ، فهو قرار شجعني أن أطلب منه بكل جدية أن تكمل الوزارة جميلها وتعفي الطلبة من نسبة الحضور بالمدارس وتمشيها عادي من منازلهم على الأقل أريح كثيرا للآباء والأمهات وتوفيراً لوقت الطلبة وميزانية مواصلاتهم ، بالإضافة إلى منافع أخرى كثيرة مثل تقليل الازدحام في الصباح و الأهم هو تقليل عدد الطلبة بالفصول للراغبين في التعليم من البسطاء الذين لا يقدرون على الدروس الخصوصية ، برغم أني أراه بالظبط مثل زيت وسكر الإخوان ..
 
السيد الوزير ، صحيح أن مشكلة التعليم في مصر مشكلة أزلية لا نلومك عليها وأنت حديث عهد بالوزارة ولا نتوقع منك أن تحلها في القريب العاجل ، لكن على الأقل لا تدعي أن بتنازل الوزارة عن مبلغ 700 مليون جنيه قيمة المصاريف المدرسية لطلاب المدارس الحكومية تكون قد حققت مبدأ مجانية التعليم !!
 
السيد الوزير ، أنت تعلم جيداً أن دورك الحقيقي هو تطوير والنهوض بالتعليم ، و لابد أن تعلن لنا إذا كان لديك رؤية أو خطة أم لا ؟ وإن لم يكن لديك ، فعليك أن تبحث مع المسئولين عن تطوير التعليم بالوزارة وأعتقد أنهم ربما يكونوا أكثر منك خبرة في هذا المجال ولا عيب في ذلك إنما العيب أن تأتي وترحل بدون أن تقدم شئ ، لا أقول تضيف لكن على الأقل تضع نواة للنهوض بالتعليم ، فإذا كانت إحدى المشاكل الرئيسية هي تكدس الطلاب بالفصول والتي لن يجدي معها أي تطوير بالمناهج لصعوبة التحصيل ، وهناك أيضاً العديد من القرى التى لا يوجد بها مدارس إعدادي أو ثانوي ، فليس من المعقول أن ننتظر الحلول المباشرة والإعتيادية حتى يكون لدينا الموارد اللازمة والكافية لتبني الدولة مزيداً من المدارس يتناسب مع الزيادة في السكان . عندك مراكز الشباب بالمدن والقرى تستطيع أن تحولها في فصل الشتاء إلى مدارس صغيرة تكفي طلاب القرية ..هذا على سبيل المثال !! على الأقل نكون قد حققنا قيمة مضافة لمباني الدولة شبه المهجورة . الأمر لا يحتاج غير تنسيق مع وزير الشباب والرياضة ، وبالمرة بلغ السيد وزير الأوقاف  أن عدد مساجد مصر ضعف مدارسها ، ولم تستطع أن تقاوم التطرف الفكري ، ربما يقتنع بأنه لكي نفهم ديننا بصورة صحيحة أن نبدأ بالتعليم الصحيح . .
ربما يتعاون معك هو أيضاً ويتفهَّم .. 
 
السيد الوزير ، لن يكون حل مشكلة التعليم من خلال مقال ولكن الأمر يحتاج إلى حلول مبتكرة إلى ثورة حقيقية في التفكير ، حتى لا نفهم خطأ مقولة أديبنا الراحل طه حسين ، حين قال : ( التعليم كالماء والهواء ) بأنه يعني أن كلاهما مُلوث ..
تعليقات القراء