علاء الدين العبد يكتب: الرجل الذي قال (لا)

برغم ما تعيشه مصر من توتر وقلق نتيجة إراقة دماء وإزهاق أرواح إلا إنني مطمئن وعلى ثقة ويقين أن ما يحدث الآن هو عملية جراحية كبرى لورم خبيث نما واستشرى في الجسد المصري نتيجة تراكمات سنين طويلة من الجهل والتخلف ، وأسباب عديدة ليس مجالها الآن ، ولكن من أهمها للأسف  كان تخلي الأزهر عن دوره ويستوي في ذلك كان متعمداً أو مجبراً .. كذلك لم يكن من السهل أن يتقبَّل قطاع كبير من الشعب تلك الجراحة الكبيرة كما يتقبَّلها الآن ، وكيف ذلك وهو الذي كان يتعاطف مع هذا الورم حتى اعتاده وصار كأنه عضوٌ منه يتألم لألمه ..!!
 
ورم  كبير وكان لابد أن يُفتح ويُستأصل من جذوره ، وطبيعي جداً أن يكون مؤلماً ويحتاج لوقت حتى يعود الجسد إلى طبيعته وحيويته ..
 
رب ضارة نافعة ، فالله وحده أعلم ما الذي كان تُخطط له الجماعة في حال وصول مرشح آخر للرئاسة ، ولعلنا نتذكر كم كانت البلاد على نحوٍ من الفوضى ولم تكن الشرطة استعادت نفسها ، ولم يَسْلَم  المجلس العسكري حينها من النقد واللوم والاتهامات والسخرية منا على ضعفه في إلقاء القبض على الطرف الثالث ، خاصة حين نرى الآن ردود أفعال الجماعة بهذه الوحشية ، وبالرغم من استعادة الشرطة لقوتها نسبياً عن عام مضى !! 
 
الحكاية ببساطة أن أمريكا فوجئت وارتبكت وارتعبت حين وجدت أن هناك رجل مصري عاشق لبهية وهَامَ في حبها ، لم يعبأ بأي شئ آخر ، قائد شجاع استطاع أن يقول ( لأ ) لأمريكا ،  لأ .. دي مصر بلدي .. ولنفس السبب وقف العرب مع مصر واستجمعوا شجاعتهم وقالوا أيضاً لأمريكا ( لا )  ..
 
الحكاية ببساطة أيضاً أن  أكثر ما استفز " جماعة العدوان على المسلمين "  في دعوة السيسي الشعب لتفويضه هو تلبية الشعب لنداء رجل عسكري ، أفشلت دعوته كل محاولاتهم لتحييد الجيش و أظهرت التلبية للدعوة أن كل محاولات التشويه التي عملوا عليها باءت بالفشل وأن شعارهم الذي خدعوا به الكثير ( يسقط حكم العسكر ) لا مجال له الآن ..
 
 الحكاية ببساطة أنه يتساوى عندي متظاهر أعزل مجاور لمتظاهر مسلح ، ويسري عليه ما يسري على المسلح ، وإلا فلينأى بنفسه بعيداً ..
 
الحكاية ببساطة أيضاً حين يتعلق الأمر بأمن الوطن فلا شفقة أو رحمة ..
 
الحكاية ببساطة ، السيسي انهى المشهد الاخير في فيلم الصعود للهاوية وقال : هي دي مصر يا مرسي 
 
تعليقات القراء