هالة منير بدير تكتب: كان يوم اسود يوم ما انتخبتك يا مرسي!!

 

في ظل ظروف عصيبة تعيشها مصر الآن تتشابه مع أوضاع الحرب الأهلية لا يستطيع أكثر الناس تعقلاً وعملاً بالسياسة التحكم في أعصابهم لانتقاء أفضل العبارات وأكثر الأساليب تأدباً .. لذا وإن جاء كلامي التالي في حيز الخروج عن المألوف أو المعتاد فهذا انعكاساً لما في القلب من حرقة ولما عليه العقل من ذهولٍ وشتات ..
 
كان يوم اسود يوم ما انتخبتك يا مرسي ..!!
 
 
إيــــــــه يا مرسي يا رئيس الجمهورية ؟؟!! .. إيه يا رئيس مدني منتخب جاي بالصناديق ؟؟!! .. إيه الحارة المزنوقة لسه مزنوقة ، أهي فتحت على البحري أمام الكاتدرائية في العباسية على مشيعيي جثامين شهداء " الخصوص في القليوبية " ..
 
ما تسيبك من ( الصوابع الخارجية ) وخلِّيك في ( الصوابع الداخلية ) اللي بتلعب جوَّا مصر واقطعها ، صوابع الإرهابيين وأتباعهم اللي أفرجت عنهم من السجون ، صوابع المتطرفين ومليشياتهم اللي بيحللوا دم أي حد خلاف منهجهم التكفيري ، صوابع وألسنة وضيعة لشيوخ محسوبين على الدين أمثال وجدي غنيم وعبد الله بدر وأبو إسلام بازدرائهم للدين المسيحي وحرق الإنجيل والتقزز من المسيحيين ووصفهم بالصليبيين وعباد الصليب من غير أي اجراء قانوني رادع لهم ولأمثالهم ..
 
ما تخلِّيك في صوابع مسكت الشوم أمام المحكمة الدستورية ، ما تخليك في صوابع قطعت الطريق واتعرضت للإعلاميين والسياسيين وضيوف القنوات وهم داخلين وخارجين من مدينة الإنتاج الإعلامي ، ما تخلِّيك في صوابعك إنت اللي بتهوش وتهدد وتنذر وأنت لا تملك من أمرك شيء ..
 
ما تخلِّيك في الداخلية اللي متمسك بوزيرها بالرغم من كل النداءات بإقالته بعد كل مصيبة ودم بيسيل وضحايا بتسقط ، وأنت " ودن " من طين و " ودن " من عجين ، داخلية بتتعرض للناس المتظاهرة أمام دار القضاء العالي والنائب العام بمنتهى السلمية بالخرطوش والغاز ، داخلية بتتعرض لشباب 6 أبريل في وقفة صامتة أمام بيت وزير الداخلية بالخرطوش والغاز ، داخلية بترمي قنابل الغاز على المحتجزين داخل الكاتدرائية ، داخلية بتقبض على متظاهر سلمي رافع لافتة ضد النظام ، داخلية تترك المواطنين العاديين في صفوفها يلقون حجارة وملوتوف على الجانب الآخر ، داخلية بتاخد موقف المتفرج لما تتكسر سيارات  مذيعي مدينة الإنتاج الإعلامي في وجود وزيرها ، داخلية ما تعرفش طريق المحكمة الدستورية لفض اعتصام أنصار أبو إسماعيل هناك ، داخلية بتقف موقف المتفرج لما بيكون التشابك حول مكتب الإرشاد لأن هناك جحافل وثيران الإخوان يقومون بحماية المقر بالضرب والسحل والصفع على وجوه السيدات !!  ..
 
وال 56734 اللي عاددهم بالنفر يا ريِّس .. ! أهم ظاهرين للعيان أمام العالم كله في الفيديوهات والصور من أول أحداث قصر الإتحادية والمقطم ومدينة الإنتاج الإعلامي لغاية أحداث الكاتدرائية حتى ولو فيهم مسيحيين قاموا بالرد على الاعتداء بسلاح أو بحجر ، ورينا بقى بلاغات النائب العام اللي شاده حيلها ضد الإعلاميين ، هتصدر إمتى في حق كل المتورطين سواء من البلطجية أو من دافع عن مقره أو كنيسته للتحقيق وتقصي الحقيقة  ؟؟
 
( أنا على وشك أن أفعلها ، وأخشى أن أفعلها ) ما جاش الوقت اللي تفعلها فيه بقى ؟!! كل اللي بيحصل ده وإنت مش على وشك تعمل حاجة !! هي الصوابع بتاعتك مش بتتوعد إلا في الخطابات ولا إيه ؟ بعد كده هيبقى الإنذار كلام مرسل ، ما حدش هياخد على التهديدات دي بعد كده !!
 
إحنا للأسف يا شعبنا العزيز وكما قال الريِّس اللي عارف ربنا : " طالعين منحدر الصعود " ، الريِّس كان عنده حق في إن القرد فعلاً لو مات فالقرداتي في الظروف الهباب دي ممكن يشتغل أي حاجة و كل حاجة إن شالله يشتغل القرد نفسه .. والحاوي اللي بيطلع المرة دي حمامة ، فساعتها يبقى حبيبنا وطيب ومننا وعلينا مثل حزب النور طول ما هو في صفنا ( حاوي بيطلع حمامة ) أو مثل الجيش طول ما هو ما بيدخلش في شغلنا ( حاوي بيطلع حمامة ) ، لكن هيبقى ( الحاوي وحش ويطلع تعبان من جرابه ) لما يفضح خبثنا واستحواذنا على السلطة وتشويهنا للآخرين بدون دليل ، أو الناس تعمله توكيلات علشان يمسك مقاليد الأمور وينقلب علينا ويدخلنا مرة تانية الزنازين  ..
 
مصر محروسة بعين الله ، لا ينبغي أبداً أن يحدث هذا ، استمع لهتاف ( مسلم ومسيحي إيد واحدة ) وهتاف ( يحيا الهلال مع الصليب ) أوقن تمام اليقين أن نفوساً شريرة تتبع منهج مبارك في بث الفرقة بين عنصري الأمة لتمرير ما هو أكثر كارثية على حساب الدم المصري ، ولكن المفزع أن أجد أشخاصاً لا يحرك مشاعرهم صراخ وعويل زوجة أو أم لضحية لا ذنب لها ، بل وأجد مبررات سخيفة ودعم شاذ بكل القبح الأخلاقي لمنتسبين لبني البشر سعدوا بسقوط من ليس على دينهم !!
 
نحن في دولة بلا قانون ، يحكمها جماعة بشريعة السمع والطاعة ، شريعة تكفير الآخر وتخوينه إذا خرج عن المسار ، شريعة الغاية تبرر الوسيلة ، نُحكم بشريعة الغاب ، نُحكم من خلال  ديناصورات الإخوان والمتأسلمين التي تدمر كل شيء ، لم يبقَ لنا سوى أن ينزعوا عن عوراتنا الثياب كما نزعوها عن أخلاقهم ، لم يبقَ لنا إلا أن نأكل لحم جثث الضحايا نيئة ولنكتسب عن جدارة لقب " أكلة لحوم البشر " .. 
تعليقات القراء