هالة منير بدير تكتب: عِمة الرئيس مرسي!!

 

لا أدري لماذا تصر أيها الرئيس على التنطع والتفلسف وعدم القراءة من خطبة مكتوبة ؟؟ ألم ينصحوك من قبل أن تكف الارتجال في أحاديثك ولتقرأ من ورقة أمامك حتى لا تخطيء المرة تلو المرة فتورط نفسك لينتقد تصريحاتك القاصي والداني ؟! أما الآن فقد تطاولت بالارتجال لتفسير آية من القرآن !! ألم تطلب مشورة شيخ ليفسر لك الآية قبل أن تتفضل لتشرحها لنا لتسيء للذات الإلهية وتنسب لها صفة الخشية حتى لو كانت خشية تقدير !! ..
 
زمان وإحنا في المدارس وهم بيعلمونا أهمية مادة النحو والصرف  ؛ كانوا يعرضون لنا أمثلة إعرابية من القرآن والحديث علشان يعرفونا فين الفعل والفاعل والمفعول به ، وكان اللي يعترض من التلاميذ عن مدى جدوى معرفة الإعراب والتشكيل للكلمة كان المدرس يعرض له هذه الآية  : " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ "  ويوضح أن الفاعل دائماً مرفوع وعلامة رفعه الضمة والمفعول به دائماً منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، ففي الآية السابقة يكون الفاعل مؤخر وهو ( العلماءُ )  ولأن فعل الخشية انحصر في العلماء هنا فتقدم المفعول به وهو " لفظ الجلالة الله " على الفاعل ، أما من لم يعرف الإعراب فسيقول أن الفاعل هو الله الذي يخاف من العلماء ، كل هذا الشرح قد يعيه من لازال يتذكر الإعراب وقواعد اللغة العربية ، ولكن من قد نسي الإعراب والفاعل والمفعول به هل سيدخل عليه كلام مرسي ويصدِّق أنها قراءة من ضمن قراءات عديدة للقرآن ، وخاصة عندما يحاول جاهداً بإشارات من يديه وبنبرات صوته التي تتعالى في ضم ( اللهُ ) وفتح ( العلماءَ )  ليجعل الله هو من يخشى العلماء خشية التقدير وليست خشية الخوف ؟!  لا والله لا أعتقد أن عاقلاً يظن أن الله قد يخشى العلماء حتى ولو خشية تقدير !! ..
 
للأسف من قام بالرد على رئيس الجمهورية إمام من أئمة المسجد الأقصى ، إمام ليس من شيوخ مصر الأجلاء لا من الأزهر الشريف ، ولا من الجبهة السلفية التكفيرية ، ولا من شيوخ المهجر أمثال الشيخ وجدي غنيم الذي يعيث في عقول المسلمين بصراصيره وفئرانه طوال الوقت ، فلم يطل علينا وجدي غنيم كعادته بتصريح مصور عن رأيه في رائعة مرسي في تفسير القرآن ليفزعنا ويلوث آذاننا ببضع من حشراته وقوارضه التي يبلينا بها كل مرة ، ولم يطل علينا نائب سلفي تكفيري يقيم الحد على كلاب العلمانية بوجوب رجمهم  ( على حد قوله ) فيصَوِّب خطأ الرئيس في شرح الآية ، ولم يرد عليه شيخ أزهري ممن يعتلون مقاعد القنوات الفضائية ليجيبوا أسئلة المتصلين المعادة والمكررة في كل حلقة !! ..
 
لقد رد عليه الإمام الفلسطيني رداً مفحماً باستفهامه ممن يحضرون درسه إذا جاء يوم القيامة ورأيتم الإمام الشافعي إذا خرج من قبره فاسألوه : ( هل علمت أن الله يخشاك ؟ ) ، سخر الإمام وتساءل : أي عالم يخشاه الله ؟ هل هو الشافعي أم أبو حنيفة أم أبا بكر أم ربما يكون القرضاوي ؟؟ ..
 
ألم يستثر هذا التفسيرحفيظتكم الدينية أيها السلفيون ؟  أليس هذا هو الحاكم الذي من ضمن تحقيق الشريعة أن نقومه إذا أخطأ ، أم أن من واجبكم فقط التطبيل له ومحاولة تجميل أخطائه ؟! أم أنكم لا تطمحون إلا لتكوين جبهات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتقطعوا أيدي الناس وألسنتهم وترجموهم وتجلدوهم في الشوارع لأتفه الأسباب أو لأسباب من نسج خيالكم لتثبتوا لأنفسكم أنكم تقيمون شرع الله وتطبقون حدوده على الأرض ؟ ..
 
أنصحك أيها الرئيس أن تخلع عمة الشيخ وأن تنزل من منبر الأئمة الخطباء الفقهاء لتمارس عملك كرئيس جمهورية منتخب ولتدع القرآن لمفسريه ، هل سيتهمني الآن المكفرون بالعلمانية وبمحاولة فصل الدين عن الدولة ؟! .. أقول : موتوا بغيظكم !! ..
 
كتبت المقال ولن أخشَ الذين لم يختشوا ليدافعون عن مرسي لأني أدافع عن القرآن ضد تفسير مرسي الخاطيء لأحد آياته ، واطمئنوا لم ولن أتعلم أن أسجد لأصنامكم أو أن أطبل وأصفق لكلامهم المرسل ..
 
هذا هو تفسير الآية أيها المتنطعون :
فإن هذه الجملة:"إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" جاءت في سياق قوله تعالى:أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ*وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر:28].ومعنى "إنما يخشى الله من عباده العلماء" كما قال المفسرون: لا يخشى الله تعالى حق الخشية إلا العلماء الذين عرفوه حق معرفته.قال ابن كثير : أي "إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القديم أتم، والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر." وقال القرطبي : يعني بالعلماء الذين يخافون قدرته، فمن علم أنه عز وجل قدير أيقن بمعاقبته على معصيته، كما روي عن ابن عباس "إنما يخشى الله من عباده العلماء" قال: الذين علموا أن الله على كل شيء قدير. وقال أنس: من لم يخش الله فليس بعالم، وقالمجاهد: إنما العالم من خشي الله عز وجل، وقال ابن مسعود: كفى بخشية الله تعالى علما، وبالاغترار جهلاً...... وقال الزمخشري في الكشاف: والآية سيقت للحث والتحريض على النظر في عجائب صنع الله تعالى، وآثار قدرته ليؤدي ذلك إلى العلم بعظمة الله وجلاله، ويؤدي العلم إلى خشية الله تعالى، ولذلك ختمها بقوله تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ فتدبر سر القرآن. وقال سيد قطب في تفسير الظلال: هذه الآية لفتة كونية عجيبة من اللفتات الدالة على مصدر هذا الكتاب، تبدأ بإنزال الماء من السماء، وإخراج الثمرات المختلفات الألوان، ثم تنتقل إلى ألوان الجبال، ففي ألوان الصخور شبه عجيب بألوان الثمار وتنوعها وتعددها، واللفتة إلى ألوان الصخور وتنوعها داخل اللون الواحد، تهز القلب هزا وتوقظ فيه حاسة الذوق الجمالي العالي بما يستحق النظر والالتفات، ثم ألوان الناس، وهي لا تقف عند حد، وكذلك ألوان الدواب والأنعام، ذات الألوان والأصباغ العجيبة كلها معروضة للأنظار في هذا الكتاب الكوني، الجميل الصفحات العجيب في التكوين والتلوين.....يفتحه القرآن الكريم، ويقلب صفحاته ويقول: إن العلماء الذين يتلونه ويدركونه ويتدبرونه هم الذين يخشون الله حق خشيته:إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ....والعلماء هم الذين يتدبرون هذا الكتاب العجيب، ومن ثم يعرفون الله معرفة حقيقية، يعرفون بآثار صنعته، ويدركون بآثار قدرته، ويستشعرون حقيقة عظمته برؤية حقيقة إبداعه، ومن ثم يخشونه حقا، ويتقونه حقا، ويعبدونه حقا، لا بالشعور الغامض الذي يجده القلب أمام روعة الكون. ومما سبق يتبين لنا أن العلماء الذين يقرأون آيات الله المنزلة في كتابه العظيم والذين يتأملون في آيات الله المبثوثة في هذا الكون هم الذين يخشون الله حق الخشية ويقدرونه حق قدره.
 
قد تم نسخ التفسير من موقع إسلام ويب مع العلم أنني أعلم التفسير جيداً منذ أن كنت طالبة في المرحلة الإبتدائية
 
مرجعي من موقع إسلام ويب 
 

 

نصيحة قبل أن تفتحوا أفواهكم لتذموا الآخرين لتدافعوا عن إنسان مثلي ومثلكم يوجد هناك شريط بحث يدعى " جوجل " ( أيوة الماسوني العلماني الليبرالي الكافر الصهيوني اللي لابس حظاظة زي وائل غنيم ) تقدروا تبحثوا فيه عن معنى الآية .. 
 
تعليقات القراء