علاء الدين العبد يكتب: اتق الله يامرسي فالمتحرشون كُثُر ..
اتق الله يا مرسي .. ! هذه ليست دعوتي أو دعوة حمدين الصباحي الشيوعي أو البرادعي الليبرالي كما يحلو للبعض أن يصفهما .. هذه الدعوة جاءت على لسان السيد / صلاح سلطان ، أمين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية موجهاً حديثه للرئيس مرسي أن يتق الله في الأمة والعلماء (خلال مؤتمر يوم الدعاة الأول) قبل أيام من عيد الأضحى ، ولكني كنت أود أن يفسر لنا من هم العلماء تحديدا ؟؟ لم يكتف صلاح سلطان بذلك بل طالب مرسي أيضا أن يطهر القضاء مثلما طهر المؤسسة العسكرية ، لم يمض إلا أيام حتى أصبح الرد على سؤالي مهم وضروري وواجب ، ففي صلاة عيد الأضحى ، قام رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية ببورسعيد بمنع أحد شيوخ وزارة الأوقاف وهو الشيخ / فوزي الشربيني ، من تأدية صلاة العيد بالقوة وتعدَّى الأمر إلى الاعتداء عليه مما دفع الشيخ / فوزي الشربيني بتحرير محضر بذلك ، لا أدري أية سنة محمدية تلك التي يناصرونها بالقوة والتعدي ؟ بالطبع بعيدة كل البعد عن سنة رسولنا الكريم الذي وصفه الله تعالى :(وإنك لعلى خلق عظيم ) آية 4 سورة القلم ، ألا يستدعي ذلك أن نطالب نحن أيضا الرئيس بتطهير الساحة الدينية بالكامل !!
ما حدث في نظري هو تحرش من نوعٍ آخر ، تحرش أشد وطأة حين يكون بين من يدعون رجال دين برجال دين واغتصاب للصلاة هو أشد من أي اغتصاب على الأمة بكاملها ، تتضاءل بعدها أي حالات تحرش لشباب بفتيات بل يعد نتيجة طبيعية وعادية لمجتمع أصابه الجهل والمرض وأصبح الكثير منهم يحتاج إلى علاج وتأهيل نفسي
ويصبح مرة أخرى الإجابة على سؤالي ضرورة ملحة ، من هم العلماء ؟؟..
لم يتوقف هذا التحرش والاغتصاب الديني عند ذلك بل هناك نماذج أخرى من التحرش جرت وحدثت وللأسف ممن لا أعرف هل هم في عداد العلماء أم لا ؟ ففي خطبة صلاة العيد التي ألقاها الشيخ أحمد المحلاوي جاء في حديثه موجهاً للرئيس مرسي :( كفاية يا ريس دلع للشعب وخليك شديد بقى شوية ) مضيفاً أن الإضرابات والانفلات الموجود بسبب الليونة في التعامل مع القائمين بها على حد قوله ، لم يكتف بذلك الشيخ المحلاوي بل شنَّ هجوماً عنيفاً على الأطباء الذين يقومون بإضرابات للمطالبة بحقوقهم واصفاً إياهم بأنهم لابد من فصلهم فوراً وإحلال العاطلين مكانهم !! نسي الشيخ الآية الكريمة : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين " آية 125 سورة النحل ، لا تحتاج لتفسير !!نسي الشيخ : " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين " آية 159 سورة آل عمران ..
ولم يتوقف التحرش والاغتصاب الديني والتحريض الديني إلى هذا الحد في مناسبة مثل خطبة عيد الأضحى ولنستمع لما قاله السيد / صبحي صالح القيادي بالإخوان وعضو اللجنة التأسيسية للدستور وهو يصف أيضاً الإضرابات ومحرضيهم بأنهم أعداء الشعب ووتجاوزفي وصفه أنهم من العلمانيين والليبراليين إلى الشيوعيون والملحدون الذين يريدون إسقاط هوية الدولة ، ولم يكتفِ بهذا التحرش بل أصر على الاغتصاب الديني وليس الإقصاء فقط حين يقول ( نحن حراس الشريعة وحماتها ) ، ذكرتني جملة أعداء الشعب بجملة أعداء الوطن في فيلم الكرنك .. ولم يعد ينقص إلا أن يكشفوا لنا عن شخصية " فرج " الجديد .. !!
وفي ظل هذا الاستمرار من التحرش الديني كان هناك تساؤل من الشيخ / عبد المنعم الشحات موجهاً حديثه للعلمانيين والليبراليين لماذا لا يتوبوا إلى الله ويجددوا إيمانهم ؟!
ولكن الإجابة كانت عند الدكتور / رفيق حبيب ، مستشار الرئيس ، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذي وصف وسائل الإعلام بالعلمانية واتهمها بانها تحصل على دعم مالي من الخارج..
أما القيادي السلفي أحمد فريد فقد دعا إلى العودة لهدي السلف الصالح ورفع راية الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله ودعوة الأمة الإسلامية إلى سابق عزتها وكرامتها ( ولكنه للأسف لم يعلن من سيحمل الراية وكيف وإلى أين ستكون تلك وجهتهم الأولى في الجهاد وهم أنفسهم منقسمون ومتناحرون وقسموا المسلمين بين إخوان وسلف وجماعات لا حصر لها ) !! ..
أما حزب النور فقد انتهز الفرصة هو الآخر لكي يدعو المصلين بعدم التصويت ( بنعم ) على الدستور الجديد ، لأنه لا يحقق الحد الأدنى من التعبير عن هوية الأمة ..!!
وكما بدأت المقال بكلام شخص غير علماني ولا ليبرالي هو السيد/ صلاح سلطان ، أمين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أنهي المقال أيضاً بحديث كل من د/ إبراهيم الخولي والشيخ / حافظ سلامة وكلاهما أيضاً ليس بعلماني ولا ليبرالي بل كل منهما محسوب على التيار الديني . حافظ سلامه يوجه حديثه للرئيس قائلاً : ( لقد أفزعت الأمة الإسلامية وخاصة المصريين بقولك عزيزي صديقي العظيم في خطابك المشئوم لبيريز ، رئيس إسرائيل فأي عظمة يا دكتور مرسي ولله وحد العزة والعظمة ؟ وتمنيت يا مرسي في نهاية الخطاب العزة والرغد للشعب الإسرائيلي ، فأي رغد لشعب اغتصب أرضنا وديارنا ومقدساتنا ( واعلم أنت ومن وراء من حلفائك الصهاينة أن المسلمين لن يغمض لهم جفن حتى يستردوا أرضهم المغتصبة ويعود المهجرين إلى وطنهم وديارهم المقدسة )
ثم يضيف الشيخ سلامة في بيانه متحدثاً عن الرئيس : ( أن مرسي كشف نفسه وجماعة الإخوان التي ينتمي إليها ) أمام الشعب المصري وأكدوا ما سبق وقاله من وجود صفقات مشبوهة بينهم وبين أمريكا وإسرائيل ..سبحان الله لو جاء هذا الحديث من البرادعي لنعتوه بالعمالة والفجور !!
أما الدكتور إبراهيم الخولي وهو ليس بعلماني ولا ليبرالي فقد شن هجوماً على جماعة الإخوان المسلمين بخطبة العيد بساحة حديقة الخالدين مؤكداً أن الجماعة ستغرق الدكتور محمد مرسي بعد سيطرتهم على كل شيء داخل البلد وطالب الخولي الجهات الرقابية بالتأكد من مصدر ثروات رجال الأعمال من أعضاء الإخوان المسلمين وعلى رأسهم خيرت الشاطر وحسن مالك القياديين بالجماعة .
لنا الله ولك الله ياإسلام ولك الله يا مصر ....