فيديو.. ريم ماجد: لما يبقى عندنا ميت.. بنلبس إسود!

 

تعالوا نفكر بصوت عالي ونحط شوية نقط على الحروف، وهابدأ بأهيف نقطة بس معلش عشان ديه حاجة تخصني أنا شخصياً: أمانة عليكم ما حد عاد يقابلني في حتة أو يبعت لي أي رسالة بأي وسيلة إن كانت يسألني: "هو انتي ليه ما تضحكيش في البرنامج؟!!! هو انتي إيه حبك في الرمادي؟!!! هو انتي ليه لابسة اسود؟!!!".... على فكرة أنا أكره ما علي النكد وما باحبش الرمادي أصلاً وباحب الأبيض والأحمر والأزرق والأخضر وكل ألوان الطيف المبهجة... بس احنا مش لاحقين نلون.. سلو بلدنا: لما يكون عندنا ميت بنلبس اسود لحد الأربعين، فما بالنا بالشهدا؟!!! واحنا بقى لنا عشر شهور، وقبل ما يعدي الأربعين نكون دافعين شهدا ومصابين جداد من دم قلبنا من زينة الشباب اللي مهندس واللي دكتور واللي طالب واللي شيخ واللي صنايعي واللي على باب الله ما فيهمش بلطجي ولا مسجل خطر.. يمكن هم بالنسبة لكم_وللأسف الشديد_ مجرد رقم أو خبر في نشرة أو في برنامج نادراً تحت مسمى شهيد وغالباً تحت مسمى قتيل أو ضحية، لكن في الحقيقة إنهم بشر لحم ودم.. الحقيقة إنهم أبهات وأمهات وضنا غالي.. الحقيقة إنهم ولاد ناس_وغالباً ناس على قد حالها لكن تعبوا وشقيوا عليهم وما طلعوش من الدنيا غير بيهم_ ولو بصيتوا حواليكم هتلاقوهم يا اما أهاليكم أو جيرانكم أو معارفكم أو معارف ناس معارفكم، لا هم العفاريت الزرق ولا من سلالة أمنا الغولة وابو رجل مسلوخة!!! ربنا يخليكوا ويخليلكم ولادكم وتفرحوا بيهم بس حطوا نفسكم ولو ثانية واحدة مكان أب ولا أم مكتوب عليهم يعيشوا محرومين من ابن ولا بنت عمرهم.. ولا أب وأم مستنيين ابنهم ولا بنتهم قدام باب المشرحة وبيعافروا عشان يطلعوا بتقرير يثبت إنه مات مقتول مش بهبوط في الدورة الدموية.. أو أب ولا أم مطلوب منهم يجيبوا صحيفة سوابق لابنهم الشهيد عشان يثبتوا إنه مش مسجل خطر.. أو أب أو أم شايفين المتهمين بقتل ولادهم أحرار طلقاء، بيمارسوا حياتهم وشغلهم أربعة وعشرين قيراط.. أو حطوا مكانكم حتى مكان أب أو أم مضطرين يغيروا أقوالهم ويتنازلوا عن حق ابنهم من خوفهم من كتر الضغط والتهديدات اللي بيتعرضوا لها من غير ما حد يحميهم ولا يقف جنبكم ولما ينزلوا يتحاموا في المعتصمين اللي في الميدان، تنزل الاتهامات ترف على دماغهم بالمزايدة والمتاجرة بدم ولادهم!!! حطوا نفسكم مكانهم لو قدرتوا وبعدين قولولي "اضحك ليه وعلى إيه وألون بأمارة إيه"؟!!!

 

تعليقات القراء