هالة منير بدير تكتب: متى سيخرس أدعياء الدين..؟!

" داعية إسلامي " توصيف اُبْتُلِينا به منذ سنوات ، وكلمة الابتلاء التي استخدمتها هنا اقتبستها من خالد عبد الله ( الداعية الإسلامي ) عندما تحدث مع ( الداعية الإسلامي ) وجدي غنيم عن هالة سرحان أنها من ضمن الإعلاميين الذين اُبْتُلِينا بهم هذه الأيام ( وللتوضيح أنني لست من المعجبين بهالة سرحان على الإطلاق وذلك منذ زمن وليس فقط منذ أحداث فضيحتها الأخيرة ، لذا فحديثي هنا ليس من سبيل الدفاع عنها بالمرة ) ولكن حديثي هنا أنه كما اُبْتُلِينا بالخبيث في الإعلام فإننا مُبْتَلُون في ديننا بوجود هؤلاء " الأدعياء " وأبرزهم على الساحة الآن هؤلاء الاثنين ..

شيخان محسوبان على الدين الإسلامي لا يملكان بالمرة أسلوب َ الدعوة للدين الإسلامي ، أسلوب أشبه بأسلوب توفيق عكاشة ، ألفاظ أخجل ولا يشرفني أن أَضُمَّها إلى مقالي من وصف للناس بالحيوانات والحشرات والأحذية ( والكليبات موجودة على اليوتيوب لمن أراد التلذذ بحسن الدعوة إلى الله ) ، سياق حديث مليء بـ " طرطشة " من السب والقذف يتخلله آيات قرآنية وأحاديث شريفة !! هل هذا يليق ؟! أن تذكرون كلام الله والرسول عليه الصلاة والسلام قبل وبعد وفي منتصف الشتائم !! ..

السيد خالد يتحدث مع وجدي غنيم ويسأله عن موعد رجوعه مصر فيقول : ( لما يهدى الوضع علشان أنا سُخن شوية ، ثم يقول فاكهاً : لما الدنيا تِهدى علشان أنزل " أولعها " إن شاء الله .. ! / حضرتك اطمئن كلما تهدأ الدنيا تتحفنا حضرتك بكليب تشعل الدنيا من جديد ) ثم يطلب خالد نصيحته عن مأساة انتشار الشائعات على الإنترنت فيرد وجدي غنيم ( اللي لسانه بينقط سكر ) : مين هُمَّ أصلاً اللي في الإنترنت بيتكلموا ؟! ويستدرك ( وخلوا بالكم من رده )  : ممكن يكونوا " أمن دولة - مخابرات – مسيحيين – شيوعيين ،  ويُكمل خالد عبد الله ( اللي لسانه ما يتخيرش عن لسان وجدي غنيم ) : أو علمانيين أو برادعوية !! .. ثم يلوم وجدي غنيم خالد عبد الله باستضافة هؤلاء الزبالة والكائنات الدقيقة ..

إذاً يا شيخ وجدي كل من لا ينتمي للتيار السلفي أصبح زبالة  ومن أمن الدولة ومن المخابرات ؟! أحب أفكر حضرتك إن أمن الدولة اتحل وبدلاً عنه صارالأمن الوطني اللي ( لا بيحل ولا بيربط وقريباً قد يُحل هو الآخر ) أما المخابرات ( فخيبتها ماوردتش على حد ) بعد مصيبة استشهاد 16 جندي على الحدود بالرغم من وجود أنباء على الهجوم .. طيب وإيه دخل المسيحيين والشيوعيين في الإشاعات ؟ هم المسيحيين والشيوعيين مش بيتعمل عليهم شائعات برضه ؟ آه بيتعمل !! طيب يبقى مين اللي بيعملها ؟؟ يبقى أكيد سلفيين بقى ولا إخوان مسلمين مادمنا نقيس نشر وانتشار الشائعات بالاتجاهات الدينية .. ويا شيخ يا فاضل يا خالد عبد الله إيه دخل البرادعوية في الإشاعات ؟ مش ده البرادعي اللي اتهمته فيما سبق إن جايب أفكاره على ضهر الدبابة الأمريكية وبعد ذلك أنكرت في مداخلة مع عمرو أديب أنك ذكرت البرادعي بسوء ..!! يكفي كذباً ومراوغةً وتشويهاً للدين أيها الأدعياء ..

يقول الله تعالى : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربَّك هو أعلم بمن ضلَّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين " ( سورة النحل ) ..

هل هذه هي الحكمة ؟ حكمةً مليئة بالهمز واللمز ؟! .. هل هذه هي الموعظة الحسنة ؟! .. موعظةً بالسباب والشتائم وألفاظ أهل الشوارع ؟! .. هل هذا هو الجدال ؟ جدالاً يسوده الهجوم والقسوة والتنفير ؟! .. ولماذا ؟ كي تهدي البشر ! .. ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) .. نسيتوا ولا إيه ؟! ..

أما عن كليب الفيديو الأخير للشيخ وجدي غنيم فقد وجه حديثاً للمنادين والعاملين بالفن واصفاً إياهم بالداعرين والعاهرات .. متجاهلاً أي دور لفن محترم وهادف دون الخروج عن الآداب العامة ودون خدش الحياء بمشاهد القُبَل والأحضان .. للأسف الشيخ وجدي غنيم يضع الفن في كفة واحدة هي كفة الحرام ، لابد أن يُنصف من يقوم برسالة شفافة محترمة صادقة في كافة صنوف الفنون دون المساس بتعاليم الدين من وجهة نظر كبار المشايخ وليس بوجهة نظر تيارات متشددة ، وأن ينقد بأسلوب مهذب محترم يليق بداعية إسلامي كل من أساء في استخدام هذه الرسالة ..

يا شيخ وجدي يا من تدعو لغض البصر ، كنا صغاراً وكنا إذا ما جاء مشهد لقبلة في فيلم أبيض وأسود نجد أنفسنا حياءاً نغض بصرنا خجلاً أن نظل نحملق في التلفزيون، وفي نفس هذا الفيلم صوت رخيم في بدايته يسرد أحداث قصة مأساوية لمشكلة اجتماعية وفي نهاية نفس الفيلم أيضاً آية قرآنية يُستشهد بها عند حل هذه المشكلة .. المشكلة ليست في الفن المشكلة في الفن الهابط الذي يُرَوِّج له المرضى ويتلذذ به ويشاهده ناس أشد مرضاً ..

هذا وكما ترى حضرتك أن الجمباز والسباحة ( عُري ) فماذا ترى حضرتك في أبطالنا المصريين " ذوي الاحتياجات الخاصة " الذين حصدوا الميداليات الذهبية في حمل الأثقال وغيرها من الرياضات ومن ضمنهم سيدات ، هل هذا يدخل في نطاق الحرام والعري أيضاً ؟! ..

أتمنى ألا يتحدث أحد باسم الدين إلا كل من تخرج من الأزهر الشريف ، وإلا هو كل واحد كان عايش حياته ( بالطول والعرض ) فيما مضى ولما ربنا هداه بقى داعية إسلامي وجاي عامل لنا الناصح الأمين ؟! ..

 

أصل المقال على مدونة هالة منير بدير

تعليقات القراء