محمد فتحي يكتب عن صورة عمرو خالد


فجأة انتشرت هذه الصورة
سألت عنها وإن كانت (بجد) فدخل الجميع مباشرة في النوايا ليرد البعض(وهي فيها إيه يعني) ويرد البعض الآخر..أيوة بجد هذا الفاسق المفرط فعلها، كما قال البعض أنهم الإخوان وقد فعلوها ، وأن هذا ليس بجديد عليهم!!!!!!
أجريت اتصالات بمجموعة من الأصدقاء المقربين والمستشارين لعمرو خالد وسألت فعرفت أنها صورة حقيقية.. يعني ليست مفبركة كما رجح البعض في نفيهم للصورة وكأنها رجس من عمل الشيطان
أما ما حدث حقيقة ورأيي فيه فهو كالتالي:
الصور
ة حقيقية..لا مجال فيها لأي لبس ولا فبركة، ومن ينفي كونها حقيقية أنا شخصياً أعتبره من داخله أنه يرفضها لو كانت حقيقية، ولذلك يرفض تصديق أنها صورة حقيقية بالفعل
الموضوع يرجع إلى حوالي اسبوعين
قبل تدشين حزبه بفترة بسيطة عقد عمرو خالد معسكراً في (بورتو مارينا) .
لمن لا يعرف معسكرات صناع الحياة أو معسكرات رايت ستارت (المؤسسة التي يرأس عمرو مجلس أمنائها) فدعوني أقول أنها معسكرات شبه منتظمة تهدف للتنمية الذاتية عن طريق عقد محاضرات وأنشطة للمشاركين في هذه المعسكرات تتضمن ألعاباً تربوية أو تنموية، وندوات ولقاءات للارتقاء بالشخصية

حسناً.. هناك مشكلات عديدة مرتبطة بهذه المعسكرات

أولها : تقبل الناس لها.. حيث من الصعب أن تتقبل فئات اجتماعية معينة هذه المعسكرات إما على مستوى اجتماعي لا يتفق مع جدوى هذه المعسكرات، وإما على مستوى أخلاقي وديني يخاف على بناته مثلاً من السفر لمعسكرات خارجية بعيداً عن منزلها ومع ناس لا يعرفهم، وبعيداً عن عينيه وهو الخوف الفطري المرتبط بعقلية كثير من المصريين وبالتفكير العربي الشرقي بوضع عام

وثانيها: أن البعض يرتبك بخصوص عمرو خالد
فهل هو الشيخ عمرو خالد أم الإعلامي عمرو خالد أم المصلح الاجتماعي عمرو خالد أم خبير التنمية الذاتية والبشرية عمرو خالد أم الشاب الروش عمرو خالد !!!
وإذا كنا منصفين، فالمدخل الذي دخل به عمرو خالد للناس الذين تعرفوا عليه وأحبه معظمهم هو مدخل (الدعوة).. صحيح هم لا يعتبرونه (عالماً) ولا (مفتياً) ولا هو نفسه يعتبر نفسه كذلك، انما ارتباطه بالدعوة وبالتالي بالدين جعل صورته عند البعض وكأنها مرتبطة بدورها ببعض السلوك والتصرفات بناء على هذه الصورة
يعني مثلاً يتصور البعض أن عمرو (كشيخ) لا يصافح النساء..، وهو شئ غير صحيح بالمرة، فمن تصافحه منهن يصافحها، وعلى الأرجح لا يبادر بمصافحة إحداهن
كما يتصور البعض أن هناك فصلاً كبيراً في المعاملات داخل أنشطة عمرو خالد بين الرجال والنساء، وهو شئ غير حقيقي وغير واقعي، فالأكيد أن من يعملون معه ناس محترمة، وأن الاختلاط الذي يشكو منه بعض أصحاب الأفكار الدينية المحافظة والكلاسيكية غير موجود بالشكل الذي يتصورونه.
والواضح من الصورة عدة أشياء
1) أن عمرو يقف فيها ثابتاً وكأنه حكماً للعبة وأن ملامحه يبدو عليها الجمود
2) أن كل من في الصورة - بلا استثناء ، وبخلاف عمرو - بنات..يعني هذا التجمع كان للبنات أو السيدات فقط
3) أن كل من في الصورة يشاهدن ما يحدث في مكان مفتوح، وتكسو ملامحهن السعادة مما يدل أن شيئاً خطأ لم يكن يحدث
4) أن النظر إلى طبيعة البنات وتصنيفهن بناء على ما يرتدينه أو التفرقة بينهن على أساس أن هذه محجبة محترمة، وبالتالي فهذه متبرجة غير محترمة هو شئ غير منصف وغير محترم بالمرة

ومع كل ذلك تبقى هناك تساؤلات مهمة
- ما سر ظهور الصورة في هذا التوقيت تحديداً (بعد تدشين عمرو لحزبه بعدة أيام ) رغم أنها موجودة من فترة
- ما الهدف من نشر هذه الصورة بهذا التعليق تحديداً غير التشويه في عمرو (أخلاقياً ودينياً) والتمجيد في جماعة (راجع كلمة مشروع)
- من نشر هذه الصورة أصلاً..، فمن المؤكد أنه لم يكن جاسوساً مثلاً على المكان، وإنما شخص ينتمي للمعسكر أو لعمرو خالد نفسه، فموقع التصوير يدل على أن الجميع يرى المصور المسموح له بالتقاط هذه الصورة، وبالتالي يصبح السؤال : هل هناك من يحاول تشويه عمرو من القريبين منه ؟؟؟؟

وتتبقى لدى العبد لله ملحوظتان أو نصيحتان

الأولى : أن الذين هاجموا عمرو خالد بسبب هذه الصورة عليهم مراجعة أنفسهم لأنهم لا يختلفون عمن هاجموا صور ابنة البرادعي مثلاً أو صور أبو الفتوح وهو في أفغانستان، كما أن عليهم أن يعرفوا أن عمرو (الداعية) في طريقه الآن إلى أن يصير (عمرو السياسي)

الثانية: أن عمرو خالد وأحبابه ومريديه يجب ألا ينزعجوا من تلك الصور فيهبوا لنصرته وإلصاق التهم بالآخرين دون وعي (أحدهم كتب لي وانت مال أمك لمجرد أن سألت ان كانت الصورة حقيقية)، وأن عمرو الداعية الذي اختار السياسة عليه أن يتقبل قذارة السياسة وتشويه الآخرين له طالما أنه هو الذي اختار ولم يضربه أحد على يديه
على عمرو خالد أن يرسخ صورته
هل يريد أن يكون داعية/ شيخ/ لا يتصور الناس أنه سيفعل مثل الناس!!
أم يريد الدخول للسياسة فيتحمل لسعها، وقد دخلن وقد بدأ اللسع

أخيراً وليس آخراً
ليس كل الناس كما نتمنى
ولا يجب أن يكونوا كما نتصورهم

 
 
تعليقات القراء