محمود الفقي يكتب: رداً علي محاولات الاغتيال السياسي لحمدين صباحي

لم يتلاعب بالطبقة الفقيرة ويسلب أرادتهم بكيساً من السُكر وزجاجة من الزيت , لم يُرهبهم ويَستغل قُربَهم من الله في تنصيب نفسه الهاً فمن سَينتخبه مكانه الجنة ومن ينتخب أحد غيره مكانه النار وجهنم وبِئس المَصير , لم يكذَب ويتلاعب بالقانون من أجل كُرسي الرئاسة ويُهدد بعدها بمجازر وعُنف في حال إِسْتِبْعاده أو خُسارتِه ولم يُخلف عَشرات القتلي من أتباعه وغيرهم ويتبرأ منهم بعدها , لم يُهدد بأنهار من الدِماء في حَال خُسارته مُدعياً الثورية وينسي أنه من أتهم الثوار بالبلطجة مُحتفلاً في ذكري الثورة الاولي باالأغاني والزينه علي دِماء شُهداء لم تَبرد بعد ودموع أمُهات لم تَجف بعد, لم يضع يده بأيدي نظام فاسد في 2005 من أجل كُرسيا أضافياً بالبرلمان ولم يصف قادة النظام وقتها بالقيادات الوطنية وظل خطابه مباشر هو " التغيير " , لم يهدف الي السيطرة علي الأخضر واليابس لمقاليد السُلطة في مصر وظل مناديا بالمشاركة لا المغالبة , ولم يضع يده ويتحالف مع العسكري " المغضوب عليه من اجل سلطات أوسع , لم يغير خطابه ويتلون ويتحول أو ينفي أصله ويحاول أن يخدع كل الاطراف من أجل كُرسي الرئاسة كحرباء مُتحولة تغير من جلدها لخداع الجميع , انه " حمدين صباحي "

 

حمدين صباحي واحداً من أشرف مُناضلي مصر , تفاجئ التيار الأكبر والأعرض بمصر مُنذ أسابيع بأرقام تُصويتيه شكلت صدمة غير مُتوقعة , فكيف لرجل لا يَملُك 10% من تَمويلنا وحملة تعدادها لا يتعدي 5% من تعداد حملتنا يحصل علي كم هذا اأاصوات وفارق لا يتخطي المليون , فالحل أما يعلن دعمنا ويصبح تَابع لنا او أن يتم أغتياله سياسياً حتي لا يُشكل خطراً مُستقبليا علينا في حلم مشروعنا للسيطرة علي كل مقاليد الدولة بالكامل , فلا يحتمل وجود قوي شعبية أخري غيرنا ويجب أغتيالها قبل ان تَكبُر وتكبر فيصعب إيقافها وتكون عقبة في طريق مشروعنا الأعظم .

 

* تبدأ الانتقادات والتشهير بإِتِّهام بالطمع في السُلطة بعد خروجِه والمُطالبه بالعزل بعد خسارته " فيتهمه الإخوان بالطمع ويتهموه بالحديث عن العزل لأول مرة محاولة لتعطيل الإنتخابات ونتراجع بالذاكرة لنجد حمدين صباحي اول مرشح رئاسي طالب بالعزل , يتهموه بعدها باختراع قصة المجلس الرئاسي بعد انتخابات الجولة الاولي من اجل الطمع في السلطة , فنتراجع بالذاكر ونجد حميد صباحي يوم 11 فبراير 2011 اول من طالب بمجلس رئاسي ونجد موقف واضح وصريح منه في رفض اي منصب ان ياتي الي غير منتخب , ثم يخرج الإخوان ويظهورا ازدواجية المعايير بعد الجولة الثانية الي الميدان ويهددوا بانهار من الدماء ومجاذر ومشانق إذا لم يفز مرشحهم مرسي , وبمجرد اعلان فوز مرسي وتنصيبه رسمياً ينسحب الإخوان فورا من الميدان وكأن شيئاً لم يكن .

 

* يتفرغ الإسلاميون لمُهاجمة وتشويه صباحي فيخرج شخصاً من مؤسسي شبكة اخبارية وينشر علي صفحات تابعة لهم صُور لسيارة فقط كاتباً بالدليل حمدين صباحي وشفيق في لقاء سري بالإسكندرية , صباحي الذي سافر بصحبه العشرات من القاهرة للإسكندرية واعلن موقفه واصحاً بأنه ضد كِلا المرشحان .

 

* يتهم الإسلاميون حمدين بالخيانه لعدم دعم مرشحهم في إنتخابات الرئاسة رغم اتخاذه موقفاً شخصياً يُعبر فيه عن رأيه الخاص , وبكون الإسلاميين لا يؤمنون بالديمقراطية والرأي والرأي الاخر فكان لزاماً عليه ان يدعمهم وهو مغمض العينين ويبعد ارادته ويكتم أراءه من أجل جماعة لم تؤمن قط بالديمُقراطية طوال عهدها , والأغرب كون العوا وبسطويسي وخالد علي والحريري ومئات المثقفين والسياسين مقاطعين مِثلهم مثله ولم يتعرضوا لما تعرض له صباحي من انتقادات !

 

* نتذكر موقفا أخر حينما قص الإسلاميون فيديو لصباحي يتحدث عن الجيش المصري قائلاً انه هناك فرق بين الجيش والمجلس وان الجيش محل أحترام وتقدير وسيقوم بدعمه ومن ثم أكمل ان لا فرصه للتنازل عن حق من تسبب في قتل الشهداء , فيقوم الاسلاميون بقطع الحوار والابقاء علي الجملة من أول الجيش محل احترام وحتي القيام بدعمه ليصوروا في ذهن المشاهد انه حليفاً للمجلس العسكري ! وتناله أنتقادات واسعة وتشويه متعمد من الصفحات الإسلامية , ثم يأتي رئيسهم مرسي ويكرم العسكري ويمدحه في كل مكان ويكرم القضاء الذين وصفوه مسبقاً بالفاسد والذي يحتاج تطهير , ثم يخرج الإخوان بازدواجية معاييرهم المعهودة ليبرروا ان هذة هي السياسية !

 

* ينتشر خبر منذ أيام حول قيام صباحي بتأسيس التيار الثالث ودعوة كافة الأحزاب المدنية وحضور العشرات لأجتماع للتشاور , فينتقي الإخوان اثنين من ين 25 من الحضور وهم أبو حامد وساويرس ويصوروا في أذهان العامة ان التيار يؤسسه كل من صباحي وابو حامد وساويرس وتظهر أزدواجيه المعايير مرةً أخري حينما نتذكر جلوس مرسي في 7 فبراير بجانب ساويرس في مفاوضات مع عمر سليمان علي حساب دماء شهداء الثورة للتفاوض علي مناصب ومكاسب سياسية في وقت كان صباحي في الميدان ينادي بإسقاط النظام ولا مفاوضات , ومن ثم يُكرم ما سموه الثوار برأس الفساد المجلس العسكري ويصفق الإخوان وزبانيتهم لهم فَرحين بانتصاراتهم مُشوهين كل شخص قد يشكل تهديد كمنافسا سياسياً قريب, مُتناسين أنهم أول من سَبوا وكذبوا ابوحامد وقت شهر العسل بينهم وبين العسكري مُدعين بعدم قيام الداخلية بأطلاق الخرطوش واصفين الثوار أمثال احمد حرارة والشهيد عفت و طالب الطب علاء بالبلطجية .

 

* اتهموه بالطمع في السلطة بالرغم من كل ما ذكرته وبالرغم من كونه المرشح الوحيد الي أعلن بشكل قاطع ونهائي عدم قبوله بأي منصب ياتي من خارج الصناديق وبالرغم من كونه لم يهدد وينشر أتباعه في اعتصام بالايام خلف قتلي وجرحي مثل أبو اسماعيل ولم ينشر أتباعه بالتحرير ليهتفوا مرسي قبل اعلان النتيجة ليهدد بأنهار من الدماء في حال خسارته .

 

* من الغريب ان يصدق البعض من اتهم البرادعي بالعمالة والخيانة, من أتهم 6 ابريل بالتدمير والخراب , من برر تعرية الفتاة وسحل الشباب ووصفوهم بالبلطجية , من نفي واقعة الخرطوش و وضع يده بيد العسكر والداخلية قائلا " ايه الي وداهم هناك , من فاوض علي دماء الثوار قبل التنحي وبعده , من وضع يده بيد النظام السابق من أجل الكراسي, من وصف مبارك باأاب وقال طز في الشعب المصري , من أدي اداء مُغزياً في مجلس الثورة كان محل سخرية وفضائح متكررة , من صور أمريكا والغرب بالشياطين وهم أول من جلسوا معهم أثناء الثورة وبعدها ومن تربوا وسط الشيطان الأعظم امريكا وكانت أمهاتهم وابنائهم يحملون الجنسية التي أقسموا من أجلها علي الولاء لوطن غير وطنهم ولم نري بعضهم في الساحة السياسية قبل الثورة واكتفوا بالدعوة الدينية علي قنواتهم والاختباء في جحور خوفاً من البطش بهم في وقت كان يهتف صباحي بإسقاط النظام ثم يظهرون كثوريين وتتوالي فضائح كذبهم وخداعهم وتدليسهم ويصرون علي أكاذيبهم ويمارسوا الشتويه المتعمد لكل شريف . لنتعقل ونفكر ولا نتسرع في الحكم علي الشرفاء

  

نقلا عن صفحة حمدين صباحى رئيسا ً لمصر | واحد مننا

تعليقات القراء