أحمد عبد الجواد يكتب: ميديا ما بعد الثورة
انتخبنا رئيس الجمهورية الثانية، تعالت الهتفات المؤيدة، وانفض السامر، والمجلس العسكرى يتحدث عن احتفالية عالمية لتسليم السلطة، ثم تطور الخطاب الإعلامى للمجلس بتحدثه عن تكريم المجلس العسكرى لإدارته العبقرية للمرحلة الانتقالية، وأخيرًا تصريح أن طنطاوى وزير الدفاع فى الحكومة الجديدة، ففى ظل الاحتفالات والفرحة بالرئيس الجديد يمرر المجلس ما يريد دون ضجة فهل انتبهنا لهذا؟
وسائل الإعلام دائمًا ما تتحفنا بالمواضيع التى تراها هامة، أو يراها القائمون على الإعلام بأنها هامة، وإليك الآتى، الرئيس سيحلف اليمين أما الدستورية، لا الرئيس سيحلف أمام مجلس الشعب المنحل، لا هناك حل وسط دعوه يحلف أمام مجلس الشورى، ولماذا لا يحلف الرئيس أمام الناس فى ميدان التحرير؟؟
ثم خرجوا علينا بمكان إقامة الرئيس هل سيعيش فى القصر الجمهورى، أم سيعيش فى منزله، وسيدة مصر الأولى التى أصدرت التصريح الجميل (لست سيدة مصر الأولى، بل أنا خادمة مصر الأولى) وما بين القصر والمنزل وتصريحات قرينة الرئيس تهاتفت وسائل الإعلام.
السؤال الآن أين الحديث عن الإعلان غير الدستورى المكمل، أين الحديث عن معتقلى العباسية ومحمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها، هل ستعاد محاكمة قتلة من هتفوا عيش حرية؟
فقط كل ما أرجوه أن نقف قليلًا عن متابعة وسائل الإعلام بكل هذا الاهتمام، فليست كلها صادقة وليست كلها كاذبة، لكنها فى الأكيد موجهة، تريد أن توجه الناس لما تراه مهمًا فى هذه اللحظة، وبعيدًا عن كل هذا اللغط أطرح سؤالًا: هل الاهتمام الآن بشخص الرئيس ومكان إقامته، أم الاهتمام يجب أن ينصب على بناء الجمهورية الجديدة؟
دعونا نترك الهامش ونصنع المتن، دعونا نقر بأن الرئيس هو موظف يخدم البلد لمدة أربع سنوات قد تكون قابلة للتجديد وقد لا تكون، دعونا نتحدث حول كيفية تطوير البلاد، وجعلها فى مصاف الدول العالمية، بأن نبدأ بأنفسنا ونهتم بأعمالنا، ونربى أولادنا على هذا، بأن نصنع جيلًا قادرًا على التحدى والإبداع، دعونا نوجه نحن الميديا، نرسل لهم بما نريد، نكتب على مواقع التواصل الاجتماعى القضايا التى تهمنا، دعونا نصنع ميديا مصر ما بعد الثورة، وليفعلوا ما نريد، لا ما يريده صنَّاع الميديا.