وائل غنيم يكتب: ماذا نريد من الرئيس؟

كتب الناشط السياسي وائل غنيم اليوم الخميس على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عدد من المطالب التي يجب أن يحققها الرئيس المنتخب محمد مرسي.

وفيما يلي نص ما كتبه غنيم:-

قبل أن أبدأ يجب أن أشير أن النون هنا ليست نون العظمة بتاعة المتكلمين عن أنفسهم ولا هي نون الحديث باسم كل المصريين. بل هي "نون" تعبر عن من يقرأ هذه الرسالة ويتفق مع ما فيها. يعني نون اللايك والشير. نخش في الموضوع؟

- نريد من رئيسنا أن ينتزع صلاحياته، وأن يعلم أنه سيُحَارَبُ وبشدة من كثيرين لا يحرصون على نجاحه ويقاومون التغيير والتجربة الديموقراطية في مصر. لا نريد رئيسا يُماري في الحق ويُجامل على حساب الوطن ويُبرّر الأخطاء، بل نريد رئيسا حازما في الحق، يضع مصلحة الوطن أمام أي اعتبارات شخصية أو معنوية، ويعترف بأخطائه وعثراته، ومؤمن بأن من جاء به إلى منصبه كأول رئيس منتخب في تاريخ مصر الحديث هي دماء الشهداء وتضحيات المصابين والثوار، لا ألاعيب السياسة وغرفها المغلقة وتفاهماتها الضيقة.

- أن يكون الرئيس  قويا في الحق، فمصر دولة كبيرة وإدارتها تُغرق أي مسؤول في تفاصيلها، وإذا انشغل الرئيس بالتفاصيل قد يأتي ذلك بما لا يحمد عقباه. نحن نبحث عن التغيير الحقيقي لمصر ووضعها على الطريق الصحيح، ولا نبحث عن إصلاحات شكلية تهدف لإرضاء الرأي العام. ولهذا يجب أن يكون الرئيس جريئا فيما يتخذه من خطوات في المرحلة القادمة وأن يتحدى الأوضاع الراهنة بتغيير مدروس من ذوي الاختصاص. فسياسة إطفاء الحرائق التي اتبعناها في السابق أثبتت فشلها وعدم قدرتها على الاستمرار.

- أن يعي أنه رئيسٌ لكل المصريين،  معارضيه قبل مؤيديه. ولهذا عدة أوجه أولها البحث عن المشترك والسعي لتحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية (التي تتجاوز فكرة الأدوار الشرفية والصور التذكارية مع المعارضين والتي كانت تحدث بشكل أو بآخر في العهد السابق)، وثانيها التأكيد على احترام حقوق الإنسان ومبادئ المواطنة ومحاربة كل صور التمييز بين المصريين. مصر لديها فرصة تاريخية للتأثير في العالم العربي بل وربما الكثير من دول العالم ينظر لها ليقيم تجربتها التي وبلاش شك ستؤثر على مستقبل المنطقة.

- أن يتواصل الرئيس مع الشعب بشكل دائم وبشفافية وأن يكون هذا التواصل مُسهما في زيادة وعي الجماهير بآلية إدارة البلاد وما يواجهه الرئيس ومؤسسات الدولة من تحديات وعقبات حتى يقطع الباب أمام الشائعات وحتى يكون الشعب عونا لمن يحكمه في مواجهة هذه التحديات.  النظام السابق أخطأ كثيرا حينما كان يعتقد أن الشعب المصري لم "يُفطَم" بعد، وتعامل بمنطق الأبُوّة مع الشعب الذي لن يستوعب الحقيقة فأخذ يكذب ويكذب ويكذب حتى فقدت أركان النظام المصداقية وأصبح المواطن لا يثق في أي تصريح صحفي أو خبر يصدر من الحكومة حتى لو كان يصيب كبد الحقيقة.

- أن يستعين بالقوي الأمين من أهل الكفاءة وليس أهل الثقة والدوائر المغلقة من حوله. وأن يمنح الفرصة الحقيقية للقيادات المتوسطة في مختلف مؤسسات الدولة خاصة من هم أصغر من الأربعين سنة من أن يكون لها دورا في رسم استراتيجية تلك المؤسسات وتحقيق أهدافها، حتى يتسنى لنا أن نرى على المدى المتوسط نخبة مصرية جديدة قادرة على صناعة المستقبل.

وللحديث بقية...

تعليقات القراء