هالة منير بدير تكتب: متى سَيَخْرَسْ الشيطان ..؟
وسواسٌ في الآذان يُقنعك أنك المصيب وغيرك المخطئ ، همسٌ يتعالى في خاطرك كلما حاولت إعمال العقل ، شيطانٌ من الجن مرة ومن الإنس مراتٍ ومرات ..
بأي " عين جامدة ، لا تستحي " تطلب أيها ( الأبو إسماعيل ) من الناس النزول للتظاهر في الميدان وبأي حجة ؟؟ ( قال إيه ؟ الاحتجاج على ما حدث بالعباسية !!) يكفي جداً أن تحارب من أجل إثبات براءتك ونزاهتك وصدقك في قضية جنسية الوالدة لمؤيديك بعيداً عن الدعوات للتظاهر سواء لأي سبب يخصك أو يخص ما يحدث لمصر وللمصريين ( كفاااااااية جداً ) ما حدث بسببك ، وأما النار والبارود الذي تتحدث عنهما فأنت من وضعت الفتيل في البارود ولا زلت تمسك بيديك شعلة النار التي ستفجر الأزمات طالما تجد آذان مُغيبة منقادة وراءك كالقطيع ، ( عفواً أيها السلفيين لأنكم غضبتم عندما كتبت " حازم أبو إسماعيل وراعي الغنم " ولاقيت سباً على مدونتي الخاصة لأني فقط ناقشت كيف يقال عنه الصادق الأمين ) ولكن حال الإنسان ليس واحداً طول الأمد وكلنا قد نتعرض للخديعة فترات طويلة في حياتنا في من وضعنا جل ثقتنا فيه ، وها هم المنساقون يرجعون لرشدهم بعد أن اكتشفوا بئس السراب الذي كانوا يلهثون وراءه وأعلنوا عدم نزولهم لأي مليونية تدعو أنت إليها ، أحيي مصطفى النجار الذي قالها صريحة أنك أيها " الحازم " ( رأس الفتنة ) ، كفاك وسوسة في نفوس ناس تقودهم باسم الدين ، ألم تكتفي بكل هذا الخراب النفسي والدمار الإنساني الذي وصلنا له ليجعل أغلب الناس يفرحون في بنات سُجن فقط لأنهم كانوا يطببون الجرحى ، أو شباب كان ينقل الخبر بالصوت والصورة ، جعلت المصريين يفرحون في سقوط شهداء فيرقص المصري لقتل أخيه المصري فقط لأنه يمتلك " لحية " وقفت في وجه عسكري الجيش ، بعد أن أخذ الجميع حقه في ممارسة السياسة والتحدث فيها وبعد أن أخذ الكثير جداً فرصتهم في الشتم والسب والتطاول بداعي وبدون داعي أعدت مرةً أخرى الرمز المخيف المريب لــ ( اللحية ) لصاحبها ولمن يتعامل معها ، ما حدث سيعيد النظر من جديد لامتلاك لحية بعد أن كان مُضَيَّق عليها أيام مبارك وكان الناس يتقون إطلاقها خوفاً من الممارسات القمعية لأصحابها في منازلهم وفي المساجد التي يصلون فيها ، فقد تعاد تلك الممارسات لأنه لم نعد نميز هل صاحب هذه الذقن من أنصارك أم من حزب النور أم من الجماعة الإسلامية أم من الجماعات الجهادية والتكفيرية أم بلطجية مدسوسين ، كما فُعل في العباسية لاصطياد المعتصمين الفارين ببلطجية ملتحين على رؤوس الشوارع ..
يا أتباع أبو إسماعيل أعتقد أنكم تعلمتم الدرس هذه المرة فقد كان درساً قاسياً عليكم وعلينا ، لا تحلقوا الذقون ولكن احلقوا العقول مما نبت فيها من تغييب وطمس للتفكير يجعلكم تقعون في شرك الجهل وفخ التعصب ومصيدة الانتهازية ، لنيل هدف بدمائكم وأمنكم ودينكم وشريعتكم التي تتمنون تطبيقها على الأرض ..
بسم الله الحمن الرحيم : " قل أعوذ برب الناس ، ملك الناس ، إله الناس ، من شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس ، من الجنة والناس " ..
شيطان الجن الرجيم تظل تملك القدرة للسيطرة عليه طالما الضمير متواجد ، ومادامت النفس اللوامة بخير ، فيقنعك مرة بارتكاب الذنب ثم تسارع في طلب المغفرة والعفو من الله ، فتجاهده وتجاهد نفسك وهكذا تخطئ لتتوب لربك من جديد ..
أما شيطان الإنس فيتجسد أمامك لتواكب شره بكل حواسك ويدفعك للمعصية بكل حواسه ويبقى المفعول ممتداً طالما لم تكتشف أبداً أنه لم يكن الناصح الأمين كما ظننت ..
إذاً ، متى سيخرس الشيطان ؟؟ ..
المقال على مدونة هالة منير بدير
اقرأ أيضا: حازم أبو إسماعيل وراعي الغنم