هالة منير بدير تكتب: اقتل ذيل البُرص يا أبو حامد .. !!
قد تكون محق يا أبو حامد في أن جلسة مجلس الشعب اليوم مشهد يوحي بميلاد " ترزية " قوانين جدد .. ولكن ألا يستحق وضعنا الحالي بعد الثورة من غموض وضبابية للمستقبل أن " نُفَصِّل " قوانين خاصة لعزل من أفسد حياتنا لثلاث عقود وسيَنْسِف حياتنا وحياة أولادنا لعمر مديد قادم ؟!..
قد تكون محق يا أبو حامد في رفض قانون العزل السياسي الذي هرول عليه الأخوان بالرغم من تلكعهم في أخذ قرارات في أمور جسام أخرى آخرها التلكع في سحب الثقة من الحكومة ولكن ألا ترى يا أبو حامد أن الفلول يستحقون أن نكون ترزية " نُهييء " لهم قانوناً خاصاً يبدد كل أحلامهم في خلق مبارك جديد ؟!..
قد تكون محق يا أبو حامد ومعك العديد من النواب الثابتين على مواقفهم منذ البداية برفض قانون العزل (باستثناء مصطفى بكري الذي أخذه أعضاء حزب الحرية والعدالة والنور بالأحضان في انتصاره في موقعة البرادعي ) بأن الأخوان قد يكونون منحازين لهذا القانون كرامة للشاطر .. لكن ألا ترى أننا لابد وأن نضحي ونقبل بالمُر مؤقتاً لأنه يوجد ما هو اَمَرّ منه ؟! ..
قد تكون محق يا أبو حامد في عدم تصويتك للقانون بنصه ووضعه الحالي خصوصاً أنه لم يُطرح من البداية بعد ترشح عمرو موسى وأحمد شفيق .. ولكن ألا ترى أن مشهد ترشح عمر سليمان في آخر نصف ساعة قبل غلق باب الترشيح تحت حماية اللواء بدين يجعل الرعب يملأ صدورنا بأن التزوير قادم لا محالة وأن ساعة وفاة الثورة قد حانت ؟! ..
قد تكون محق يا أبو حامد في أن تشريع قانون مثل هذا ضد مجموعة من الأشخاص بعينهم ( دون ثبوت إفساد الحياة السياسية بحكم قضائي عليهم ) مخالف للدستورية ولكن ألا تؤمن أن الشرعية الثورية ودماء الثوار تجعلنا نغض الطرف عن هذا العوار الدستوري وتجعلنا ننقذ ما يمكن إنقاذه في جسم الثورة الذي يقف على شفا الهلاك ؟!..
قد تكون محق يا أبو حامد ولن ننساك وأنت تعرض فوارغ الخرطوش في مجلس الشعب وأن رئيساً ونواباً متلونين يسعون وراء صالحهم فقط خذلوك واتهموك بالعمالة والكذب .. ولكن لترجع الآن إلى فريق الثورة كما كنت .. لترجع مع حمزاوي وعصام سلطان والنجار والعليمي وغيرهم كما كنتم ، فقافلتكم لابد وأن تسير بكم أجمعين لأن كلاباً كثيرة تعوي وتنتظر فرقتكم ..
أبو حامد أنت محق في عدم نزولك للميدان غداً بعد دعوة الإخوان للنزول .. وبعد دعوة السلفيين لمناصرة أبو إسماعيل .. الإخوان والسلفيين الذين لم ينزلوا في أغلب أيام الجمعة في وقت كنا نُسحل ونُضرب ونُعتقل بحجة عجلة الإنتاج وبدعوى الاستقرار وعدم التخريب واتهام الثوار بالبلطجة وفي وقت كانت الدماء تسيل كان شباب الأخوان يقف جنوداً لأمن مركزي إخواني ليمنع التظاهر والمسيرات إلى مجلس الشعب ولكن لتدع ذلك جانباً .. فنحن نعزل بقايا أذناب النظام .. نعزل ذيل بُرص يستمر في الحراك واهماً الناس أن الروح فيه لينجو البرص برأسه .. ولكن اتضح أن هذا الذيل في وضعنا الآن أشد وأعتى من رأسه وهو فعلاً فيه حياة البُرص ..
اقتل ذيل البُرص يا أبو حامد .. فلا زال البُرص حياً ..