علاء الدين العبد يكتب: قبل أن تتم زراعة رأس للنظام
أتمنى أن تكون ظاهرة الترشح (اللاإرادي ـ كما أطلق عليها البعض) للرئاسة شئ إيجابي كما يراه البعض وأنه أصبح بمقدور كل مواطن مصري الترشح للرئاسة ، وأن ذلك من معطيات ثورة 25 يناير ، وألا تكون تلك الظاهرة كما أراها فيها شئ من التعمد ، يقف وراءها من يرغب في التهوين من شخص ومنصب رئيس وطن و بلد في حجم مصر ، فلا أعتقد أن أي مصري يحب بلده ووطنه يتمنى أن يأتيه رئيس ضعيف اهتزت صورته وشخصيته مُسبقاً...
إذا كان فعلاً في ذلك العدد شئ إيجابي فكان لابد من اجتياز المرشح للشروط المطلوبة وحصوله على 30 ألف توكيل قبل أن يحق له سحب الاستمارة حتى لا نرى تلك الطوابير التى أصبحت مسار سخرية وتهكم أكثر منها مسار إعجاب ، وحتى لا ينتظر الناخبون لآخر لحظة لكي يحسموا رأيهم من بين مرشحين للرئاسة مازالوا حتى الآن محتملين ويتم تشتيتهم وانشغالهم في النقاش كل يوم ما بين مرشح جديد ، طباخ ونجار وسباك ومصور وعاملة نظافة ولص تائب مع الاحترام للجميع ..
إذا كان ذلك شئ إيجابي وبمقدور كل مصري الترشح لأعلى منصب بالدولة ، وأنه حق منحته له الثورة حقاً ، أتمنى أن نجد ذلك الحق يسري إن شاء الله في القبول بالكليات العسكرية وسلك النيابة والخارجية وبهيئة التدريس بالجامعات ، وفي جميع المجالات والتخصصات ، أن تكون الأولوية للأكفأ وليس لعائلته أو واسطته أو مبلغ ونوع رشوته ، فنجد ضابط ووكيل نيابة ومعيد من أبناء فلاح أو عامل مصري بسيط وشريف ..
إذا كان ذلك شئ إيجابي كنت أتمنى أن يعترضوا ويصروا على تعديل المادة 28 من الإعلان الدستوري الخاصة بقانون الإنتخابات الرئاسية ..
إذا كان ذلك شئ إيجابي ، كنت أتمنى أن أرى الشرفاء من المرشحين المحتملين يثنوا د/ البرادعي عن قراره ، أو أراهم يدافعون عن حق د/ أيمن نور في الترشح ، فكلاهما لا نستطيع أن ننساهم و إن اختلفت أدوارهم ومشاركتهم ..
إذا كان ذلك شئ إيجابي فالأولى كما قال السيد / حمدين صباحي ( الذي أحترمه جداً ) أن رئيس مصر القادم يجب أن يكون من الميدان .. وأعتقد أن كثيرين سيوافقونه الرأي أيضاً حين يقول إنه سيشارك في الحلقة الثانية من الثورة، إذا لم يأت رئيس من الميدان يستكمل أهداف الثورة، أو إذا جاء رئيس غير معبر عن الثورة، مضيفاً أنه إذا جاء رئيس معبر عن الثورة واستكمل أهدافها سوف يدعمه ..
لكني أوجه كلامي للسيد / حمدين صباحي ، لماذا ننتظر لنرى هل يأتي الرئيس معبراً أم غير معبر عن أهداف الثورة ؟؟ ثم أنه يا سيد / حمدين صباحي ، هل يكفي أن يكون معبراً عنها أم أيضاً لديه القوة لتحقيقها ؟؟! ..
ألا توافقني يا سيد / حمدين ، أن القوة الحقيقية لأي رئيس دولة خاصة دولة تمر بهذه الظروف ، لن يستمد قوته الفاعلة إلا من خلال تأييد قوي من الشعب ، وهذا بالطبع لن يكون ،فلو إفترضنا أن عدد المرشحين النهائيين المقبولين سيصلوا الى أقل تقدير (8 ـ 10) أشخاص ، فيهم الفلول وفيهم الذيول ، ألا ترى أن الفرص والأصوات سوف تكون متباينة ومتقاربة، يعنى بحسبة بسيطة لن يأتي الرئيس القادم بأكثر من 20 % من الأصوات ، لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تقوي ضهر رئيس أمام مراكز قوى مازالت وستظل موجودة تحرص وتحافظ على مصالحها التى إستفادت منها في ظل النظام السابق ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي إصلاح يقترب من منطقة نفوذها ، فلا يكفي أنك لا تمانع في مبادرة لتوحيد الأصوات الثورية والليبرالية في فريق رئاسي يضم مرشحين معبرين عن الثورة ، بل يجب أن تسعى جاهداً إلى ذلك وأن تضع نصب عينك وعقلك أنه لا يجب أن تخذلوا مصر بشعبها وثورتها وتعلنها صراحة بكل وضوح وأن يتغاضى كل منكم عن أي طموح رئاسي وأن توجه ذلك إلى مؤيديك وليس فيه خذلان لهم ..
ولا تنسى أن تضم معك : د/ أبو الفتوح ، أ/ خالد علي ، د/ البرادعي ، د/ أيمن نور (إذا قدر الله و سُمح له)...
يا سيد / حمدين ، لقد لمنا شباب الثورة وائتلافاتها أنهم لم يتحدوا ولم يشكلوا الأحزاب وأن المجلس العسكري زرع وصنع ائتلافات تعمل لصالحه وهلل الجميع أنها ثورة شعب وثورة بلا قائد حتى تاهت وتمزقت بين صانعيها ومؤيديها ..
فهل ممكن فعلاً أن ينجح أربعة مرشحين فقط مخلصين ليس بينهم المجلس العسكري أن يعيدوا روح الثورة وأن يضحي كل منهم وينسى من يكون الرئيس..قبل أن تتم زراعة رأس للنظام ..