صفية عامر تكتب: لن أموت غيظا ... لكني سأموت حسرة !!!!!
من غباء تابعى الإخوان ومطبليهم هو اعتقادهم الراسخ أننا رافضين للإسلام وبالتالى فنحن نتصيد الأخطاء لأداء التيار الإسلامى على مستوى التصريحات وعلى مستوى الأداء البرلمانى. أعتقد أنه لا يوجد مجنون فى الكون يمكن أن يكون سعيدا وفرحا لتواصل سلسلة الفشل وعدم استقرار الأمور فى بلده ناهيك عن أنه ليس من كفار قريش ليتهم فى دينه إذا فرضنا خطئا وتجاوزا أنه لا حق لغير المسلم فى أن يحلم بوطن قوى ومتحضر.
لا أدرى عن أى إسلام يتحدثون ويتيهون فخرا وخيلاء رغم أنها أمانة ومسئولية تنوء بحملها الجبال إذا كانوا يتذكرون قوله تعالى " إنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" صدق الله العظيم.
الإسلام كما أعرفه هو من جعل أبو بكر الصديق فى أول خطبة بعد توليه الخلافة أن تكون أول كلماته "وليت عليكم ولست بخيركم". الصديق وهو من هو : المبشر بالجنة وثانى اثنين والصحابى الوحيد الذى سيدخل من كل أبواب الجنة أيها شاء نسى كل هذا وتذكر فقط أن المكانة الدينية لا علاقة لها بشئون الحكم والسياسة. أدرك عظم المسئولية وثقل الأمانة فتواضع لها وطلب المدد والعون الصادق بلا نفاق أو مجاملة "إن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى" ولم يميز تيار عن تيار أو فكر عن فكر بل طلبها من الجميع بلا استثناء بل زاد على ذلك بأن حدد ملامح الطاعة له وشروط الخروج عليه " أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم" وكررها العمرين بن الخطاب و بن عبد العزيز حين توليا الخلافة.
الإسلام كما أعرفه هو ما جسده عمر بن الخطاب رضى الله عنه. هو من قال لرأى معارض له "لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها" . هو من أراد تطبيق الحد على حادثة زنا رآها وحده بعينيه ويعلم مرتكبيها أثناء إحدى جولاته الليلية ولكن ما منعه عن التنفيذ ما ذكره به على بن أبى طالب كرم الله وجهه بأن عليه الاتيان بأربعة شهداء كنص القرآن الكريم ، فما بالكم بمن اتهم (بضم التاء) بالخيانة والعمالة على مرأى ومسمع من الجميع بلا سند أو دليل؟
إذا عدنا إلى خطبة عمر بن الخطاب حين تولى الخلافة سنجد أن أولوياته هى إقامة العدل والضرب على يد الظالم والإطعام من الجوع والأمن من الخوف : أيها الناس! إن لكم عليَّ خصالاً أذكرها لكم، فخذوني بها، لكم عليَّ أن لا أجتبي شيئاً من خراجكم وما أفاء الله عليكم إلا من وجهه، ولكم عليَّ إن وقع في يدي أن لا يخرج إلا بحقه، ولكم عليَّ أن أزيد عطاياكم وأرزاقكم إن شاء الله تعالى، ولكم عليَّ ألا ألقيكم في التهلكة، ولكم عليَّ أن أسد ثغوركم إن شاء الله تعالى.
هى نفس الألولويات التى أرقت عمر بن عبد العزيز :عن عطاء بن أبى رباح حدثتني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز: أنها دخلت عليه فإذا هو في مصلاه، سائلة دموعه، فقالت: يا أمير المؤمنين، ألشئ حدث؟ قال: يا فاطمة إني تقلدت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلّم فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، وذي العيال في اقطار الأرض ، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم.
الله سبحانه وتعالى لم يذكر قريش إلا بنعمتين فقط الإطعام من الجوع والأمن من الخوف. مطالب الثورة عيش .. حرية .. عدالة إجتماعية .. كرامة إنسانية . للأسف لم أر أى إجراء يصب فى هذه المطالب حتى تاريخه فقط نسمع عن غلق المواقع الإباحية ولحية ضباط الشرطة ولا حديث عن الجهل والفقر والمرض والأمن الغائب. وإذا كانت الحجة هى قصر المدة فكان من الأولى البدء وفورا فى تحقيق مطالب الثورة الأولى والقصاص لدم الشهداء والمصابين الذين أجلسهوهم حيث هم الآن.
على ذكر قصر عمر مجلس الشعب نود أن نذكر معلومة بسيطة أن مدة حكم عمر بن عبد العزيز كانت عامين وخمسة أشهر فقط حكم فيها الدولة الإسلامية على اتساعها وفاض فيها بيت المال وكان الأمن بطول الدولة وعرضها كأفضل ما يكون لأنه بدء وفورا فى اتخاذ الإجراءات والتدابير التى تحقق له ذلك.
إذن فهو الموت حسرة لفشل تيار كنا نحسبه يدرك مسئولية إدارة البلاد ويعى أولويات المرحلة جيدا وحزن لأمل كان طفيفا أن نجد تواضع الصديق وعدل العمرين ، لكن بعد كل هذا أعتقد أن من مات بغيظه بالتأكيد أفضل كثيرا ممن عاش بجهله وغروره.