عبد الغني الحايس يكتب: رسالة إلى المستشار أحمد رفعت

وإن حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل

سيدي المستشار أحمد رفعت  

تحية طيبة وبعد....

أعلم مدى نزاهتكم ونزاهة القضاء المصري وأنتم لا تصدرون أحكاما إلا من خلال أدلة وشهود ومستندات لكن أذكركم بأنكم كنتم تعيشون على هذه الأرض الطيبة والتي كان يحكمها المتهم الأول المخلوع مبارك وأنتم تعيشون مشاكل وهموم الناس من خلال القضايا المنظورة أمامكم أو في المحاكم وتعرفون مدى معاناة هذا الشعب الكريم الذي كان يحيا رغم كل الظروف قانع بما قسم له في حالة من الرضا والسخط معا والكبت والنفور ولكن هو مكبل اليد ولا حول له ولا قوة.

 

فدعنا نذكركم ببعض النقاط السريعة في حكم هذا المتهم وليكن حكمكم نابع من كل تلك الأحداث  فهو لم يقتل المتظاهرين فقط، وإنما قتل الشعب كله خلال ثلاثين عاما هي عمر حكمه ومسئوليته فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وهو لم يحفظ لا عهد ولا ميثاق ولا قسم بل عاش في الأرض عبثا وفسادا.

 

سيدي المستشار تذكر ثلاثين عاما حكم الرجل مصر منفردا ديكتاتورا معه كل الصلاحيات فهو وصل به الحد أن يتشبه بفرعون بل هو فرعون نفسه حتى احتل أسوأ رئيس في العالم عن جدارة.

 

فقد أحاط نفسه بحاشية السوء سيطرت على كل مقدرات وخيرات مصر ورعاهم وتغلغل نفوذهم وتصرفوا مع مصر كانها إقطاعية ونحن العبيد.

 

ولم يكتف بهذا بل مارس كل أنواع القمع والتعذيب والاعتقال والقتل لكل معارضيه وألغى دور الجمعيات والنقابات ولم يعد إلا صوته هو الكل من حوله يسبح بحمده ويسعوا إلى رضاه متناسيين أن الله هو القاهر الجبار.

 

حتى سعى إلى توريث ابنه من بعده فهو أستاذ التزوير في الانتخابات وانتشرت في عهده الرشوة والمحسوبية وكل ماهو سئ وتحول نواب الشعب على يديه إلى مجموعة من اللصوص ينهبون ويغتالون هم الآخرون في الشعب بدون وازع أو ضمير.

 

تذكر أن في عهده لا احترام لأحكام قضائية كثيرة وكان المجلس سيد قراره حاكمنا عسكريا وأهاننا أشد الإهانة وغاب العدل والقانون فكان هو القانون وأداته.

 

غاب في عهده دور كل المؤسسات من الأزهر والكنيسة والإعلام مرئي ومسموع ومقروء الكل يبغي رضاء السلطان الجائر الظالم ويتكلم بصوته ويقرأ بأفكاره هو فقط

خدعنا بمشاريع ومصانع وتشغيل المصريين وهم يموتون في البحث بحثا عن فرصة عمل.

 

حرقنا في مسرح بني سويف وفي العبارة السلام 98 وسالم اكسبريس وقطار العياط وحادث شرم الشيخ وهو غير مبالي وعندما حدث حادث الأقصر هب مسرعا من أجل أرواح الضحايا الأجانب.

 

نحن لم نساوي عنده الكثير لذلك أكلنا الغذاء المسرطن بالمبيدات المسرطنة وانتشر السرطان والالتهاب الكبدى والبلهارسيا والسكر وشلل الأطفال وأهمل المستشيفات الحكومية ومات المصريين من تدهور أحوال الصحة وهو عندما يشكو من البرد يذهب إلى باريس أو لندن، أي عدالة هذه سيدي القاضي أهذا هو العدل الذي تربو إليه،

إنه رجلا وحتى هذة الكلمة لا تنطبق على أمثاله من حثالة الناس الذين أهانوا أهلهم وكانوا حاقدين جاحدين لشعبهم فقد كثرت في حكمه حوادث الطرق 6 آلاف قتيل سنويا وبخلاف آلاف المصابيين وانتشرت الهجرة الغير شرعية هربا من جحيمه ومات الشباب غرقا وقبض على من ربح الحياة أسير سجون بلدان غريبة.

 

هجرت الكفاءت من أمثال زويل والباز ويعقوب والبرادعي وغيرهم كثيرين وانتشرت حوادث القتل والسرقة وتدنى المجتمع أخلاقيا وعلت أسهم البطالة وكثرت حالات الطلاق والعنوسة، أليس كل هذا سببا في إعدامه آلاف المرات إنه كان يقتلنا كل يوم لا بل لحظة في وجوده من الإهمال الجسيم الذي ارتكبه في حق شعبه.

 

العشوئيات التي ملأت كل أركان الجمهورية المصرية الأمية التي نحتل بها مرتبة عالمية، التعليم الذي أهمله وخلق جيلا برغم تعليمه فهو أمي، الدروس الخصوصية ورب البيت يئن من أحواله –انتشار ظاهرة أطفال الشوارع وتدني الأخلاق والتحرش الجنسي والبذاءات كل ذلك بسبب إهماله.

 

حتى المخدرات حصلنا في عهده الميمون على مركز متقدم فننفق 6 مليارات دولار سنويا على تجارة المخدرات، ألم تكفي كل هذه المصائب للحكم عليه بالإعدام شنقا آلاف المرات ولكن انظر معى سيدي القاضي إلى الآتي:

 

رجل حكم مصر ثلاثين عاما منفردا هو وأسرته الشوارع تحمل اسمه والمدن الجديدة والقديمة المكاتب والمدارس إنه تغلغل في كل شىء في حياتنا بدون منفعه أليس هذا ضرر نفسي يعاقب عليه.

 

أحاط نفسه بمجموعة من اللصوص يسرقوننا ويبخثون أثمان أرواحنا ولا أحد يستطيع حتى أن ينظر إلى عيونهم ونحن فتح لنا المعتقلات والتعذيب وإرهبنا بزبانيته من الشرطة وجلادين أمن الدولة فهل كان ينام قرير العين مستريح البال.

 

فقد تراجع دور مصر العربي والإفريقي وأهمل دول الجوار وحوض النيل وجعل دويلة مثل قطر يذكر لها دور فحسبي الله ونعم الوكيل فيه وفى سياساته.

 

لقد حظينا في عهدة بالمرتبة رقم 15 على دول العالم في انتشار الفساد فسلم البلد لرجال أعماله وخصخص الشركات وقبض العمولات وامتلأت خزائنه بالدولارات غير عابىء بعامل بسيط ولا أم ثكلى ولا طفل يبكى الجوع فاحتكر رجاله كل شىء الحديد والأسمنت وتحكموا فى أمور العباد وبددوا ملكية الشعب ونهبوا البنوك بدون وجه حق أو ضمانات وهربوا إلى بلاد العم سام ينعمون بأموالنا.

 

صدر الغاز إلى إسرائيل وتركنا نقتل بعضنا بعض من أجل أنبوبة بوتجاز ولتر بنزين، دعم الطاقة للكبار وترك الشعب يئن في الظلام، هم كانوا يأكلون الكيك والكرواسو ونحن نتقاتل من أجل رغيف العيش.

 

جرف الأرض الزراعية وقلصها وهدم الدورة الزراعية، رفع سعر الإيجار والمبيدات والكيماويات وخفض سعر المحاصيل هجر الفلاح أرضه عوزا وجورا وظلما وأنا واحد من هؤلاء.

 

أهملت السكك الحديدية ونحن أول من استخدمها في العالم وأهملت المواصلات ووسائل النقل والطرق وكثرت الحوادث وانتشر الفساد في الأرض.

 

سيدي القاضي لو جلسنا طوال شهور نفند مساوىء نظام حكم مصر ثلاثين عاما لن ننتهي من ذكرها فليس له حسنة حتى لو كانت له حسنات فسيئاته ترجح فالله يحاسب الناس بالعدل وتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة فمن رجحت حسناته فهو في عيشة هنية ومن رجحت سيئاته فسيصلى نارا حامية.

 

فلا تنظر إلى الأوراق أمامكم بل انظر إلى تاريخه مجملا هو ومن حوله من زبانية الفساد الشياطين وليكن حكمك منصفا عادلا فلن نرضى إلا بالعدل.

 

فأمامكم رئيس خان شعبه ورعيته وأنتم تعرفون جزاء الخيانة فلا يأخذكم به رأفة ولا رحمة ولا تدمع عيناكم لأنه ممدا على سريره فهو لو كان يحترم زيه العسكري لوقف شامخا يعتذر للشعب عما بدر منه ويقول أنا مستعد للمقصلة للتكفير عن كل سيئاتي وأخطائي معكم، إنما ظل في شيطانه يراوده خلق الفوضى ويصنعها حتى وهو ممد على سريره ومن حوله الأبالسه يستخدمون شياطينهم من الإنس خارخ المحبس يقذفون بالبلاد إلى السوء والتدهور والفوضى فهو لن يحاسب على قتل المتظاهرين قبل تنحيه فقط وبعد تنحيه أيضا من إحداث متتالية من محمد محمود وماسبيرو والداخلية ومجلس الوزراء إلى مذبحة بورسعيد.

 

سيدي القاضي أتوسل إليكم بصوت كل أم فقدت ابنها وكل أب فقد ونسه وصديقه وخليفته، وكل صديق فقد صديقه بصوت كل الثكالى والأرامل بصوت كل الدموع التي ذرفت على شهدائنا من 81 حتى الآن أن تحكم بالعدل وأن يكون حكمك شافيا للصدور ومهدىء للقلوب، ونحن نعلم علم اليقين أن الله لن يضيع حقنا وسنقتص منه يوم القيامة وأن الله عادل ومنصف ولايرد أبدا دعوة المظلوم، ولكن نريد حكما دنيويا يشفى صدورنا ويهدأ من روعتنا، فهلا أنصفتنا سيدي القاضي؟!

تعليقات القراء