مروان يونس يكتب: لقاء «هيكل ودراج وبشر».. بغرض المصالحة أم العفو المشروط؟!

فاجئني كاما فاجأ كثير من  المصريين لقاء دكتور عمرو دراج  ودكتور علي بشر القياديين بجماعة الإخوان بالكاتب الكبير حسنين هيكل، هذا اللقاء الذي شمل حسب ما سرب منه للإعلام حوارا حول الوضع المصري الحالي وآثاره على الأمن القومي وعلى جماعة الإخوان المسلمين وطرح بعض النقاط للتفاوض..
 
ولكن المثير حول اللقاء كان استمرار الإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولي في اللعب خارج رقعة الشطرنج للدولة المصرية والإطار القانوني لها، مؤكدين على استمرار حالة رفضهم لأي التزام بأي شكل شرعي للتفاوض مع الدولة الجديدة "دولة 30 يونيو" ومؤسساتها وقياداتها الانتقالية،  وذلك تحت ادعاء أن الشرعية لازالت مع د محمد مرسي...
 
إن شرعية د مرسي قد سقطت قبل 30 يونيو، سقطت بانقلاباته الدستورية الواحد تلو الآخر، سقطت شرعيته بانقضاضه على السلطة القضائية والقانون والدستور لينصب نفسه فرعونا فوق السلطات ومغتصبا سلطات ليست من سلطته، سقطت شرعيته عندما منعت ميليشياته المسلحة لشعب مصر من حقة في التقاضي ولو مع الرئيس وحاصروا المحاكم وروعوا القضاة محاولين استبدال شرعية د مرسي الدستورية بشرعية القورة وفرض الأمر الواقع على الشعب بكونة رئيسا له، ولذلك لم يكن 30 يونيو إلا الحلقة الأخيرة لإسقاط شرعيته بالقوة أيضا ولكن بقوة إرادة الشعب وتحرك الملايين للتعبير عن تلك الإرادة  من خلال ثورة 30 يونيو العظيمة والتي انضم فيها لإرادة الشعب جيش مصر العظيم...
 
لكن المؤسف ورغم كل ذلك أنكم ظللتم كجماعة في حالة إنكار للواقع، ومنه عدم الاعتراف بكل شيء و بأي شيء، وفَضَل تنظيمكم الدولي الاستمرار في العمل السري وطرق الأبواب الخلفية لفتح قنوات الحوار حفاظا على مكاسبه من ثورة يناير من خلال دعم استخدام العنف على كافة المستويات بالوطن وترويع المواطنين وتهديد أمنهم وسلامتهم، حتى أخذت محاولات الضغط طريقا لتهديد الأمن القومي المصري من خلال تمويل و دعم استمرار الإرهاب بسيناء في مواجهاته مع جيش مصر والتي أعلن البلتاجي أحد أهم قيادات الجماعة أنها لن تتوقف إلا بعودة مرسي العياط...
 
فنصيحة للإخوان، إن التفاوض على أساس ما لديكم من قدرات للميليشيات على الأرض واتخاذها للضغط لن يكون سبيلا حتى يتنازل الشعب عن حقوقه ومنها العقاب الجنائي لكل من اقترف جريمة في حق هذا الوطن وشعبه وأمنه القومي...
 
ولذلك فعليكم الوقوف وقفة حقيقية مع النفس لتدركوا أن بعد شهرين ويزيد من المقاومة و الإنكار أنكم خسرتم كل شيء، بداية من تعاطف المصريين وصولا للتنظيم و التمويل...
 
فإن كانت الجماعة تريد مصالحة حقيقية، فأنتم تعرفون قواعدها الثلاث، الاعتراف بالخطأ أولا ثم الاعتذار عنه وإعطاء الضمانات لعدم تكراره  وأخيرا عقاب المتورطين والمسئولين جنائيا عن أي أحداث...
 
فلا يغرنكم إن تنازلت بعض القيادات السياسية أو الاحزاب من المتوائمين أو الطامحين في أصوات الجماعات الدينية بالانتخابات القادمة عن حقها، ولتدركوا أن الشعب المصري لن يتسامح في حقوقه كما لن يقبل بأي شكل من الأشكال إعادة  إنتاج هذه التجربة أو تأجيل المواجهة بين مصر وبين الإرهاب تحت ستار استمرار التفاوض أو المصالحة الماسخة بلا قواعد في شكل هدنة لن توقف معاناة هذا الشعب...
 
فأعزائي د. عمرو دراج و د. علي بشر لتخرجوا من حالة الانفصال عن الواقع ولتواجهوا الحقائق التالية:
 
أولها: أن مصر وشعبها العظيم قد اتخذوا قرارا نهائيا ببناء دولة عظيمة وكبيرة لا مكان فيها للتشكيلات العرفية أو غير القانونية...
 
ثانيها: أن جيش مصر مدعوم بشعب عظيم قد قرر القضاء على الإرهاب بجميع أنحاء مصر وليس سيناء فقط وعقد العزم وماضي في ذلك مهما كلفه الأمر...
 
ثالثها: أننا في مصر بصدد بناء دولة قانون ولا مجال لأحزاب تحتكر الدين أو تصنف المصريين و تفرق بين المواطنين على أساس التكفير أو أحزاب تحمل السلاح وتحتمي بالميليشيات...
 
رابعها: أنه لا مكان بالحياة السياسية لأحزاب أو تنظيمات تتبع إرادة محفل دولي أو تشكيلات دولية  سرية تعلي إرادة تنظيمها على إرادة الوطن...
 
و أخيرا: فلن يكون هناك أي تفاوض مع شعب مصر من خلال الأبواب المغلقة أو من خلال قنوات الاتصال العرفية، كما لن يكون هناك مصالحة بل "عفوا شعبيا مشروطا" و ذلك على القواعد والقوانين والأعراف الدولية، كما أن التفاوض لن يكون إلا من خلال القنوات الشرعية والسلطة التي ارتضتها إرادة شعب مصر في 30 يونيو والتي فوضتها في 26 يوليو لمحاربة الإرهاب والذي بكل أسف تدعمونه إلى الآن.
 
تعليقات القراء