هالة منير بدير تكتب: الرئيس العريان .. !!

تذكرت جملة مبارك الشهيرة ( خليهم يتسلوا ) عندما رأيت أسلوب قادة حزب الحرية والعدالة في مؤتمرهم الأول ، يبدو أننا سنأخذ موقف التسلية قريباً كما كانت تفعل بنا حكومة مبارك ، صحيح أن خطابهم خلا من المعنى المجرد لهذه العبارة الشهيرة بما فيها من استهتار بالأطراف التي على النقيض ، ولكن أسلوب الحزب الوطني الجديد ( حزب الحرية والعدالة ) أن سياسة الحزب ومشروعه هو ( كلمة الشعب ) واختياره ، وأن المرتعشين الخائفين من الديمُقراطية ليس لهم وجود حقيقي وسط الشعب وأدمنوا الجلوس في مدينة الإنتاج الإعلامي ، لذا فكل من معنا أهلاً به باسم الشعب ، وكل من خالفنا فأهلاً به ولكن لن يكون ساعتها باسم الشعب ، وليتذكر من يخالفنا أن كلمتنا هي الأولى والأخيرة باسم الشعب أيضاً ..

يدَّعي السيد البلتاجي بأن من يقاطع اللجنة التأسيسية بأنه واهم وفوضوي !! هل أصبح البرادعي وحمدين الآن واهمون وفوضويون وهم أبرز المقاطعين والرافضين للجمعية التأسيسية بتشكيلتها الحالية وبمواد متنازع عليها ، وقد وعد الرئيس مرسي بإعادة تشكيلها ؟؟ للأسف تحاولون " حشر " كلمة الشعب في كل شأن مُختلَف عليه معكم ، تحاولون استمالة عقول الناس بكلمة " الشعب " أنه موافق على كل ما تقومون به ، طبعاً لأن شعاركم منذ زمن " الإسلام هو الحل " فبالطبع كل من خالفكم ويخالفكم وسيخالفكم هو ضد الإسلام ومن حزب الكفار ومن أنصار الشيطان !!

تصريح أدلى به عصام العريان على هامش المؤتمر الأول لحزب الحرية والعدالة بعدم ترشحه لرئاسة الحزب : " لم ولن أترشح للمنصب الذي كان يشغله الرئيس محمد مرسي ، وكل ما يقال ويُنشر في وسائل الإعلام شائعات ليس لها أساس من الصحة " .. تصريح ذكرني بالتصريحات السخيفة لحزب الحرية والعدالة بعدم تقديم مرشح لانتخابات رئيس الجمهورية ، ثم يفاجئونا بتقديمهم الشاطر مرشحاً ، ثم بعد أنباء عن إبعاده عن السباق فوجئنا للمرة الثانية وليست الأخيرة بتقديم " إستبناً " له لو تم إبعاده ، وبالفعل تم الاستبعاد ودخل مرسي السباق حتى أصبح الرئيس محمد مرسي .. وهكذا نفى العريان الترشح ثم أعلن في اليوم التالي سحب استمارة الترشح للمنصب بعد الاستشارة والاستخارة ولمصلحة الحزب .. ! كفى تصريحات لا تجنون منها إلا أنكم لا تعون ما وصلتم له من مناصب تُحاسبون فيها على همساتكم وسكناتكم ، أو أنكم تمارسون السياسة بالحظ كما يظهر لكم مناخ اليوم فتتخذون قراراتكم ، لأنكم أصبحتم مخيبين لآمال من وضع رجاءه فيكم اضطراراً أثناء سباق الرئاسة مع شفيق !!

لم أقم بمعاداة مرسي لأنه من الإخوان وناصرته ليصبح الرئيس ليس حباً فيهم ولكنه كرهاً للفلول ، وكنت أتضايق أشد الضيق عندما أجد ممارسات الاستهزاء أو الاستعداء لمرسي لمجرد أنه من الإخوان ولم يكن قد مر على حكمه أيام وطالبت بالصبر حتى يأخذ فرصته لإثبات كفاءته في الحكم وقد بدأ العد التنازلي لانتهاء المائة اليوم الموعودة والتي وُعِدنا أن نجد فيها الفرق الشاسع بعد حكم مرسي للبلاد وعلى عين الجميع لم يتم المراد كما كان يُخيِّلوه لنا .. !

لا تعدونا بأنهار من العسل ولكن عِدونا بنهر النيل نهراً للماء وليس نهراً للأمراض ! نعم لم تعدونا بأنهار العسل والسمن كما قال عصام العريان ، ولكن فلتعطونا عهداً ألا نرى السمن والمكرونة أثناء انتخابات مجلس الشعب القادم الذي تحسرتم على حله ، والذي تعدون الشعب باكتساح أكثر من 50% من مقاعده في الانتخابات القادمة ، لا أعلم من أين كل تلك الثقة وأن عدداً ليس بالهين يُبْدي حسرته وندمه أنه أعطى صوته لمحسوب على الإخوان يوماً ؟! إلا إذا جرت أنهار العسل والسمن كما تقول تغدق بخيرها على البسطاء تشتري أصواتهم ليجلس في النهاية أعضاء من الحرية والعدالة والنور تحت قبة البرلمان يكفرون كل فئات الشعب وكل من ليس على كلمتهم !!

تدعون أن من ليس متوافقاً في اللجنة التأسيسية للدستور معطلاً للديموقراطية لأن اللجنة اختيار الشعب !! وهل اختار الشعب هؤلاء الأعضاء ؟! هل فقط لأن تم ترشيحهم والتصويت عليهم من قبل أعضاء مجلس الشعب يصبحون اختيار الشعب وقد اشتكى الأعضاء أنفسهم بأن أغلب هؤلاء الأسماء غير معلومة للجميع فقد تم ترشيحها دون ذكر مسمياتها الوظيفية في الأصل ؟؟ ..

تعدون بحملة " اعرف دستورك أولاً " لتوعية الشعب بالدستور قبل التصويت عليه وأن هذه الحملة ستصل للناس في منازلهم ، ولكن أسأل كيف ستكون آليات هذه الحملة ؟؟ ؟؟ هل ستصعد أعضاء الحرية والعدالة من السيدات باللابتوب للبيوت لتعريف قريناتهن بمواد الدستور بالفعل أم ستقنعهن بأنه يجب التصويت بنعم في الاستفتاء لمجرد أنه تحت مسمى تطبيق الشريعة الإسلامية وأن من يقول " لا " معادٍ لله ولرسوله ، أم ستقومون بطباعة المنشورات وتعليق اللوحات القماشية بأن من سيصوت بنعم سيدخل الجنة ومن سيصوت بلا فإن مصيره جهنم وبئس المصير كما يدعي أنصاركم من السلفيين على كل من ينتمي لحزب ليبرالي أو يساري ؟؟ أم ستجلسون حول اللجان لدفع الناس للتصويت بنعم بالرشوى والهدايا ؟؟

لن نحاسبكم أو نسألكم عن فساد وخراب ثلاثين عاماً مضت ولكن مشروعكم " مشروع النهضة " واهٍ لم ترتسم له أي ملامح على الأرض ، ليست له أي بصمة ملحوظة في الواقع ، أين برامج الصحة في المشروع المزعوم لتعالج إضراب الأطباء في مطالبهم بتحسين منظومة الصحة ؟ ألم يروا القائمين على هذا المشروع الصور البائسة لحال مستشفيات مصر المحروسة من أسرة تأبى الكلاب النوم عليها ، ومن أجهزة متهالكة أقل ما تقوم به إن لم تكن سبباً لموت المريض أن تكون بؤرة لنقل العدوى من واحد للآلاف ..

نريد أن نرى أي دليل ولو على الورق أن هناك ما يُدعى بمشروع للنهضة .. ونذكر أن موقف التسلية لو تنوون به لمعارضيكم فلن يدوم طويلاً وأنتم الأكثر دراية كيف انتهى بنا من قبل موقف المتفرجين .. إنها الثورة ..

 

أصل المقال على مدونة هالة منير بدير

تعليقات القراء