محمد عز الدين يكتب: رسالة إلى (الرئيس) المنتظر

د. محمد مرسي، تماشيا مع النتائج غير الرسمية للانتخابات، أصبحت -شئنا أم أبينا- أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، ولك الشرعية كاملة، مثلما أؤمن أن مجلس الشعب المنحل -للأسف- يحملها هو الآخر، لأن المصريين البسطاء قبل النخبة أختاروكم لتمثلوهم خلال فترة عصيبة تمر بها مصر لتنتقل من حكم العسكر إلى حكم الشعب لنفسه -بعيدا عن مقولات الدولة الدينية والدولة المدنية والعلمانية واليسارية...إلخ- وعليك أن تعلم قدر المسؤولية الملقاة على عاتقك بما تحمله من مواجهات الله أعلم بقدرتك على الصمود فيها، خصوصا مع ارتباطك الأبدي بمكتب الإرشاد الذي يعتمد دوما(المرونة السياسية) كمبدأ لا يحيد عنه كما شاهدنا من بعد الثورة، أنت تمثل الشعب كله بطوائفه جميعا فلا تعط أذنك لطرف واحد فقط، بل كن خير راع لرعيتك، واتق الله في نفسك وفيهم.
سيادة الرئيس (المنتظر)، يعلم الله أنني لا أثق فيك ولا في جماعتك الإخوانية، فأنا كشاب شارك في الثورة منذ يومها الأول، وعاصر تواجدكم منذ يوم ٢٩ يناير، ووقوف شبابكم في صفوف الأحرار خلال (موقعة الجمل)، ثم خاض بنفسه غمار المعركة أيام محمد محمود ومجلس الوزراء، وشاهد بأم عينيه خيانتكم للثوار ودماء شهدائهم، وإهداركم لحقوقهم من أجل المناصب السياسية، وواجه شبابكم ذاته عند مجلس الشعب عندما اختار صفوف الطاعة العمياء وتناسوا حق الحرية ورفاق الدرب الثوري، لم يعد في ضميري مساحة لتقبلكم مرة أخرى، ولكنني كمصري أؤمن بحرية الرأي من الواجب أن أقبل نتيجة الصندوق وأرضى بقرار رفقائي في هذا الوطن العظيم، وأن أقف بجوارهم في مساندتك ومساندة المؤسسات المنتخبة في مصر إلى أن ننتصر على الظلم ونقضي على أذناب النظام السابق.
رئيسنا المنتخب، ثق في قدرة هذا الشعب على مواجهة كل المصاعب في مساندتك -ما دمت تحكم بالعدل- لا تنس أبدا أن كتلتكم الانتخابية كإخوان لا تبلغ حتى نصف الأصوات التي حصلت عليها في جولة الإعادة، لذا عليك أن تحافظ على حق الجميع وأن تثبت صحة قرارهم في انتخابك كممثل للثورة، ولك أن تعلم أنني مع العديد من رفاقي الثوار، قاطعنا ولم ننتخبك، لكننا سنترك الفرصة أمام أنفسنا قبل أن تكون أمامك كي ترفع راية الحرية والديموقراطية ونسير معك ومع بقية الاتجاهات الثورية نساندك ونواجه من يحاول إيقافك قبل أن تواجهه، آملين في نصر الله عز وجل.
أخيرا، نحن في صفك إلى أن ترحل بعد أربع سنوات من الآن أو ثمان على الأكثر -بشرط العدل- لأننا لن نقبل بدكتاتور آخر، ولا بنظام فاسد من جديد، فلا تحاول التلاعب بنا ولا تتبع هواك وتظن أننا ضعفاء أو يخدعك فكرك ويصور لك أننا كشباب غير منظم لن نقدر على مواجهتك إن حاولت فرض الظلم على هذا الوطن، فنحن من أسقطنا الفرعون القديم ونؤمن -لثقتنا في عدل وقدرة الله تعالى- بأن لدينا القدرة على إسقاط أي فرعون غيره، مهما زادت عشيرته وتفشى جبروته.
ولا أذكرك في النهاية إلا بقول الله تعالى "وإذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل" صدق الله العظيم، وكفى بالله وليا ونصيرا.

تعليقات القراء