دينا مصطفى تكتب: أسوأ ما فيهم وأفضل ما فينا

أتذكر جيدا هذه الأيام من العام الماضي، كان التفاؤل يملأ قلوبنا وكانت لدينا رغبة بل و إصرار على النهوض بمصر.

 

العديد من الاقتراحات التي انهالت من هنا وهناك لمشاريع قومية ومبادرات فردية لحل مشاكل العشوائيات والبطالة والتعليم والفقر، وهل نبدأ بحل مشاكل الكهرباء أم المياة والصرف الصحي أم الطرق والكباري..

 

أتذكر جيدا مشاهد الشباب وهم ينظفون الشوارع والأحياء بمبادرات فردية لتنظيف مصر دون عمل لجان تقصي حقائق ولا جمع بيانات ولا لوائح ! وأنا أرى حماسهم الذي ألهم العالم لتصل أحلامهم إلى عنان السماء وهم يحلمون بمصر مثل الصين واليابان ودول العالم المتقدم..

 

أتذكر وأضحك على "طيبة قلبنا" و قد وضعنا ثقتنا العمياء فيمن لا يستحق وقد سحق أحلامنا و ثقتنا معا دون أن يشعر بفداحة ما فعل، بل ويستكمل تمثيليته الهزيلة "بالرئيس التواطُئي" التايه يا ولاد الحلال يبحث عنه في الظلام لينكل بنا وليكون هو سببا في "البقاء الآمن" الذي يبحث عنه وليذهب الشعب الذي قام بالثورة إلى الجحيم

 

ولكني أطمئن كل يد خبيثة عبثت بمصر وقتلت شبابها في محمد محمود وأمام مجلس الوزراء وماسبيرو وبورسعيد وكل من أغتيل غدرا وظلما وخسة، الأطفال والشيوخ والنساء و الشباب الأطباء والمهندسون، زهور مصرالذين دفعوا ثمنا غاليا للثورة المنكوبة التي لم تمر بيوم سعيد بعد الحادي عشر من فبراير قبل الماضي..

 

أطمئن كل الخبثاء الذين يضحكون وينتشون بما فعلوا بأبناء مصر طوال عام كامل بأن مصر مازالت عامرة بأبنائها، ورغم اليأس الذي تسلل إلى قلوبنا أستطيع أن أشعر ببقعة ضوء صغيرة تسكن داخل قلبي تؤكد لي حقا وصدقا، إيمانا ويقينا أننا سنسترد الثورة لأن هؤلاء الذين أرادوا الشر لمصر بأسوأ ما فعلوه فينا أخرجوا أفضل ما فينا.. "اليقظة"..

 فقد أيقظونا من ثبات عميق كنا نغوص فيه دون أن ندري..

 

تلك اليقظة التي جعلت المصريين لا ولن يهدأوا ولن يرتاح  لهم بالا إلا عندما يتحقق لهم ما تمنوه , نحن على موعد مع الفرح إذا ولو كان مؤجلا ولو بعد حين .

تعليقات القراء