أمر عادي في دول كثيرة.. لماذا يعاني الأوروبيون في درجة حرارة تبلغ 40 ؟
الموجز
تواجه أوروبا منذ نحو أسبوع موجة حرّ عاتية ساهمت في اندلاع عشرات الحرائق التي يواجه المختصون صعوبة بالغة في إخمادها في عدة بلدان أبرزها إسبانيا والبرتغال وفرنسا.
ووفقاً لوسائل إعلامية، فإن تم تسجيل درجات حرارة قياسية في الدول المذكورة أعلاه ما أدى إلى مئات الوفيات، مشيرة إلى انه قد يصل عدد الوفيات إلى الآلاف إذا استمر الحال كما هو عليه الآن.
وتقول مريم زكريا، عالمة المناخ في إمبريال كوليدج لندن (الكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب)، في تصريحات نقلتها قناة "يورو نيوز"، إن المباني في العديد من البلدان الأوروبية لم تصمم بطريقة للتحمل درجات تفوق الـ25 درجة مئوية.
وأشارت "زكريا" إلى أن هذه المشكلة الهندسية أخطر في شمال أوروبا، حيث تم بناء معظم المنازل للحفاظ على الحرارة لمساعدة السكان على تحمل البرد بشكل أفضل، ما يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة في الأماكن المغلقة أثناء موجة الحر.
وأضافت أن هناك فقط جزء ضئيل من المباني بشكل عام مجهز بمكيفات الهواء.
وتابعت مريم زكريا أن المدن التي لم يتم بناؤها لتحمل درجات الحرارة المرتفعة أيضاً في كثير من الحالات لا تمتلك البنية التحتية المناسبة للحفاظ على برودة الناس، كغياب المساحات الخضراء والفيء والمياه.
هل هذا هو الاحتباس الحراري؟
تسبب الاحتباس الحراري، الناتج عن التلوث وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، في اشتداد حدة موجات الحرارة وزيادة تواترها في جميع دول أوروبا والتي من ضمنها بريطانيا التي سجلت رقما قياسيا لأعلى درجة حرارة في تاريخها على الإطلاق اليوم الثلاثاء، بقراءة بلغت 40.2 درجة مئوية وفقا لمكتب الأرصاد الجوية في البلاد.
وفي 2019، كانت أعلى درجة حرارة سجلت سابقاً في بريطانيا هي 37.7 درجة مئوية في كامبريدج في جنوب شرق انجلترا.
ونقلت القناة عن نيكوس كريستيديس، عالم المناخ بمكتب الأرصاد الجوية، أن تغير المناخ "أثّر بالفعل على احتمال بلوغ الحرارة درجات قصوى في المملكة المتحدة".
وأضاف كريستيديس: "قد تكون فرص رؤية أيام تتجاوز فيها درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية في المملكة المتحدة في المناخ الحالي أكثر احتمالاً بعشرة أمثال مقارنة بالمناخ الطبيعي الذي لم يكن يتأثر بأفعال البشر"، على حد تعبيره.
وتقول القناة، إنه إدارات المتاحف وأماكن أخرى مكيفة الهواء في فرنسا فتحت أمام العموم مجانا، كما تمّ تمديد ساعات فتح المسابح. لدى السلطات البلدية أيضاً سجلات مخصصة للمعرضين للخطر، خصوصاً المتقدمين في السن أو الذين يعيشون وحدهم.
وفي لندن، أقامت السلطات هذا الأسبوع نقاط مياه مجانية، وأعلنت عن أحكام طارئة لمن ينامون في ظروف قاسية.
ويصف سيوكي فيليب، من المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية، هذه الإجراءات بـ "الطارئة"، قائلاً إنه بخلاف ذلك، تحتاج الدول الأوروبية إلى خطط عمل طويلة الأجل بشأن مسألة ارتفاع الحرارة. وهذا يعني زراعة المزيد من الأشجار في المدن، وبناء منازل مقاومة للحرارة، وإعادة تأهيل المباني وإنشاء أنظمة إنذار مبكر قوية.
ودعا الاتحاد الأوروبي المسئولين في المدن والحكومات لاتخاذ هذه الإجراءات، حيث قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية سابقاً هذا الأسبوع إن "التكيف مع تغير المناخ أمر أساسي ويجب أن يصبح أسرع وأذكى وأكثر منهجية".