بعد الحرب الأوكرانية.. المصريون يأكلون القمح الهندي لأول مرة في حياتهم.. ما عيوبه ومزاياه؟
الموجز
يبدأ المصريون في تناول القمح الهندي للمرة الأولى بعد اعتماد الحجر الزراعي بوزارة الزراعة الهند كمنشأ جديد للاستيراد، إذ أعلن السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، اعتماد دولة الهند كدولة منشأ لاستيراد القمح وفقا للتقرير الذي تلقاه من الدكتور أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعي المصري فما هي عيوب هذا القمح ومزاياه، والذي سيتناوله المصريون خلال الأيام المقبلة للمرة الأولى.
وضع معايير محددة لاستيراد القمح الهندي
ووفق الدكتور أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعي في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة 24" فإن لجنة من الحجر الزراعي المصري سافرت إلى الهند ووافقت على استيراد القمح وفق معايير وشروط ومواصفات محددة، لاستيراد القمح الهندي، وأن اللجنة راعت معايير الصحة النباتية عند وضع الشروط والتي تؤكد خلو القمح من أية آفات زراعية قد تصيب البيئة المحلية المصرية.
وحسب مصادر مطلعة بالحجر الزراعي المصري؛ فإن وفدًا من الحجر الزراعي أجرى زيارات ميدانية للحقول ومخازن الحبوب بأقاليم مختلفة مثل إقليم ماديا براديس، والبنجاب وغيرها من أماكن زراعة الأقماح، حيث يجري الحصاد هناك فضلا عن قيام الوفد المصري بزيارة مدينة ممباي للاطلاع على إجراءات التصدير والمعامل الحكومية المعتمدة من الحجر الزراعي الهندي، لافتة إلى أن من مزايا القمح الهندي أن سعره مناسب وجودته أيضا.
وأوضحت المصادر أن التقرير الفني انتهى من الدراسة إلى وضع الاشتراطات الفنية الخاصة بمعايير الصحة النباتية واللازمة لاستيراد القمح التمويني الخاص بإنتاج الخبز، وكذلك باستيراد قمح الديورم واللازم لصناعة المكرونة وغيرها من المنتجات الغذائية، كما بحث الوفد المصري مع مسؤولي وزارة الزراعة الهندية وممثلي الحجر الزراعي الهندي إمكانية تعزيز التعاون بين الجانبين.
وأوضحت المصادر أن الحجر الزراعي المصري يعمل على تنفيذ خطة لتنويع مناشئ الاستيراد بالاضافة إلى فتح الأسواق الجديدة أمام صادرات مصر الزراعية لضبط الميزان التجاري مع الدول المختلفة، والحد من أية مخاطر على سلاسل الإمداد والتوريد.
الهند تعد من ضمن الأربع دول الأكثر إنتاجية
ومن جانبه قال الدكتور رضا قمبر، رئيس قسم القمح بوزارة الزراعة إن قرار الحكومة باستيراد القمح من الهند يرجع إلى رغبتها في تنويع مصادر القمح من عدة مناشئ خارجية، وأن الهند تعد من ضمن الأربع دول الأكثر إنتاجية، لافتًا إلى أن مواصفاته القمح الهندي جيدة، وسعره مناسب وأن العديد من دول شرق آسيا والخليج تعتمد عليه.
ومن جانبه قال الدكتور نادر نور الدين، مستشار وزير التموين الأسبق، إن الصين هي أكبر دولة منتجة للقمح تليها الهند ثاني أكبر منتج، وتأتي فلسفة البلدين لتحقيق الاكتفاء الذاتي أولًا، ثم بعد ذلك يأتي الاتجاه إلى التصدير، مضيفًا أن الصين اعتمدت على زيادة المخزون الاستراتيجي عاما بعد عام، حتى وصل المخزون الاستراتيجي للقمح لدى الصين لنصف المخزون العالمي.
وأوضح مستشار وزير التموين الأسبق، أن اللجوء إلى المنشأ الهندي جاء بسبب قرب المسافة عن طريق موانئ البحر الأحمر، لافتًا إلى أن وزارة الزراعة اعتمدت على القمح الهندي بعد دراسة مواصفاته وتبعيته للتقسيم العالمي، كما أخضعت جودته وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة وهيئة السلع التموينية.
ووأوصى نور الدين: لتلاشي انتقال بعض أمراض النبات ينبغي أن يخضع القمح الهندي لمعايير هيئة السلع التموينية، بحيث لا تتعدى نسبة الأتربة 00،1%، والحشائش الغريبة التي تنبت في محاصيل القمح لا تتعدى 0،1%، بجانب خلو المحاصيل من أي بذور وأمراض غربية غير موجودة في مصر، بحيث لا تنتقل إلى الزراعات المصرية.
وأشار نور الدين إلى أن الهند مستورد مؤقت للقمح نظرًا لأن الهند تسعى لتحقق الاكتفاء الذاتي، ولا تدخل سوق التصدير إلا بكميات قليلة جدًا، كل عدة سنوات، بحيث لا تتخطى صادراتها 5 ملايين طن، وفقًا لبورصة الحبوب العالمية، مضيفًا أن دول الوفرة وهي التي تصدر القمح بنسبة مرتفعة منها الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مصدر بـ 20 مليون طن، تليها كندا 17 مليونا، ثم الأرجنتين، وأستراليا، وفرنسا، وأحيانًا المجر ورومانيا بحدود 5 ملايين طن.