حبيب العادلى عاقبه لأنه ضابط فاشل .. أول رد فعل لزوجة الشهيد محمد مبروك فور علمها بإستشهاده .. الشهيد مبروك كان يرعى والدة محمد عويس .. اعترافات الضابط الخائن أمام النيابة .. قصة خيانة سيذكرها التاريخ
الموجز
اعترافات الضابط الخائن محمد عويس الذي سهل تنفيذ العملية الإرهابية باغتيال المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني الذي استشهد مساء الأحد 17 نوفمبر 2013 أمام منزله بمدينة نصر، والذي أصيب بـ12 طلقة في أنحاء متفرقة من جسده.
المقدم الخائن محمد عويس كان صديق مقرب للشهيد محمد مبروك لدرجة ان الشهيد مبروك كان ينقل والدة محمد عويس للمستشفى و يقوم برعايتها.
عويس ضابط الشرطة سليل أسرة ميسورة الحال ابن تاجر رخام ثري وصاحب مصنع بجسر السويس، كان من الأصدقاء المقربين للشهيد المقدم محمد مبروك، وكان دفعته فى كلية الشرطة فى نفس السرية فى السنة الثانية من الدراسة، وظل التواصل بينهما قائما حتى بعد انتهاء الدراسة، وكان الشهيد مبروك كان يصطحب والدة "عويس" للأطباء والمستشفيات ويرعاها في غيابه.
نفس السرية فى السنة الثانية من الدراسة
قال الضابط الخائن في التحقيقات إن الضابط مبروك كان دفعته فى كلية الشرطة فى نفس السرية فى السنة الثانية من الدراسة، مؤكدا أن مبروك كان خفيف الظل ومن ضمن أصدقائه المقربين، وظل التواصل بينهما قائما حتى بعد انتهاء الدراسة، وأنه كان يعمل في الإدارة العامة لمرور القاهرة ولم يكن ملتزما دينيا وكان يعتاد شرب الخمر وتعاطى مخدر الحشيش حتى وفاة والده فى 20 مايو 2005، فقرر التوقف عن شرب الخمر وبدأ فى الصلاة متقطعا، وكان يشجعه زميله الضابط تامر بدوي بإدارة التخطيط والبحوث، وبدأ صديقه في دعوته للصلاة وبعدها عرض عليه حضور دروس لأحد مشايخ الفكر السلفي الجهادي محمد حلمي بشقة صديق له يدعى تامر العزيزي بجوار كنيسة سانت فاتيما فى مصر الجديدة.
وأضاف أنه حضر 15 درسا عن السيرة النبوية وعذاب القبر وكيفية الوضوء الصحيح وبعض العبادات، واستمر ذلك حتى عام 2006 ومن بعدها انشغل في حياته الخاصة وخاف من حضور الدروس الدينية بعدما تم القبض على زميله بدوي لعلاقته بتامر العزيزي المتشدد دينيا، خلال ثورة 25 يناير عادت العلاقات وثيقة بين الضابط محمد عويس و تامر العزيزي حينما أحرقت أقسام الشرطة واتصل به الثاني للإطمئنان عليه، من بعدها دعاه ليراه في شقته بسانت فاطيما وأكد له أن ما يحدث في مصر من علامات يوم القيامة خاصة مع تزامن الثورات في باقي الدول العربية، وذهب مع العزيزي لتلقى دروس على يد شخص كان يعقدها فى مسجد الإيمان بمكرم عبيد أسبوعيا بعد صلاة المغرب، وكانت الدروس تتحدث عن كيفية تطبيق الشريعة الإسلامية، وأشار إلى أن محمد بدوي وتامر العزيزي بدأ يسألانه عن الضباط الذي يظهر معهم في الصور وكان من بينهم الضابط المقدم محمد مبروك، ويرد عليهم وبعدما علم باغتياله قال «كنت أظن أن سؤالهم عن ضباط الأمن الوطنى كان بهدف إبعادهم عن القطاع كنوع من الانتقام ولم يتوقع أنه من الممكن أن يهددوا حياة أى أحد من زملائه»، فواجهته النيابة بالتحقيقات بأنه حصل على أموال مقابل الإرشاد عن تفاصيل تخص صديقه، وفق اعتراف متهمين آخرين ليقر بذلك.
وأشار فى تحقيقات النيابة، إلى أنه فى غضون شهر ديسمبر عام 2012، هاتفه المتهم الثانى والأربعون طالباً لقاءه، فالتقاه فى حضور المتهم الثالث، وأفصح له الأخير عن قيامهما بجمع بيانات ومعلومات عن أسماء ضباط جهاز أمن الدولة،، طالباً منه إمداده بمعلومات عنهم، وخصَّ منهم الضابط وائل المصيلحى، والضابط محمد محمدين، والضابط أحمد سامح، وعرض عليه حينها المتهم الثالث قرابة سبع صور على هاتفه المحمول لضباطٍ طالباً إمداده ببياناتهم، وأنه على إثر إضافته المتهم الثالث، صديقاً له على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، عرض عليه المتهم الثالث، صورة نشرها المتهم على حسابه، جمعته وآخرين منهم المجنى عليه محمد مبروك، طالباً إمداده بالمعلومات عنهم، وبيان من سبق عمله بجهاز مباحث أمن الدولة.
ولفت "عويس"، إلى أنه لطبيعة عمله بشرطة المرور، متاح له الاطلاع على بيانات السيارات والمسجلة بأسمائهم وعناوينهم وأرقامهم القومية، أياً كانت جهة ترخيص السيارة، وكذا الاطلاع على بيانات رخص القيادة، وفى إطار ذلك طلب منه المتهم الثالث، الاستعلام عن بيانات سيارة بحجة اعتزامه شراءها، فكشف عليها وتبين أنها مملوكة لمسيحى، وأن المتهم الثالث، حضر إليه بمكتبه، بوحدة المرور مقر عمله، مرتين، ومكث فى إحداهما بالمكتب بمفرده مدة قاربت من النصف ساعة.
كان الضابط محمد عويس ضابطا فاشلا وتم تحرير مذكرة ضده لاتهامه بالتقصير فى عمله، وأمر وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى بإلغاء الحافز الشهرى له، وحينها شعر بظلم وقع عليه، وشرح لمدير أمن القاهرة آنذاك اللواء نبيل العزبى ما حدث معه، فتم توقيع عقوبة خصم 3 أيام من الراتب خُفضت بعدها إلى يوم واحد فقط، وتم نقله لإدارة التخطيط والبحوث الفنية بالإدارة العامة للمرور، وتدرج حتى ترأس وحدة مرور نادى القضاة بشارع شامبليون، وقدم له صديقه الضابط تامر بدوي كتاب بروتوكولات حكماء صهيون ليعلم أن أمريكا وإسرائيل تسعيان للسيطرة على العالم من خلال محاربة الإسلام.
زوجة الشهيد محمد مبروك: «أخفيت استشهاده عن الأولاد وقولتلهم سافر جنوب أفريقيا»
أعادت تفاصيل اغتيال المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية ضمن أحداث مسلسل الاختيار 2 إلى الأذهان تفاصيل الوقائع التى تؤكد بالأدلة والشهود على جرائم جماعة الإخوان الإرهابية عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين، تلك الأحداث كشفت الوجه القبيح الإرهابى لاقتحام عناصر جماعة الإخوان المسلحة باغتيال عناصر من أفراد القوات المسلحة والشرطة واستهداف مؤسسات عامة والتخريب العمدي لها وقطع الطرق وحيازة أسلحة نارية بدون ترخيص.
وقالت رشا زوجة الضابط الشهيد محمد مبروك : «أنا احتسبت زوجي عند الله من الشهداء لقد كان محمد وحيد والده ووالدته ورغم ذلك كان رجلا بمعنى الكلمة وذو شخصية قوية وكنت أتعجب كثيرا عندما أجده لا يخاف من أحد وعندما أتعجبه وأساله عند عودته في السادسة صباحا من العمل أيام الحظر يرد أنه يتوكل على الله وهو حسبه».
وتضيف لقد كان محمد خلوقا ومحترما وحنين على والده ووالدته وأهل بيته وكان يفرق في التعامل بين بيته ويعمله ولا يشعرنا بأي خطر وكان يوم استشهاده هو يوم إجازته بعدما قضى 3 أسابيع في عمل متواصل، وكان الأولاد والتي كانت أكبرهم وقت استشهاده زينة عمرها 12 عام ومايا 10 سنوات وزياد 7 سنوات لا يعلمون باستشهاد والدهم وكنت أقول لهم أن والدهم في مهمة في جنوب أفريقيا ولا يوجد اتصال متاح هناك.
وأكدت قائلة : محمد خرج يوم الحادث من المنزل في تمام الساعة 9:20 مساءا، وقال لي أنا هابات في الشغل النهاردة عشان عندى مأمورية وطبع قبلة علي جبين أولادنا، وراح يشتري مستلزماتهم والأطعمة والحلوى التى يأخذونها قبل ذهابهم للمدرسة وبعتها مع حارس العقار وتوجه لمقر عمله في جهاز الأمن الوطنى بمدينة نصر، وحاولت اتصل بيه بعد كده الساعة 9:35 مردش وكلمته تانى مردش افتكرت أنه مشغول وسيبته شوية وقولت هيكلمنى لما يخلص.
وأشارت قائلة: فوجئت بعدد من زوجات الضباط زملاؤه في العمل يتصلون بي واحده تلو الأخرى وفي صوتهم نبرة غريبة للاطمئنان علي، فتسلل القلق لقلبي وحاولت الاتصال به بعد ذلك لمعرفة سبب اتصال زوجات زملائه بهذه الصورة ولكنه لم يرد أيضا، وكررت الاتصال حتى فوجئت بأحد الاشخاص يرد علي هاتفه وقال لي محمد في مكان أحسن من اللي احنا فيه وهو دلوقتى في مكان أفضل من اللي أنا وإنتى موجودين فيه دلوقتى.. البقاء لله.