بعد ثبوت رؤية الهلال.. موعد صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وفضلها وحكمها

أكد فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن المملكة العربية السعودية أعلنت أن غد الخميس، هو أول أيام شهر ذي الحجة وأن الجمعة 8 يوليو هو وقفة عرفات والسبت 9 يوليو أول أيام عيد الأضحى المبارك لعام 1443 هجرية.

وبذلك يبدأ صيام العشر الأوائل من ذي الحجة من يوم الخميس 30 يونيو حتى 8 يوليو 2022، الذي يوافق وقفة عرفات 1443.

فضل صيام الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة

تتميز الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة بخصائص وفضائل عديدة، نبين هذه الفضائل على النحو الآتي: أقسم الله- تعالى- بها في كتابه، فقال: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ)،والله لا يُقسم بشيء إلا إذا كان عظيما، مما يدل على أهمية هذه الأيام، وفضلها عند الله -تعالى-. سماها الله- تعالى- في القرآن الكريم بالأيام المعلومات، وشرع لعباده الذكر فيها على وجه مخصوص، قال الله- تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ).

فقد ذهب بعض المفسرين إلى أن المقصود بهذه الأيام هي الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة. تعتبر الأعمال الصالحة والعبادات في هذه الأيام أحب إلى الله- تعالى- من غيرها؛ قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ما مِن أيَّامٍ أَعظَمَ عِندَ اللهِ، ولا أَحَبَّ إلَيهِ مِنَ العملِ فيهِنَّ مِن هذِه الأَيَّامِ العَشرِ؛ فأَكثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ).

حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة

أكدت دار الافتاء أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يصوم التسع من ذي الحجة؛ ففي "سنن أبي داود" وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول إثنين من الشهر والخميس".

وعن حفصة رضي الله عنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة" رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه.

وأما ما أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صائمًا في العشر قط"، فقد قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (8/ 71-72): [قال العلماء: هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر، والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة. قالوا: وهذا مما يتأول، فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مستحبة استحبابًا شديدًا لا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة، وقد سبقت الأحاديث في فضله، وثبت في "صحيح البخاري" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِن أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَفْضَلُ مِنهُ فِي هَذِهِ» يعني العشر الأوائل من ذي الحجة فيتأول قولها "لم يصم العشر" أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائمًا فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر الإثنين من الشهر والخميس" ورواه أبو داود وهذا لفظه، وأحمد والنسائي وفي روايتهما: «وخميسَين»] اهـ.

وكان مفتي الجمهورية، أوضح -في بيان الأربعاء- أن منهج رؤية دار الإفتاء المصرية لأهلَّة الشهور العربية واحد لا يختلف في شهر عن الآخر أو بين رؤية هلال شهر رمضان وهلال شهر ذي الحجة، مضيفا أن هلال شهر ذي الحجة له طبيعة خاصة ترتبط بتحديد الوقوف بعرفات والحج، ويترك الأمر في هذه الحالة لقرار المملكة العربية السعودية في رؤيتها للهلال.


وقال فضيبة المفتي "نحن نريد الوحدة في وقفة عرفات؛ لذلك فإن رؤيتنا للهلال مرهونة برؤية المملكة العربية السعودية، لكن الآلية واحدة لا تختلف في شهر عن شهر"، وإن العالم الإسلامي يتبع المملكة العربية السعودية في رؤيتها لهلال عيد الأضحى المبارك، لأنها الدولة الوحيدة المنوط بها رؤية الهلال إذ تتحمل مسؤولية بدء مناسك الحج على أراضيها، وما يرتبط به من مناسك مقدّسة كوقفة حجّاج بيت الله في عرفات.

تعليقات القراء