أبيض صافيًا إلا أنه اسودّ بذنوب العباد .. مركز الأزهر للفتوى: لمس وتقبيل الحجر الأسود في الكعبة يمحو الخطايا

الموجز

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية أن الحجر الأسود هو حجر بيْضاوي الشكل، أسودُ اللونِ مائلٌ إلى الحُمرة، وقطره 30 سم، يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج، ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفَ المتر، وهو محاطٌ بإطار من الفضة الخالصة صونًا له، وقد ورد أنه في بداية أمره كان أبيضَ ناصعَ البياض؛ فعن ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «نَزَلَ الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ، وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ». [أخرجه الترمذي]

وأضاف الأزهر العالمي عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك أن الحجر الأسود هو نقطة بداية الطواف ومنتهاه، ويُسَنُّ استلام الطائف له -أي لمسه باليد-، وتقبيله عند المرور به، فإن لم يستطع استلامَه بيده وتقبيلَه، أو استلامَه بشيء معه وتقبيلَ ذلك الشيء؛ أشار إليه بيده وسمَّى وكبَّر قائلًا: باسم الله والله أكبر ، ورُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقبل الحجر الأسود ويقول: «لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ حَجَرٌ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ». [أخرجه مسلم]

وأوضح الأزهر العالمي عن فضل استلامه ومسحه: فإنه يحُطُّ الذنوبَ والخطايا كما يتحاتُّ ورَقُ الشجرِ؛ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ مَسْحَ الرُّكْنِ الْيَمَانِي وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ يَحُطُّ الْخَطَايَا حَطًّا». [أخرجه أحمد في مُسند]

وقَالَ ﷺ: «لَيَأْتِيَنَّ هَذَا الْحَجَرُ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ عَلَى مَنْ يَسْتَلِمُهُ بِحَقٍّ». [أخرجه ابن ماجه].

 يعد الحجر الأسود في الإسلام أشرف حجر على وجه الأرض، ويُعتبر أشرف جزء في الكعبة أيضًا، يقع الحجر الأسود في الجهة الشرقيّة من الركن اليماني الثاني للكعبة، ويتكوّن الحجر الأسود من خمسة عشر حجرًا، ثمانية منها ظاهرة لنا بأحجام مختلفة أكبرها بحجم حبّة التمر، ويُقدّر طولها بذراعٍ واحدٍ فقط، أمّا السبع الأُخريات فيُقال أنّها من ضمن بناء الكعبة المشرّفة، ويُقال أنّها مُغطّاة بمعجون مُكوّن من مزيج العنبر، والشمع، والمسك، وموجودة على رأس الحجر الأسود ويراها المعتمر أو الحاج عند تقبيله للحجر.

ويرتفع الحجر الأسود بمقدار متر ونصف عن الأرض، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الحِجرَ والمقامَ ياقوتتانِ من ياقوتِ الجنةِ طمس اللهُ نورَهما ولولا ذلك لأضاءَا ما بينَ المشرقِ والمغربِ»، وأيضًا ورد ذكره في العديد من الأحاديث الأخرى التي ثبتت عن الرسول عليه الصّلاة والسّلام، والتي تحدّثت عن أهميّة الحجر ال

أبيض صافيًا إلا أنه اسودّ بذنوب العباد

سبب نزول الحجر الأسود من الجنة، فقد ورد في السنة النبوية أن الحجر الأسود هو حجر من حجارة الجنة نزل مع آدم عليه السلام، لأنّه لمّا نزل من الجنة شعر بوحشة شديدة وشوق عارم لها، واشتدّ عليه ذلك كثيرًا، حتى أنزل الله تعالى له الحجر الأسود يستأنس به ويخفف من وحشته للجنة، وقد كان لون الحجر أبيض صافيًا إلا أنه اسودّ بذنوب العباد، كما قال صلى الله عليه وسلم: «نزلَ الحجرُ الأسوَدُ منَ الجنَّةِ وَهوَ أشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ، فسَوَّدَتهُ خطايا بَني آدمَ»، وقد قال صلى الله عليه وسلم في بيان خصوصية الحجر الأسود أنّه لولا ذنوب الجاهلية ورجسها لبرئ كل من مسّ الحجر الأسود وكان يشكو عاهةً ما، كما قال صلى الله عليه وسلم: «لولا ما مَسَّ الحجرَ مِنْ أنجاسِ الجاهلِيَةِ، ما مَسَّهُ ذُو عاهَةٍ إلَّا شُفِيَ».

مبادرة الحجر الأسود الافتراضى

وفي العام الماضي دشنت رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى الشريف "مبادرة الحجر الأسود الافتراضى” والتى أطلقتها وكالة شؤون المعارض والمتاحف ممثلةً فى الإدارة العامة للمعارض الرقمية، بالتعاون مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى، وتهدف المبادرة إلى استخدام الواقع الافتراضي(VR) والتجارب الرقمية التى تشير إلى محاكاة الواقع الحقيقى.

وأكد الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، خلال تدشينه للمبادرة العمل على إنشاء بيئة محاكاة افتراضية، لمحاكاة أكبر عدد ممكن من الحواس، مثل الرؤية والسمع واللمس وحتى الشم، لتصل جميع مخرجات الرئاسة التي تخص الحرمين الشريفين، وما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، إلى جميع أنحاء العالم من خلال العالم الافتراضي وهي تحاكي الواقع بكل وضوح وصدق.

تعليقات القراء