أبكت الجميع بوصية ’’حاسة إني هموت‘‘.. قصة المرض النادر الذي أنهى حياة الطفلة مارينا

كتب: ضياء السقا

أبكت طفلة تدعى مارينا، 12 عاما، قلوب رواد السوشيال ميديا، خلال الساعات الماضية، بعد تداول رسالة بخط الفتاة قبل 3 أشهر من وفاتها بعد صراع مع المرض، حيث تنبأت خلالها برحيلها تاركة وصيتها.

 

وجاء في الرسالة مارينا: «أنا مارينا، أنا هموت قريب جدًا أنا متأكدة، فيه صوت بيقولي أنا هموت قريب وأنا حاسة كده».

وتابعت الطفلة في وصيتها: «لما أموت متغسلونيش ومحدش يشوفني غير سامح وماجد، وإنتي وبابا تلبسوني ومحدش يلبسني غيركم، اللي يشيل الصندوق بابا وأعمامي، لما تروحي المدافن متلبسيش أسود وتعيطي، اعملولي بسكويت وكحك وأقراص خبز العذرا والملاك واعطي الناس والمحتاجين».

وبحسب صحيفة "اليوم السابع"، كشفت أسرة الطفلة أنها توفت اثر إصابتها بمرض يسمى الورم الأرومي المينائي أو مرض اميلو بلاستوما، وهو نوع نادر من الأورام يصل عدد المصابين به حول العالم قرابة 50 مريضا فقط، ويبدأ هذا المرض في الفك، غالبًا بالقرب من ضروس العقل أو الضروس الأخرى ويتكون داخل الخلايا التي تشكل المينا التي تحمي الأسنان، يمكن أن يسبب الورم ألمًا أو تورمًا ويمكن أن يغير مظهر الوجه إذا لم يتم علاجها لفترة طويلة ، فقد تصبح سرطانية وتنتشر في العقد الليمفاوية أو الرئتين، وفقا لتقرير لموقع webmed.

 

أعراض الورم المينائي

عادة ما تنمو الأورام ببطء على مدى عدة أشهر أو حتى سنوات لفترة من الوقت ، قد يكون العرض الوحيد هو تورم في الجزء الخلفي من الفك، قد يشعر المريض أيضًا بألم في الأسنان أو الفك، بعض الناس ليس لديهم أي أعراض يتم العثور علي الورم عندما يتم إجراء فحص التصوير لسبب آخر.

في بعض الأحيان تنمو الأورام الأرومية المينائية بسرعة وبشكل مؤلم يمكن أن يؤدي ذلك إلى اقتلاع وتحريك الأسنان يمكن أن تنتشر أيضًا إلى الأنف أو محجر العين أو الجمجمة.

في حالات نادرة، يمكن أن تنمو بشكل كبير لدرجة أنها تسد مجرى الهواء ، وتجعل من الصعب فتح وإغلاق الفم ، أو تؤثر على كيفية حصول الجسم على العناصر الغذائية من الطعام.

وقبل 4 أعوام، بدأت رحلة «مارينا» المرضية مع الورم الذي أصابها أسفل الفكين، وتزايدت مضاعفاته ما أدى لتدهور حالتها الصحية، مفارقة الحياة، فالمرض هو«Amyloplastoma» أو يعرف بـ«الورم الأرومي المينائي»، بحسب ما ذكره شقيقها سامح ميلاد، الذي أوضح تفاصيل حالة شقيقته المرضية، في تصريحات لموقع «هن».

من جانبه، قال الدكتور محمد عبدالوهاب، أخصائي جراحة جراحة وجه والفكين، إن المرض عبارة عن ورم حميد بالفك، وليس سرطان، لكن تركه لفترة طويلة دون علاج أو اكتشافه، يحوله إلى ورم خبيث وينتشر إلى باقي الجسم وغالبًا ما يصيب الرئة، وهو تقريبًا ما حدث مع حالة «الطفلة مارينا»، وهو ما لا يحدث كثيرًا مع هذا المرض، ففي المعتاد لا يتحول إلى ورم خبيث.

وأوضح «عبدالوهاب» في تصريحات لـ«هن» أن المرض إذا ظل ورمًا حميدًا، تكمن آثاره في التأثير السلبي على وجه الإنسان، وعدم قدرته على ممارسة حياته الطبيعية، إذ أن بداية ظهوره تكون من خلال الورم في الفكين، ما يؤدي إلى أن الوجه غير متماثل في شكله «الفكين مش شبه بعض».

وانتقل أخصائي جراحة الوجه والفم، إلى طرق التعامل مع المرض، وتكون البداية من خلال إجراء الأشعة لأخذ عينة من الورم، وتحليله بعد ذلك إذا كان «حميدا أم خبيثا»، فإذا كان ورمًا حميدًا في الفك، لابد من إزالة الجزء الذي يحتوي عليه الورم من الفك، ثم عمل استعاضة للجزء المفقود من الفك بشريحة معدنية.

وتابع «عبدالوهاب» أنه بعد نحو من 3 إلى 6 شهور، يجري المريض عملية إعادة بناء عظام الفك، وتكون من خلال أخذ رقعة عظمية من الحوض لتعويض الجزء المفقود من الفك، موضحًا أن المريض  خلال هذه الفترة يفقد أيضًا أسنانه، لكن، بعد إجراء العملية الجراحية وإعادة بناء عظام الفك، يتمكن المصاب من تركيب أسنان جديدة، وممارسة حياته من جديد.

ونصح أخصائي جراحة الوجه والفكين، بضرورة الكشف الدوري على الأسنان من خلال أشعة البانوراما، لمعرفة شكل الفكين، موضحًا أن المرض موجود بنسبة ليست كبيرة وغير منتشر، فيصاب به شخص من كل 20 ألف حالة.

 

تعليقات القراء