«بهاء» يبدأ مغامرة السفر من الجيزة لأسوان بـ«الحمار».. وصل المنيا في 9 أيام.. ويقطع 1000 كيلومتر.. ما القصة؟

الموجز

قبل نحو عام، تفتق ذهن الشاب الصعيدي بهاء العمدة ابن محافظة سوهاج، عن فكرة غريبة: أن يقطع المسافة بين القاهرة وأسوان لكن عبر وسيلة قديمة هي الحمار.


وأراد العمدة من خلالها أن يعيش حياة أجداده، ويتعرف على طريقة تنقلهم بين المحافظات، قبل أن يتم اكتشاف وسائل النقل الحديثة. وكان يريد أن يعرف كيف كانوا يسافرون من بلادهم إلى العاصمة المصرية والعكس، وماذا كانوا يواجهون في رحلتهم.


وتبلورت الفكرة في ذهن الشاب المصري: السفر من الجيزة الملاصقة للقاهرة وصولا إلى أسوان في أقصى جنوبي مصر على ظهر حمار في رحلة قد تستغرق من 45 إلى 50 يوما.


وتبلغ المسافة من الجيزة شمالا إلى أسوان جنوبا (حوالى 1000 كيلو متر تقريبا) يقطعها القطار فيما يقرب من 12ساعة.

رحلة غريبة، عجيبة، مدهشة، مرهقة، تحمل العديد من الإثارة والمتعة على ما تحمله من صعاب، قرر «بهاء» خلالها أن يعود إلى ما قبل زمن الاحتلال الإنجليزي لمصر، ممتطيا «حماره»، معلنا خوض غمار السفر على ظهره من الجيزة حتى أسوان، لنيل الفوائد  الـ7 للسفر.


البداية: شراء حمار


الشاب المهتم بتراث الصعيد، والحديث عن عاداته وتقاليده كان يرغب فى رحلة ممميزة يجمع فيها كل ما يستطيع عن أهالي كل محافظة من المحافظات الثمانية التي تشملهم رحلته، لذلك خطط جيدا لتكون الرحلة، والبداية كانت التفكير في شراء حمار لاستخدامه في التنقل بين المحافظات وصولا إلى أسوان. حسبما نشر موقع "سكاي نيوز".

يحكي بهاء العمدة لموقع "سكاي نيوز عربية" تفاصيل الاستعداد لرحلته الغريبة، قائلا: "بدأت منذ فترة طويلة تجهيز نفسي للسفر، وفي الأسابيع الأخيرة ترددت على أكثر من سوق لبيع الحمير من أجل شراء الحمار المناسب".


مهموم بقضايا الصعيد وتاريخه

ونصح التجار الشاب الصعيدي بشراء أنثى الحمار لأنها أكثر صبرا وتحملا للصعاب عن الحمار الذكر، ويروي "وبعد ذهابي لأكثر من سوق اشتريت الحمارة التي ترافقني في رحلتي من أحد أسواق الجيزة".

وتابع: "أنا مهموم بقضايا الصعيد وبالبحث عن تاريخه وعادات أهله وهدفي من الرحلة عيش مغامرة مختلفة أعيش فيها مثلما كان يعيش أجدادي وأشعر بالمعاناة التى كانوا يعانونها في تنقلاتهم قبل معرفة وسائل النقل الحديثة".

وأردف: "أسعى في رحلتي أن أجمع المزيد عن أهالي المدن والقرى التى سأمر عليها. هناك من انتقد الفكرة وهناك من شجعها لكن ما يعنني أن أكمل الرحلة وأن أحقق ما كنت أتمناه من سنين".

بحث العمدة في المكتبات عن كتب تحكي تاريخ المدن الـ28 التي تمر بها رحلته، للتعرف على تاريخهم وسبب تسمية تلك المدن لكنه لم يجد كتبا تهتم بهذا الأمر.

ويقول: "اضطررت لجمع معلومات من على شبكة الإنترنت واستعنت بأصدقاء لمعرفة تاريخ تلك المدن، واستعنت بالأهالي فى كل قرية أو مدينة للحديث عن مدينتهم وبماذا تشتهر وأبرز العادات والتقاليد فى القضايا الاجتماعية مثل الزواج ومراسم العزاء وغيرها من العادات التى قد تختلف من مدينة إلى أخرى".


الرحلة انطلقت من الجيزة

قبل 6 أيام بدأ بهاء رحلته المثيرة وكانت نقطة البداية من قلب شارع فيصل أحد أكبر شوارع محافظة الجيزة، ووصل حتى الآن إلى مدينة الفشن بمحافظة بنى سويف، القريبة من القاهرة.

ويقول: "أحظى بترحيب شديد من الأهالي ومن المارة فى الطريق، ومنذ اللحظة الأولى وضعت نظاما خاصا للرحلة أسير فى النهار وأتوقف في الليل، وأقطع يوميا حوالى من 25 إلى 30 كيلو فقط من أجل التخفيف عن الحمار" .

وأطلق بهاء اسم "ونيسة" على حمارته ، مشيرا إلى أنه اختار هذا الاسم؛ لأنها تؤنسه في الرحلة. ويقول إنه واجه انتقادات بسبب السير بحمارة كل هذه المسافة الطويلة.

ويرد عليهم بالقول: "ما لايعرفه من هاجموني أن الحمار كان قديما يستخدم فى السفر والتنقل وأنا أراعي عدم إجهادها في الرحلة وأسيرة لمدد قصيرة وأتوقف للراحة ومن ثم مواصلة المسير وفي الليل أتوقف تماما لاراحتها".

الخلاصة في كتاب

ويتوقع إيهاب أن يصل إلى أسوان خلال 50 يوما على الأكثر ، ويخطط بهاء بعد انتهاء الرحلة إلى جمع المعلومات التي حصل عليها عن أهالي الصعيد فىيكتاب.

واختتم حديثه:" أنا مفتون بأدب الرحلات وسأكتب كتابا عن رحلتي من الجيزة إلى أسوان أرصد فيه ما اكتشفته، وأحكي فيه عن البشر والحجر ستكون تجربة رائعة بكل تأكيد".

 

قال بهاء الدين علي، وشهرته بهاء العمدة، 29 عاما، إنه من أبناء مركز المنشأة بمحافظة سوهاج، وقرر أن يخوض رحلة تمتد من الجيزة حتى أسوان؛ مستخدما الحمار، للتعرف على الثقافات والعادات والتقاليد المختلفة في كل مركز وقرية.

 

وأضاف أنه انطلق في يوم 6 من شهر فبراير الجاري من محافظة الجيزة، حتى وصل اليوم الأحد إلى مدينة مطاي في شمال المنيا، إذ استضافه أهالي عزبة لطف الله للراحة والمبيت. حسبما نشر موقع "الوطن".

 


أوضح العمدة، أن هدف جولته الطويلة التي تمتد لمسافة تتجاوز الـ900 كيلو، وقد تستغرق شهرا كاملا، التعرف على اللهجات والعادات والموروثات المختلفة في كل مكان بالصعيد الجوانى، ومن القصص التي جمعها ما رواه أهالي قرية الشوبك، التابعة لمركز البدرشين بالجيزة، التي شهدت واقعة خلع قضبان الحديد وقطع السكة الحديد عن القوات الإنجليزية التى كانت تدخل الواسطى، وخاض الأهالي معركة بالفؤوس ضد قوات الإحتلال لذا سميت بمعركة «أبوطورية»، إذ تصدى أهل نزله الشوبك شبابا ورجالا ونساء، لقوات الاحتلال، وكبدوه خسائر فادحة في الأرواح، ومات منهم أكثر من عشرين شخصا، ويوجد نصب تذكاري به أسماء الشهداء.

 


قال «العمدة»، أحاول معرفة أصل وأسماء المدن، لماذا سميت بهذه الأسماء، مثل أبوالنمرس، إذ بحثت فى كتاب أبوالنمرس ماضيها وحاضرها للكاتب عيد أحمد بيومى، وفضل عباس، وكذا بحثت عن سبب تسمية البدرشين، وفي الحوامدية تقابلت مع شاب مثقف، وقال حسب روايته أيام الهجرة من شبه الجزيرة العربية لدخول الصعيد، جاءت قبيلة اسمها الحوامد، وسكنت لها لذلك سميت الحوامدية، نسبة لبنى حامد.

 


وأكد «العمدة»، أنه واجه العديد من الصعوبات أثناء رحلته بالحمار، ومنها حينما وصل إلى المنطقة بين ببا والفشن بمحافظة بنى سويف، بعض الأهالى منعوه من المبيت بالطريق، ولا أعلم سبب خوفهم، قد يكون لأنني أرتدي جلباب وأركب حمارا، وبعض الأهالي رفضوا استضافتي فى مركز ببا ببني سويف، رغم أن الحمار على الأرض، وفى المنيا واجهت مشكلة خاصة بعدم التصريح بالتصوير. حسبما نشر موقع "الوطن".

 


استعرض «العمدة» أجمل المواقف التي شهدها في رحلته، ومنها لقائه بعامل مزلقان أبوربع، وهو شاب اسمه محمد، استقبلني أفضل استقبال، وقدم كل ما فى إمكاناته، وحاول توفير كل الوسائل المتاحة لتيسير رحلتي، وقضيت سهرتي معه، وفي الصباح ألتقيت بطفل يخرج من بيته، حاملا الشاي وبعض المخبوزات، وأصر على تناول الإفطار معي.

 

وتابع: كنت أحرص على عمل بث مباشر بين الحين والآخر يوثق لقاءاتي مع الأهالي، وهم يتحدثون عن العادات والتقاليد فى القرى، كما أن هناك سيارة 7 راكب ترافقني، بها جميع احتياجاتى الخاصة واحتياجات الحمار.

 

تعليقات القراء