"ارجع يا محمد ستك ماتت من قهرتها عليك.. وأمك هتحصلها".. حكاية تحول "محمد" من حفظ القرآن والتفوق للفشل وعقوق الوالدين

الموجز

 

كان مثالا للاحترام والأخلاق والقدوة الحسنة بين أسرته الصغيرة، يقيم الصلوات في مواعيدها، يحب أعمال الخيري والتطوع، حتى بلغ مرحلة المراهقة، تلك الفترة الحياتية المعقدة، التي تشهد تغيرا جذريا في الشخصيات وسلوكياتها، وهو ما حدث لـ"محمد"، الذي تحول إلى النقيض، وأصبح نموذجا سيئا، عاق بوالديه، وكثير السهر، ويميل إلى ملازمة أصدقاء السوء.

 

مواجهة ومغادرة دون وداع


يقطن محمد طارق لطفي، 18 عاما، قرية شبرا بلوله في منوف بمحافظة المنوفية، وكانت حياته مستقرة وطباعه حميدة، لكنه تبدل حاله بين ليلة وضحاها، وأصبح يعاند والديه ويعوقهما: "مبقاش بيرمي السلام ولا بيسمع كلام أمه، وبقى بيكدب، وكان طبعه صادق وأمين جدا، فجأة كل ده اتغير خالص"، بحسب والده. حسبما نشر موقع "ألوان_ الوطن".

 


طارق كان يراقب محمد، ولا يرضيه حاله، يلفت انتباهه إلى تصرفاته بشكل غير مباشر، إلا أن قرر المواجهة: في يوم جبته وقولت له مينفعش يا محمد يا ابني تبقى كده، ارجع كويس زي الأول واسمع الكلام، راح مزعق في وشي وشوح بإيديه، وقال لي مالكش دعوة بيا تاني، ومشي وساب البيت من أسبوع، ومن بعدها معرفش عنه أي حاجة"، ورغم قسوة وجفا قلب الابن، إلا أن والده يشعر بحرقة وحزن بسبب تغيبه عنه.

 

رحلة التحول والعجز

 

كل هذه التغييرات الجذرية التي حدث لـ"محمد"، كانت بسبب تعرفه على بعض أصدقاء السوء وتوطيد علاقته بهم: "محمد كان متفوق دراسيا وكان حافظ 17 جزء من القرآن الكريم، وكان بيصلي وبيسمع كلام ربنا، وحافظ أحاديث شريفة" يقول طارق والحسرة تفوح بين طيات كلماته، إذ بات لا يملك شيئا من أمره فلذة كبده سوى العجز بعد ضياعه.

 


صمت الأب ثواني، قبل أن يرصد نقطة التحول التي غيرت حياة ابنه: "مرحلة المراهقة دي سيئة، والأولاد بيدخلوا فيها ببقى حاطط إيدي على قلبي، ربنا كرمني وابني الكبير نصفني وعدى منها، لكن مقدرتش أحتوي محمد، واعتمدت أنه مقرب لربنا وواعي، وسيبته للشارع ضيعه مني، وبقاله على الحال ده سنتين"، ويتغيب "محمد" عن بيته منذ 7 أيام، ويستغيث "طارق" بجموع رواد السوشيال ميديا، لمساعدته في البحث عن نجله ونشره صوره.

 

ليلة بكى فيها الوالدين

 


"ارجع يا محمد، ستك ماتت من قهرتها عليك، وكان نفسها تشوفك وأمك هتموت وراها، إحنا مش عارفين نعيش من غيرك، ارجع يا بني واللي شايفه صح اعمله"، بهذه الكلمات يستعطف "طارق" نجله للعودة مرة أخرى للمنزل: "أنا عارف أنك شايفني وحاسس بينا، ارجع أنا دورت عليك في كل حتة"، إذ لم يترك "الأب" سبيلا إلا وبحث فيه عن نجله: "في أقسام الشرطة والمستشفيات وعند قرايبنا، وكأنه فص ملح وداب، ومبسوط في البعد عننا".

 

 

تعليقات القراء