«محمد نجيب يطلب من الحارس مقابلة الشعراوي.. والثاني: الشيخ نايم دلوقت ياعم نجيب».. وقائع زيارة محمد نجيب لـ «الشعراوي»: «مكانش بيتبحبح معايا في السياسة»

الموجز

في العشرين من فبراير عام 1901، ولد اللواء محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية، والذي تولى حكم البلاد لمدة عامين كاملين.

"نجيب" الذي اختفى عن الحياة السياسية سنوات كثيرة بعد قرار تحديد إقامته، عام 1954، كان من المترددين على منزل الشيخ محمد متولي الشعرواي في حي الحسين بالقاهرة، وكانت الزيارة الأولى مفاجأة دون سابق إنذار.

على غير موعد ودون سابق معرفة، ذهب اللواء محمد نجيب في زيارة مفاجأة إلى منزل الشيخ محمد متولي الشعراوي، في حي الحسين، وعلى باب البيت وقف نجيب أمام الحارس- الذي لم يكن يعرفه- وطلب منه لقاء الشيخ الشعراوي، ليذهب الحارس إلى الشيخ بعفوية تامة قائلا: "في واحد اسمه محمد نجيب عايز يقابلك".

تصادف وقت الزيارة كان الشيخ الشعراوي نائمًا، حسبما أخبره حارس البيت، وهنا اضطر محمد نجيب إلى تعريفه بنفسه قائلًا: "أنا محمد نجيب اللي كنت رئيس جمهورية"، ليسرع الحارس بالاعتذار مقدما له الكرسي الذي كان يجلس عليه ليستريح وذهب لإيقاظ الشيخ وإبلاغه، حسبما جاء في الحوار المنشور بمجلة "آخر ساعة"، بتاريخ 22 مارس 1995.

استمرت الجلسة من العصر حتى آذان المغرب، ثم استأذن للصلاة في مسجد الحسين، وتكررت زياراته بعد ذلك، يقول الشيخ الشعراوي عن اللقاء الأول بينه وبين نجيب: "كان مليئا بالمرارة لكن يبدو هادئا راضيا بقضاء الله وحديثه أقرب إلى الصوفية، ولم نتحدث في السياسة كان حديثنا كله في الدين، كان يسألني وكنت أجاوب وفي كل مرة كان يتجنب الكلام في السياسة". حسبما نشر موقع "الوطن".

روى "نجيب" خلال اللقاء الأول بالشيخ الشعراوي ماحدث معه في يوم 14 نوفمبر 1954، اليوم الذي تم فيه تحديد إقمته ليقضي به 17 عامَا، برضا تام لكل ما حدث دون التطرق لأي حديث في الأمور السياسية، الأمر الذي وصفه إمام الدعاة بـ"الإيمان القوي".

ويقول الشيخ الشعراوي، حسبما جاء في الحوار الصحفي: "مكنش بيتبحبح معايا في كلام السياسة، كان كلامه في الدين وخصوصا الصوفية".

وحكى الشيخ "الشعراوي" في حواره لمجلة "آخر ساعة" عام 1995، عن زيارة الرئيس "نجيب"، قال: "كان مليئا بالمرارة من كل ماجرى له، لكنه كان يبدو هادئًا، وكان كلامه أقرب إلى الصوفية، لقد تحمل قدر الله فيه بإيمان، لم نتحدث في السياسة، كان حديثنا كله في الدين، كان يسألني وكنت أجاوب، واستمرت جلستنا من العصر إلى قرب المغرب، ثم استأذن للذهاب لصلاة المغرب في سيدنا الحسين، وتكررت لقاءاتنا بعد ذلك". حسبما نشر موقع "الدستور".

وبدأ محمد نجيب يتردد في زيارته على الشيخ "الشعراوي"، وحدث أنه في إحدى الزيارات سأله أحد الجالسين عن واقعة تخص جمال عبد الناصر وفيها مثلبة له، أي لجمال عبد الناصر، فرد "نجيب": "أنا يابني لا أعرف ذلك"، قال "الشعراوي":"كان الرجل يريد أن ينسى كل ماجرى له".

وحكى الشيخ محمد متولي الشعراوي، أنه برغم تعدد اللقاءات بينه وبين محمد نجيب، إلا أنه لاحظ عليه حرصه الشديد على أن لا يتكلم في السياسة، قال "الشيخ": "يعني مكنش بيتبحبح معايا في كلام السياسة، كان كلامه يدور حول الموضوعات الدينية وخاصة الصوفية".

تعليقات القراء